عبدالله الصعفاني -
لا يفاجئني هذا التمدد اللافت للحوثيين رغم أنهم ليسوا بذالك العدد البشري والعتاد التسليحي الذي يمكنهم من التوسع ليس من صعدة إلى صنعاء وإنما إلى مناطق لا يخطر تمددهم فيها على بال..
♢ مبعث عدم الاستغراب أن خصومهم يرتكبون من الأخطاء ما يجعل من المناطق بيئة حاضنة رغم ما يرافق ذالك من حماسة للماكينة الدعائية التي كلما زادت في التخويف الانفعالي ظهرت النتائج على غير ما يشتهيه الممولون .
♢ ومن يقرأ شهادة الشيخ محمد سوار أحد مشايخ بني مطر حول ما جرى في المنطقة مؤخرا يضيف إلى أخطاء الخصوم السياسيين للحوثي أخطاء التدخلات الرسمية غير المدروسة..وهكذا فإن ما يجب أن يكون مفهوما أن من يكسب هو من يتوغل في النسيج الاجتماعي أكثر ويجعله بيئة حاضنة تبقى أهم وأخطر من أي تحشيد على غير هدى..
♢ لست هنا في وارد تقييم الموقف السياسي او حتى الأخلاقي مما يجري ،وإنما قراءة المشهد كما هو حيث تركت المؤسسات الفاسدة فراغا استطاع أنصار الله الحوثيون أن يواصلوا ملأه كما تركت الوجاهات عند أبناء القبائل احساساً عميقاً بأن المشايخ لم يقدموا للناس شيئا بقدرما استأثروا بكل شيء وتركوا للأخرين كتل الإحساس بالغبن والقهر أيضا..
♢ ومما ساعد هذه القوة الجديدة على التوسع اللافت أن الحوثيين لم يتهافتوا على المناصب الحكومية ولم يتوغلوا في الفساد المالي والإداري أو يتغوّلوا على الوظائف او يمارسوا إقصاء أو استبعاد
♢ سبب آخر ويتمثل في أن هلع التمكين الذي مارسه الإصلاح كطرف استثمر أحداث أزمة 2011 جعل الكتلة الشعبية الأكبر إما تعقد إتفاقات مع الحوثيين أو يكتفون من المواقف تجاه توسّعه بالحياد ما أفسح الطريق أمام حالة من التمدد اللافت الذي لم تنفع معه أي حملات دعائية رغم تدخل بعض قوى النفوذ الحكومي فهل بقي بعد ذلك من سبب للدهشة أمام هذا التمدد..؟!