الثلاثاء, 15-يوليو-2014
الميثاق نت -   محمد علي عناش -
أي نوع من الثورات هذا الذي يحصل في البلدان العربية من حروب ودمار وتبعية؟!.. وأي نوع من التغيير الذي تكون نتائجه بهذا الشكل السيئ والمروع في اليمن؟!.. بكل المقاييس المعرفية والأخلاقية للثورات ومضامينها الإنسانية، فإن ماحصل في اليمن ليس بثورة، فلقد تجردت من قيم الثورات وأخلاقياتها بنزيف الدم اليمني الذي أريق في شوارع الاغتيالات أو في حروب عبثية، وتشوهت أدواتها وممارساتها، بالكذب والتضليل والفساد ووعي التآمر والتربص والثأر السياسي، لتكون المحصلة هذه النتائج السيئة والخطيرة على الوطن والشعب اليمني في جميع الجوانب.. ما حدث أقرب إلى الانقلاب والانقلاب البشع الذي لم يأت بشيء جديد في أدنى مستويات التطلعات وأحلام التغيير نحو الأفضل ،بل لم يتم الحفاظ على الشيء الإيجابي الذي كان موجوداً، وفي مقدمة ذلك "الدولة" التي أصبح غالبية الشعب اليمني يحن إليها بعد أن شعر بفقدانها وشعر -على جميع المستويات- بغيابها وببؤس البدائل والنتائج.
إصرار الفاشلين والانتهازيين الثوريين على أن يلصقوا النتائج بفلول النظام السابق حسب ما يحلولهم تسميته، هو إصرار مبتذل واستمرار قبيح على ممارسة المواقف «المائعة»، وعدم الإستعداد على مراجعة الأخطاء والسلبيات والرهانات الخاسرة، وإدراك الخلل في مايسمى بـ«الربيع العربي» في اليمن.
في اعتقادي لو أن المبادرة الخليجية تم أحترامها وتم الالتزام بتنفيذ بنودها التزاما أخلاقيا ووطنيا، لتحققت نتائج إيجابية مغايرة، ولو أن المرحلة الانتقالية، كانت من دون باسندوة والوجيه وسميع وقحطان والعمراني، لكان الوضع اليمني الراهن أفضل ولرأينا مؤشرات تغيير حقيقية تلوح في الأفق.. إلا أن الإصلاح كانت له حسابات أخرى وهي السيطرة على السلطة، وكانت رهاناته التكتيكية متعددة في تحقيق ذلك.. وجميعها كانت رهانات خاسرة، أدركها الآن وشعر بها، بمغازلته لقواعد المؤتمر الشعبي واستعداده للتحالف معهم، بعد أن تعرض لضربات موجعة في ميدان المعارك التي خاضها مع الحوثيين وأبناء عمران.
الرهان الأول للإصلاح هو التنصل والمماطلة في تنفيذ المبادرة الخليجية وعدم الالتزام حتى الآن بتنفيذ الكثير من بنودها التي يشعر أنها ليست في صالحه، أما الرهان الثاني هو الإخلال بالمرحلة الانتقالية، وعن طريق هؤلاء الوزراء وغيرهم، أخل وأفشل المرحلة الانتقالية، وعمل على إفراعها من مضامينها الوطنية وغاياتها المستقبلية، التي تهدف في المقام الأول، إلى التأسيس لأركان ودعائم الدولة اليمنية الحديثة التي حلم بها وتطلع إليها كل اليمنيين، بالتوجه الممنهج نحو «أخونة» مؤسسات الدولة والتأسيس لأركان دولة الجماعة أو دولة التنظيم.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:56 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-39458.htm