الميثاق نت - في الساعة السابعة من مساء اليوم الأحد (بتوقيت جرينيتش) يطلق الحكم الكولومبي فيلمار رولدان صافرته لتبدأ 90 دقيقة هي الأهم حتى الآن لعشاق كرة القدم في الوطن العربي منذ انطلاق منافسات كأس العالم 2014 المقامة بالبرازيل ، حيث يخوض المنتخب الجزائري مباراة الفرصة الأخيرة أمام نظيره الكوري الجنوبي على ملعب "بيرا ريو" بمدينة بورتو أليجري في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثامنة.
قدم المنتخب الجزائري بداية حماسية في مباراته الأولى أمام بلجيكا وأنهى صياما عن التهديف في المونديال دام 28 عاما عندما افتتح التسجيل في الشوط الأول ، لكن تبديلات مدرب بلجيكا قلبت موازين المباراة ورجحت كفتها لصالح بلجيكا في النهاية بالفوز 2-1 ، لتشكل كبوة مبكرة لممثل العرب الوحيد في المونديال البرازيلي.
لكن اليوم ، تتجدد الفرصة أمام محاربي الصحراء لإنعاش أمال العرب من جديد وتعزيز فرصة الفريق في التغلب على عقدة الدور الأول الذي لم يتجاوزه في مشاركاته الثلاث السابقة بالمونديال ، وربما تصب الظروف لصالح الفريق الجزائري قبل بدء مباراته حيث تسبقها مباراة بلجيكا المتصدرة وروسيا صاحبة المركز الثاني بالمجموعة.
ويعد استغلال نقاط الضعف في صفوف الكوريين ومعالجة الأخطاء التي شهدتها المباراة الأولى أهم مفاتيح الجزائر لتحقيق نتيجة إيجابية والسبيل الوحيد للبوسني وحيد خاليلوزيتش المدير الفني للمنتخب الجزائري من أجل الصمود ومحاولة تحسين صورته شيئا ما بعد طوفان الانتقادات الذي واجهه بعد مباراة بلجيكا ، وإلا ستصبح الأمور أكثر سوءا بالنسبة له وربما تسبق إقالته نهاية مشوار الفريق في المونديال.
فالأيام الماضية شهدت العديد من الأحداث بالمنتخب ، بدأت بانتقادات من الفريق للمدرب وهجوم من محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري بسبب التشكيلة والخطة التي خاض بها الفريق مواجهة بلجيكا ، إلى جانب العقوبة التي فرضها الفيفا على خاليلوزيتش بتغريمه مبلغ مالي لعدم تطبيقه التعليمات الخاصة بالتعامل مع وسائل الإعلام ، كما أنه سيمثل أمام لجنة الانضباط بالفيفا بعد المونديال لسماع أقواله حول سوء تعامله مع وسائل الإعلام وعدم احترام تعليمات وقوانين البطولة فضلا عن تكرار انتقاداته للحكام والهيئات الكروية ، وبات المدرب مهددا بالإيقاف لمدة عام في حالة عدم حضوره أي مؤتمر صحفي.
وفي الساعات التي تشهد اللمسات الأخيرة لاستعدادات الخضر لمواجهة كوريا الجنوبية ، دفعت تلك الأحداث المدرب للإدلاء بتصريحات نارية وصف فيها بعض الإعلاميين بالحمقى وأكد أنه لا يمكن لأحد مهما كان منصبه التدخل في قراراته المتعلقة بتشكيلة الفريق حتى ولو كان روراوة نفسه ، وهو ما سيضاعف من صعوبة حسابه في حالة عدم تحقيق نتيجة إيجابية أمام كوريا وإنقاذ حظوظ الفريق الجزائري في المونديال.
وفي مباراة اليوم ، سيشكل الدفاع "الوتر الحساس" للمنتخب الكوري ، فقد ظهرت المشاكل الدفاعية للكوريين بشكل واضح من خلال مبارياته بالتصفيات وكذلك الوديات التي خاضها استعدادا للمونديال ، وهو ما يجب استغلاله من جانب المنتخب الجزائري الذي يتحتم عليه استعادة نزعته الهجومية بعد أن غابت عنه شيئا ما في المباراة الأولى وكانت أحد العوامل المثيرة للانتقادات الموجهة لمدربه.
