الثلاثاء, 15-يوليو-2014
الميثاق نت -  علي عمر الصيعري -

اتفق مع الزميل رئيس تحرير العزيزة « الميثاق « الأستاذ / محمد أنعم في ما نشره على صفحته في إداة التواصل الاجتماعي « الفيس بوك « ليلة السبت الماضي ، حيث كتب قائلاً : (دعوة زيد الشامي تحمل نفس حقارة التفكير العام للإخوان .. المفروض ان يطلق دعوته لإجراء حوار بين الاصلاح اولا مع الحوثيين .. اما ان يدعو الاخ زيد الشامي الإصلاح إلى فتح حوار مع قيادات وقواعد المؤتمر (الوطنيين)...هنا اضع خط تحت كلمة « الوطنيين .». فهذا هو الخبث في التصنيف ، نفس تفكير داعش ).
بنيت اتفاقي مع « ابن أنعم « على حقيقتين أوردهما صراحة في تغريدته آنفاً . أولهما : كان يفترض بقيادة حزب « الإصلاح « أن تهيئ الأجواء السياسية التي عكرتها بنفسها بين كل الأحزاب السياسية بما فيها احزاب « المشترك « الشريك لحزبها وفي مقدمته الحزب الاشتراكي اليمني وبين حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه . هذا من جهة ومن جهة أخرى تصفية أجواء الحرب المفتعلة من قبله مع « الحوثيين « وذلك بعرضه لحوار مع قيادته لتطبيع الأوضاع في شمال الوطن ولإثبات حسن النوايا وصدقها ، ومن ثم الشروع في تقديم رؤوس أقلام لقيادة المؤتمر الشعبي العام تمهد للتقارب بين المؤتمر وبين « الإصلاح « .مستنداً في فرضيتي هذه على ما كتبه الشيخ « حسين حازب « عضو اللجنة العامة للمؤتمر على صفحته التواصلية في ذات الليلة ، حيث قال : ( ويجب أن تكون هذه الدعوة من أجل الوطن كله وليس من أجل المؤتمر والإصلاح. وأن يكون القبول بالآخر والشراكة الوطنية مع الجميع بمافي ذلك « أنصار الله « ــ أي الحوثيين ــ هي مضمون هذه الدعوة وجوهرها وهدفها الكبير. وأن تكون أي مصالحة أو تفاهم وفقا لمشروع دولة وقانون ، وليس مشروع سلطة وأشخاص وتقاسم ) .
والحقيقة الثانية التي ستدل على حسن النوايا وصدق المضي قدماً تكمن في أنه يفترض من القيادي « زيد الشامي « رئيس الكتلة أن يكون صادقاً في دعوته تلك ويتخلى عن عقلية « الهرم المقلوب « التي افصحت عنها جملته القائلة : ( فتح حوار مع قيادات وقواعد المؤتمر « الوطنيين «) فماذا يعني بمصطلح « قيادات وقواعد المؤتمر الوطنيين ؟ «أليس هذا مرتكز العقلية الإصلاحية التي اتسم بها حزب الإصلاح عقب فتنة العام 2011م والتي حاول عن طريقها شق الصف المؤتمري وفشل في مراميه عندما لم يستجب لدعوته هذه سوى ثُلَّة من المؤتمريين الذين أطلقوا أو أسسوا ما يسمي بكتلة « الأحرار « في نزوة عابرة من نزوات التغرير الإعلامي الإصلاحي وعدل البعض منهم عن هذه المغامرة في اللحظة الأخيرة ؟!!
إن عقلية أي حزب حظي بفرصة الانقلاب على حزب رائد بحجم المؤتمر الشعبي العام مثل حزب الإصلاح الذي دمر دولة بكاملها واستحوذ على مناصب قيادية عليا في الحكومة والسلطة التنفيذية عن طريق الإقصاء والمراهنة على القبلية والنافذين من القيادات العسكرية والمغرر بهم من شباب الساحات ، وعمل على مدار ثلاث سنوات على سحب الحصانة من الزعيم القائد الذي احتضنه وعلمه ألف باء السياسة وقتما كان تحت مظلته وبعد تكوينه كحزب سياسي ، نقول إن عقلية مثل هذه يصعب الائتمان إليها ما لم تتخل قياداتها عن التفكير بعقلية الهرم المقلوب ، بل ما لم تعيد كوادرها وقواعدها النظر في سياسات قيادتها العليا نفسها بعد عديد تجارب ومواقف بدرت من تلك القيادات . ومن هنا سنطمئن على حسن نوايا هذا الحزب الذي قلب الوطن أمنه واستقراره ودولته واقتصاده وسمعته في المحافل العربية والدولية رأساً على عقب .
ومع ذلك فإن قيادات المؤتمر العليا وكوادره وقواعده لا تزال تستلهم من الزعيم المؤسس علي عبدالله صالح مبادئ التصالح والتسامح والوسطية والاعتدال وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الذاتية والحزبية الضيقة ، وربما أعطت لهذا الحزب فرصة أخيرة شريطة أن تصلح نواياه ويطهر صفوفه من النافذين ويغلق معسكرات مليشياته الحزبية ويمد يد رجل لرجل كعهد يهدف إلى طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة لإعادة بناء ما خُرب في الثلاث سنوات الماضية من اقتصاد الوطن ومعيشة المواطنين وإعادة أمنهم واستقراهم وعلى الله الاعتماد .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-39463.htm