الإثنين, 23-يونيو-2014
الميثاق نت -   زعفران المهنا -
أتذكر قول السباعي رحمة الله عليه: "ما رأيت كالأب يهدم أولاده بنيانه وهو بهم فرح.. وينغصون عليه عيشه وهو منهم مسرور" كلما رأيت الأيدي الأمينة التي سلمناها وطننا الغالي اليمن بعد أن لقنّا العالم درساً كيف يراهنون على ان اليمني لا يملك بيده سوى شجرة الزقوم (القات) أو الكلاشنكوف.. وذكرناهم بأننا من سلالة بلقيس التي أتتها السلطة فجسدتها على طاولة الشورى لتضرب أروع الدروس في حضارة الانسان اليمني وحكمته .
وسلمنا السلطة سلمياً عبر الصناديق وحقنّا الدماء من الشارع قدر المستطاع ورددنا كيد الاعداء والمزايدين في نحورهم ومضينا كما قالوا في الاثر "كن مثل الفاصلة (،) إذا رأيت موقفاً يحزنك ضعها وأكمل طريقك .. ولا تكن مثل النقطة (.) تنتهي آمالك عند موقف ".
وصمدنا بشموخ والصمود بشموخ يعني الحصار.. والضيق، والظلام ،والجوع ،والعطش.. وقبلنا على أنفسنا من أربع سنوات حصاراً مقنعاً بالابتسامة والشموخ، وتربينا على الترفع ومضينا نحمل في قلوبنا حب اليمن.. وفي يدنا لغة التصافح.. وفي أعيننا غداً الاجمل.
لذا كم أحب الانسان اليمني الذي يترفع في أن يقع في فخ المزايدين باسم الوطن وهو يبتسم بهدوء ..أو يرى المتزلفين ممن ألفوا أن يقتاتوا من ماء وجوههم وهو يبتسم.. فقد تعرت له الوجوه وعرفها جميعاً.. فهناك وجوه تغني باسم اليمن تحت مظلة الحزب وهي تبطن مالا تظهر وتنتظر رجوح كفة الميزان لتبان على حقيقتها.. وهناك وجوه تلعب على الحبلين ليظل الحبلان مشدودين فلا تنقطع وتكون خسارتهم واضحة ..وهناك وجوه تلعب على الجماهير وتضع الناس تحت عداد ربحي يقتاتون بدماء الجماهير.
كم أحب الانسان اليمني ...الذي يرى كل هذه الوجوه ويتصفح أخبارهم عبر التلفزيون أو عبر النت وعندما تنقطع الكهرباء يتبسم بهدوء أكثر.. ليتقاسم مع جاره البترول والديزل وينير بيته بصمود وشموخ ..ويستفيق في اليوم التالي ليجتاز الحواجز والطرق المغلقة بصمود وشموخ ويصل لمقر عمله الجامد وبنفس الابتسامة ينتظر الظهيرة ليتقاسم مع زميله السلته والكدم (الغداء) وكيس شجرة الزقوم (القات) ليستقرّا بملتقاهم اليومي ليدور نقاش عقيم منذ أربع سنوات يتكرر ويدور حول المذهبية ،والحزبية والطائفية ،والمناطقية.. لا يكسر هذا الحوار العقيم إلا ابتسامتهم الصامدة بشموخ وترديد (سلام-الله-على-عفاش) فينتهى الملتقى ويعود الانسان اليمني أدراجه ليلتقي بأفراد منزله وبابتسامته المعهودة يكبت داخلهم سؤالهم اليومي المعتاد (والحل...؟!!) ليرددوا سوياً (سلام-الله-على-عفاش).
لنشهد بأم أعيننا كثيراً ممن وقفوا لتدمير هذا الصمود بشموخ وأنتجوا داخلنا هذا الشعار وقد عاهدوا انفسهم بأن يسموا أبناءهم باسم (عفاش) ندماً وخوفاً أن يظل هذا الاسم شعار الانسان اليمني الصامد بشموخ ليلطخوه بماضيهم الاسود، فكلما سألهم أبناؤهم لما أسميتونا (عفاش) سيعترفون لهم بخيانة وطن إضافة إلى طوال الاربع السنوات السابقة لم يألوا جهداً بصناعة الانسان اليمني الذي يقتات من ماء وجهه ،وعرضه ،ولكن هيهات لهم فقد باءت كل أعمالهم بالفشل ..فنحن تربينا على قاعدة أنا يمني- وأحب- وطني وهذا الشعار هو من أنتج «سلام الله على عفاش» وفاءً واعترافاً بالجميل ..
كم أحب الانسان اليمني الصامد بشموخ وترفع يقوده الوفاء والاعتراف بالجميل ويصر ان يكون بيت التسامح والرضا والصبر..!
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-39157.htm