ويفترض أن خاليلوزيتش وجه تركيزه خلال الأيام الأخيرة على معالجة المشكلات الدفاعية لفريقه ورسم خطته للتعامل مع المعطيات المختلفة لمباراة كوريا ، والتي تتمحور حول التفوق الكبير للكوريين في السرعة واللياقة وهو ما يفرض على الجزائريين تضييق المساحات واليقظة الدفاعية الدائمة لإبعاد الخطورة عن منطقة الجزاء.
وتأمل الجماهير أن يظهر الفريق الجزائري بحدته الهجومية المعهودة من جديد ، بعد اتهام خاليلوزيتش بتوجيه لاعبيه للدفاع أمام بلجيكا وهو ما نفاه المدرب بشدة مفسرا ما حدث بقوله "المشكلة أننا عندما كنا نمتلك الكرة لم نكن نهاجم بشكل كاف. عانينا من حاجز نفسي" ، ومهاجما الإعلام بقوله "قرأت في الصحف الجزائرية بأنني طلبت من اللاعبين المكوث في الدفاع أمام بلجيكا فلا تصدقوهم إنها مجرد حماقات ، لأنني أمرت اللاعبين بالهجوم دون نسيان الدفاع".
ورغم الأحداث التي شهدتها الأيام الأخيرة حول المدرب ، ربما يصب الجانب المعنوي في مصلحة الجزائريين حيث حقق الفريق ثلاثة انتصارات متتتالية في مباريات ودية سبقت المونديال ، بالإضافة إلى حقيقة أن منتخبات قدمت بداية مشابهة بالمونديال ونجحت في استعادة توازنها وحققت صحوة في الجولة الثانية لتعزز فرصتها في التأهل للدور الثاني ، من بينها كرواتيا التي خسرت أمام البرازيل 1-3 ثم سحقت الكاميرون برباعية ، وأوروجواي التي استهلت مشوارها بهزيمة مفاجئة أمام كوستاريكا 1-3 ثم انتفضت لتتغلب على إنجلترا 2-1 .
أما المنتخب الكوري الجنوبي فربما تكون الرهبة من بين نقاط ضعفه لدى دخوله أرضية الملعب ، حيث مني بهزيمتين أمام منتخبين من القارة الأفريقية قبيل انطلاق كأس العالم حينما خسر أمام تونس صفر-1 وغانا صفر-4 .
واستقر خاليلوزيتش بشكل كبير على تشكيلته لمباراة اليوم حيث يعتزم الاعتماد على عبد المؤمن جابو وياسين براهيمي ونبيل جيلاس ليشكلوا مع سفيان فيجولي أسلحة الجزائر الفتاكة أمام كوريا الجنوبية.
أما هونج ميونج بو المدير الفني للمنتخب الكوري فلا يتوقع أن يجري تغييرات على تشكيلته باستثناء تأكد غياب لاعب الوسط ها داي-سونج للإصابة ، ويتوقع أن يدفع باللاعب لي كيون هو في التشكيل الأساسي بعدما شارك من مقعد البدلاء في مباراة روسيا وتسبب في هدف الفريق الكوري.
التشكيلتان المتوقعتان في مباراة اليوم:
الجزائر : رايس مبولحي ، جمال الدين مصباح ، عيسى ماندي ، رفيق حليش ، مجيد بوقرة ، كارل مجاني ، نبيل بن طالب ، سفيان فيجولي ، عبد المؤمن جابو ، ياسين براهيمي ، نبيل جيلاس.
كوريا الجنوبية : جونج سونج ريونج ، لي بام يونج ، هونج جيونج هو ، كيم يونج جون ، يون سوك يونج - لي تشونج يونج ، هان كوك يونج ، كوو جا تشيول ، كي سونج يونج - بارك تشو يونج ، لي كيون-هو. |