عبدالله الصعفاني -
رغم توحش التشفير الذي أضاف كرة القدم إلى ممنوعات الفقراء ،ابتكر الراغبون في اختطاف ما تيسر من المتعة وسائلهم لكسر الشفرة والذهاب عبر ما تنقله تكنولوجيا المواكبة الضوئية إلى مدن البرازيل بلا أجهزة أو بطاقات ذكية باهضة الثمن .. وكانت اليمن في طليعة محطمي التشفير الذين أعادوا لعبة الفقراء إلى عيون الفقراء.
♢ في البيوت والمقاهي الليلية والشوارع لا صوت يعلو على صوت كأس العالم حيث انفعالات المتابعين أعلى من صرخات معلقين كرويين يمارسون جنون التفاعل مع كل تمريرة ذكية و هدف ساحق أو فرصة تصدى لها حارس طائر أو عارضة عنيدة ..ودائماً وراء الأفراح أتراح حيث مشجعي المنتخبات عبيد ألوان فرقهم المفضلة ..
♢ كانت المرحلة الأولى من نهائيات مونديال البرازيل صاعقة وهي تطيح بقوى عالمية عظمى مثل مخترعي الكرة الإنجليز وممثلي دوريات تخطف أنظار العالم مثل أسبانيا وإيطاليا وجميعهم حملوا حقائب العودة إلى بلدانهم تلفّهم الخيبة والمرارة..
♢ من مساء أمس الأول بدأت منافسات كسر العظم بصراعات الخروج بالسكتة القلبية إذا لم يكن بفوز واضح في الوقت الأصلي فبتجليات وانكسارات الوقت الإضافي، فيما تكون ضربات الترجيح هي آخر العلاج بما فيها من القدرة على استدعاء الحالة العصبية والنفسية على امتداد الكرة الأرضية.
♢ وليس أجمل من التنافس المثير بين نجوم تصل أسعار أقدامهم إلى مليارات تثير غيرة ميزانيات دول فقيرة بأكملها إلا ما تقدمه الكواليس من مظاهر الأفراح والأتراح .. بكاء ورقص وجنون وغيرها من المظاهر التي تفضح الأعصاب والعقول وتعبث بالقلوب ..
♢ ولا مجال للدهشة والاستغراب أمام ما يحدث ..إنه سحر كرة القدم .. وجنون المونديال.