الأربعاء, 18-يوليو-2007
طه العامري -
كغيرها من المحافظات اليمنية تعيش محافظة الحديدة حراكا حضاريا وطنيا تنمويا متعدد المجالات الحياتية التنموية والاستثمارية والعمرانية والثقافية والاجتماعية وهي في حالة من الاستقرار في الجوانب الأمنية والحياتية اليومية ولا تخلو من الظواهر العابرة والسلبيات والقصور في بعض الجوانب والاحتياجات الخدماتية مثلها مثل بقية بلدان الله ومدن الله الواسعة الغنية منها والفقيرة .. إذ لا أحد بلغ الكمال أيا كانت إمكانياته وليس هناك في الكون مجتمع يضع سقفا لتطلعاته وأهدافه الحضارية ورغباته المتعددة الجوانب. بيد أن الوعي والإمكانيات هما من ينظم تحولات الأفراد والمجتمعات والشعوب والأوطان وأيضا المدن. (الحديدة) واحدة من محافظات الوطن التي شهدت تحولا مضطردا وعلى كافة الجوانب فهي ازدهرت عمرانيا واقتصاديا وتنمويا كما ازدهرت سكانيا وقابل هذا بالطبع ازدهار وارتقاء بالخدمات لكن تظل التطلعات متجددة والحاجيات أيضا وفي ظل غياب الوعي والادراك لدى (البعض) الذين يجهلون حقيقة الظروف والمعانات التي تبذلها السلطات على صعيد السلطة المركزية أو السلطات المحلية لإنجاز المتاح من التحولات التنموية وفي سبيل الإيفاء بالجوانب الخدمية وتلبية الحاجيات المطلوب توفيرها للمواطن الأمر الذي يخلق لدى البعض قناعات خاطئة على ضوء خطاب المكايدة والاستهداف والتشكيك فيذهب هؤلاء البعض إلى أحد الأحكام الجزافية ضد جهات سيادية وطنية ورموز وشخصيات وهذه الأحكام دائما تكون حيثياتها (الاعتقاد) وليس (اليقين). لست هنا في معرض الدفاع عن العميد محمد صالح شملان محافظ محافظة الحديدة الذي تعرض لحملة تشهير غير منطقية وغير موضوعية و(كتابات) غير مسؤولة تناولت الرجل وإدارته بطريقة توحي بأن الأمر لا يخرج عن نطاق تصفية حسابات سياسية والتعبير عن ضغائن وتهم جزافية دوافعها (شخصية) ولا تنم عن حرص وطني أو نقد موضوعي معزز بالأدلة والوثائق بل جاء كل ما يقال بحق الرجل وإدارته وحركته داخل المحافظة أشبه بأحاديث (العنعنة) وبالتالي لم تخرج التناولات التي استهدفت (الرجل) عن (يقال) (علم) والأمر مجرد (روايات وحكاوي) ومثل هذا يقال بحق كل (المحافظين والوزراء والمسؤولين) وحتى بحق (رجال أعمال ومستثمرين) ، بل إن أحدهم وصف قبل فترة (رجل أعمال) بـ(المستعمر الوطني)؟! لم أكن أريد الخوض في هذا ولكن هناك تصرفات ومواقف لا أحتملها وأجد نفسي أخوض فيها مع أن لا علاقة تربطني بأطرافها. نعم هناك اختلالات وقصور وإشكاليات وهناك فساد ومحسوبية لا أنكر كل هذه العوامل أو الظواهر المحيطة بكل تطلعاتنا لكني في المقابل لا أحبذ (الروايات الخيالية وتوزيع التهم) اعتقادا وهذا (الاعتقاد) أساسه الروايات والمزاعم ، وهذا يعد من أسوأ وأبشع أشكال (الفساد الأخلاقي) الذي يوجب (الجلد) كعقوبة (القذف) لا يقوم على دليل بل على (الظن) وكل الظن إثم في عصرنا وراهننا الحضاري.. حيث (التشهير) بكل شيء لا يروق لبعضنا أصبح حقا مكتسبا..! نعم من حق كل كاتب وصحفي ومطبوعة تناول الاختلالات وكشفها لكن ليس بالتحليلات والأحلام بل بالوثائق والأدلة خاصة والاستهداف لهذا المسؤول أو تلك الجهة غدا من الأفعال الخاضعة (للمزاجية) أو (المصالح والرغبات) أقول هذا - أسفا - على الحال الذي أوصلنا إليه البعض بخطابهم الذي لا يعبر عن الحاجة الوطنية ولا يعكس الحرص الوطني أو يجسد قيم الولاء والانتماء. في هذا السياق أقول: إن المحافظة أو المدينة أو الوطن أو حتى (الفرد) كل هؤلاء من الطبيعي أن تزداد طلباتهم وحاجياتهم بشكل مضطرد وكلما تحقق لهم إنجاز طالبوا بإنجاز آخر جديد وهكذا دواليك وهذه هي قوانين التطور والتحولات الحضارية .. والحديدة من الواضح أنها قطعت شوطا كبيرا في المجالات التنموية والحضارية ومع ذلك تظل تطلعات الناس للمزيد فعلا مشروعا وطبيعيا وهي قطعا تطلعات المسؤول الوطني أكان محافظا أو مديرا أو وزيرا أو الرئيس ورئيس الوزراء كل هؤلاء يتمنون أن تكون مرافقهم ناجحة ووطنهم أفضل من كل بلدان العالم قاطبة. فلا يظن أحد منا أنه وحده (الوطني الغيور) والبقية غير (وطنيين) ولا يحق لأي طرف كان أن يدعي وحده (الصح) والبقية (خطأ) أو أنه وحده في حالة (الكمال) فالكمال لله وحده والنقد كفله القانون و(التشهير) فعل يدوس على كل القيم والقوانين والاعتبارات الأخلاقية. ولكنه في الأخير ، أي التشهير، لا يعبر إلا عن حقيقة كاتبه أما من يستهدفهم وفي هذه المرحلة من تاريخنا فهذا لا يزيدهم إلا ثقة ويدفعنا نحن أيضا للالتفاف حولهم إلا ما هو (موثق) بالأدلة والبراهين فهذا نقول له الوطن أغلى .. وحسب. الثورة
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3913.htm