الثلاثاء, 08-يوليو-2014
الميثاق نت -   محمد علي عناش -

حجة تلك المحافظة التي ظلت عصية على تجار الحروب ومثيري الأزمات والفوضى، وعصية على الاخوان والدواعش بسلمها وميلها نحو الامن والاستقرار هي اليوم تدفع ثمن ذلك حصاراً خانقاً حول حياة أبنائها الى جحيم، ظلام دامس منذ أكثر من شهر، وانعدام مادة الديزل بشكل مقصود أوقف العمل في المستشفيات وجعل مؤسسة المياه عاجزة وغير قادرة على توفير وضخ المياه لأبناء مدينة حجة لتصبح معه البرك الراكدة والغيول الشحيحة هي الملاذ الحتمي لهم.
هنا في مدينة حجة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مائة وخمسين ألف نسمة كارثة إنسانية وانتهاك صارخ لأبسط حقوق أبنائها، هنا حالة إذلال قذر وحصار خانق يمارسه الاصلاح من محافظة عمران على أبناء حجة حول حياتهم الى ظلام والى بحث مظنٍ عن شربة ماء.
السياسة بشعة عندما تصل الى هذا المستوى من الانحطاط والتردي الأخلاقي، والطموحات والأهداف تكون منحطة أيضاً عندما يتم السعي لتحقيقها بالحروب والأزمات وزعزعة الامن والاستقرار وممارسة العقاب الجماعي الذي يطال أهم أساسيات ومقومات حياة الانسان ووجوده كمياه الشرب.
الإصلاح يقطع الكهرباء عن مدينة حجة من عمران ويستهدف بقناصاته الفرق الفنية المكلفة بإصلاح الأضرار وإعادة الكهرباء الى مدينة حجة والمقطوعة عنها منذ أكثر من شهر، وكعادته في تزييف الحقائق وكعادة أبواقه الإعلامية التضليلية تثير بين الناس أن الحوثيين هم من قاموا بذلك، وكعادته في امتهان السياسة الملتوية يجند له قلة قليلة من المرتزقة للتظاهر ضد محافظ المحافظة علي القيسي، ويحملونه وزر ما يحدث، مستغلين غيابه الطويل عن المحافظة، نحن لا نعفي المحافظ من تحمل المسؤولية، فغيابه عن المحافظة أتاح فرصة لهؤلاء لممارسة التضليل وتحميله وزر هذا الحصار الخانق الذي يمارسه الاصلاح على أبناء حجة من عمران، أصبحت المسألة بالنسبة لهم شخصية، فهم لا يبالون بمعاناة أبناء حجة ولا يهمهم أن تحل مشكلة الكهرباء والمياه، بقدر ما يهمهم تحقيق أهدافهم ومخططاتهم الحزبية، إنها السياسة التي تفتعل الأزمات وتستثمر معاناة الناس لتحقيق مآرب شيطانية.
عجز الإصلاح أن يجر أبناء محافظة حجة الى دائرة الصراعات البينية رغم كل الاستفزازات والمحاولات منذ بداية أزمة 2011م ولم يتمكن من الاستحواذ والسيطرة على المؤسسات الحكومية، كما تمكن في كثير من المحافظات، فحول مسار التأزيم الى ممارسة العقاب الجماعي، وعبر الكهرباء التي تعتبر عصب الحياة والتي تتأثر بانقطاعها الكثير من المؤسسات الخدمية وهذا الذي حصل ولا يزال يحصل، يقطعها من عمران ويتظاهر في حجة ضد القيسي.
كلنا نتذكر المقولة السيئة لوزير المالية السابق الاخواني صخر الوجيه في رده على التوجيهات الرئاسية فيما يتعلق بتنفيذ الخطة الاستثنائية لمحافظة حجة عندما قال «مش وقتهم أصحاب حجة».
الخطة الاستثنائية للمحافظة لم تنفذ حتى الآن بما فيها التوجيه الرئاسي بتزويد المحافظة بـ30 ميجا من الطاقة الكهربائية، لقد اعترض طريقها الاصلاح عبر ممثليه في الحكومة وعلى رأسهم صخر الوجيه وصالح سميع اللذين مررا عشرات المناقصات الخاصة بشراء الطاقة باستثناء الـ30 ميجا المتعلقة بحجة، وفي حين صرف الوجيه عشرات المليارات لجمعيات خيرية تتبع الاصلاح.
الإصلاح اعترض طريق تنفيذ الـ30 ميجا وهو أيضاً من يقوم بقطع الكهرباء عن مدينة حجة وعمران، ويعترض بقناصاته الفرق الهندسية المكلفة بإعادة الكهرباء، الهدف واحد والغاية واحدة وهو العقاب الجماعي على محافظة ظلت عصية على مخططاته وأهدافه.
حقيقة أبناء حجة يثمنون المواقف المشهودة للشيخ فهد دهشوش وكيل المحافظة الذي يسعى جاهداً للتخفيف من معاناة أبناء المدينة، بمتابعة توفير ما تيسر من مادة الديزل لمؤسسة المياه، لكن المشكلة مازالت قائمة والوضع الإنساني في حجة لايزال متدهوراً مثلما لايزال الاصلاح يقطع الكهرباء في عمران ويتظاهر في حجة ضد القيسي.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:13 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-39356.htm