الإثنين, 23-يونيو-2014
الميثاق نت -   سمير النمر -
يبدو أن الغباء السياسي أصبح صفة ملازمة للاخوان المسلمين وقد دلت التجارب والأحداث التي خاضوها في المعترك السياسي منذ 2011م الى اليوم على أنهم لا يحسنون قراءة الأحداث ولا يستفيدون من تجاربهم الفاشلة، ولهذا سرعان ما تنكشف مخططاتهم ومؤامراتهم بشكل سريع وتصبح مجرد سراب طالما انخدعوا به ولهثوا وراءه، والغريب في الأمر أنهم كلما فشلوا في تحقيق مؤامرة كلما استمروا في نسج مؤامرة أخرى وبإصرار عجيب على الفشل والغباء الذي أصبح منهجاً يسيرون عليه ويتفانون في تحقيقه، ولهذا فقد كانت الأحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال الاسبوع قبل الماضي ابتداءً من حرق الإطارات في الشوارع ومروراً باقتحام قناة «اليمن اليوم» ومحاصرة جامع الصالح عبارة عن مؤامرة تفنن الاخوان في نسج خيوطها من أجل محاولة جر المؤتمر الى مربع العنف والصراع وإيهام الرأي العام المحلي والدولي بأن المؤتمر الشعبي العام يقود محاولة انقلاب على رئيس الجمهورية ظناً منهم أنهم سيستطيعون خلق صراع بين قيادات المؤتمر واستدعاء وتهيئة المناخ للتدخل الخارجي العسكري في البلد إلا أن حكمة قيادة المؤتمر والتي تجسدت بصورة واضحة في عدم انجرارهم لردود الأفعال أفشلت كل مخططاتهم وباءت كل محاولاتهم بالفشل والتي كان آخرها الضربة القاضية التي تلقوها من تقرير جمال بن عمر الذي لخص فيه الوضع في اليمن أمام مجلس الأمن، حيث إن تقرير بن عمر لم يكن إلا تجسيداً لرؤية الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي..
والمتأمل في مسار أحداث الاسبوع الماضي يدرك أنها جاءت متزامنة مع وصول لجنة العقوبات الى اليمن، وكان الهدف من ذلك إقناع لجنة العقوبات بأن الزعيم علي عبدالله صالح يشكل خطراً على التسوية السياسية من أجل استصدار قرار بفرض عقوبات على رئيس المؤتمر الشعبي العام وعلى الحوثيين من جهة أخرى بسبب تداعيات المواجهات التي تحدث بين الاصلاح والحوثيين في عمران، الا أن تقرير الدول الراعية للمبادرة الذي قرأه جمال بن عمر أمام مجلس الأمن كان بمثابة صدمة كبيرة للإخوان والذين علقوا عليه آمالاً كبيرة في التخلص من خصومهم السياسيين من أجل أن تخلو لهم الساحة السياسية لوحدهم، ولهذا فقد كانت رؤية المؤتمر الشعبي العام وقراءته لمسار الأحداث صائبة وموفقة سواء فيما يتعلق بالجوانب السياسية والاقتصادية في البلد أو فيما يتعلق برؤيته للصراع والمواجهات التي تحدث في عمران بين مليشيات الإصلاح يساندهم لواء القشيبي وبين مسلحي الحوثي، فقد كانت رؤية المؤتمر للصراع في عمران متطابقة مع تقرير جمال بن عمر والدول الراعية للمبادرة والتي شخصت الوضع في عمران بأنه يجري بين الحوثيين وجماعات مسلحة في إشارة إلى مليشيات الاصلاح، ولم يذكر التقرير الجيش كطرف في المواجهات لا من قريب ولا من بعيد، وهذا الأمر لاشك أنه يؤكد صوابية وحكمة المؤتمر في تعامله مع الأحداث في الساحة الوطنية، كما يؤكد النضج السياسي لقيادة المؤتمر برئاسة الزعيم علي عبدالله صالح الذي أفشل مخططات الاخوان ورفض كل الضغوط التي تحاول أن تجر المؤتمر الشعبي العام الى مربع الصراع الذي يدور بين مليشيات الاصلاح والحوثيين في عمران.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-39156.htm