الثلاثاء, 15-يوليو-2014
الميثاق نت -   إقبال علي عبدالله -
في السابع عشر من يوليو عام 1978م اختار الشعب اليمني بكل أطيافه السياسية الأخ علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية خلفاً للشهيد الرئيس الغشمي الذي اغتيل غدراً وكان مقتله مفصلة مهمة في تاريخ اليمن المعاصر.. بعد مقتل الرئيسين إبراهيم الحمدي والغشمي رفض الجميع تحمل المسؤولية وكانت البلاد في فوضى سياسية واقتصادية لا يعلم مداها الا من عاش فترة ما قبل العام 1978م.
أقول: الجميع رفض تحمل المسؤولية يومها ولكن الأخ الشاب علي عبدالله صالح وبضغط وطني عارم قبل التحدي وحمل كفنه وهو يقسم اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب التأسيسي في العاصمة صنعاء تحمل المسؤولية وهو يقول: "احمل كفني في يدي ومستعد للتضحية من أجل الوطن". وكانت الوحدة اليمنية في مقدمة أولوياته إلى جانب إعادة الأمن والاستقرار الذي كان مفقوداً وكان الرئيس حينها لا يحكم غير صنعاء وضواحيها.
تحمل المسؤولية بكل شجاعة وأسس عام 1982م المؤتمر الشعبي العام ووضعه إطارا تنظيميا تنظوي تحته كل الأحزاب والتنظيمات حتى التي كانت تعمل تحت الأرض أي في السر.. وفي أعوام حكمه الأولى تعرض للكثير من محاولات الاغتيال ولكن بإرادة ومشيئة الله عز وجل أنقذ الوطن من الدخول في حرب أهلية فلو حدث مكروه للرئيس صالح في أعوام شق الطرقات وربط الوطن بشبكة واحدة حديثة وأسس لجيش وطني وعمل على تنفيذ أهداف الثورة اليمنية الستة وكرس جهده منذ السنوات الأولى في بناء الاقتصاد المنهار ليرفع من مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وواجه بشجاعة القائد الذي اختبرته ميادين القتال التحديات القادمة من الشطر الجنوبي آنذاك.. قاوم الماركسيين بشجاعة قائد مؤمن بالله وقضية بلاده.. خاض معارك مع الماركسيين جعل العالم كله ينظر إلى اليمن وخاض من أجل الشعب معركة القضاء على الثالوث الرهيب "الجهل والفقر والمرض" منذ العام 1978م والعالم ينظر باهتمام لقائد يتحدى الأمواج العاتية حتى جاء العام 1990م وتحديداً في الثاني والعشرين من شهر مايو اليوم الذي حقق فيه الرئيس علي عبدالله صالح حلم الملايين من أبناء اليمن.. حقق الوحدة اليمنية ورفع راية الجمهورية اليمنية من مدينة عدن التي خرجت عن بكرة أبيها لاستقبال موحد اليمن مع أخيه الرئيس علي سالم البيض.
نواصل القول وان كان ومختصراً.. إن اليمن الذي عرفناه حديثاً من صنع وجهد الرئيس علي عبدالله صالح حتى مسألة الانتقال السلمي للسلطة في 2011م كان من منجزات هذا الزعيم. بناء وطن امتص فيه آلام الناس ومعاناتهم.. أمن الوطن من الأشرار وحقق نهضة اقتصادية في زمن قياسي.. جعل الوطن واحداً موحداً يجمع بين الإخوة بعد سنوات طويلة من التمزق والتشطير والاقتراب.. أمّن الكهرباء وأوجد شبكات مياه امتدت إلى أعالي الجبال.. أضاء السماء.. وجعل صورة اليمنيين مرفوعة أمام العالم.. حقق الكثير الذي نعجز عن ذكره في الوطن ولكن التاريخ وحده الشاهد على هذه المنجزات وأصبح كل منجز يعرف باسمه كما جعل الجيش يحمي الوطن كله.
الزعيم علي عبدالله صالح تاريخ وطن ونجم مازال يسطع في السماء منذ السابع عشر من يوليو 1978م.. الزعيم علي عبدالله صالح صانع وباني اليمن الحديث .. بيد أن اليمن منذ أزمة العام 2011م يشهد تدهوراً في شتى المجالات الأمنية والاقتصادية.. الناس في هذا الزمن أصبحوا يتمنون عودة زمن الرئيس صالح.. وطن يعيش اليوم أبناؤه في وضع مأساوي انقطاعات مستمرة للكهرباء وشحة في المياه وتدهور في الخدمات الصحية والتعليمية ناهيك عن الانهيار والانفلات الأمني المخيف وقتل الآلاف من جنودنا البواسل في معارك كان الوطن في غنى عنها.
الوطن اليوم يتألم ويبكي بصوت مرتفع وحكومة تمكن الإصلاحيون من السيطرة عليها وادخلوا البلاد في معارك عبثية.. وطن عاصمته الجميلة صنعاء باتت مهددة نهاراً وليلاً من قبل المليشيات المسلحة.. وطن يبكي أبناؤه على ذاك الزمن الجميل.
الحديث طويل والحديث عن منجزات الزعيم أطول لأنها صفحات محفورة في قلب وذاكرة كل أبناء الوطن.. ولكن اختتم القول وهذه شهادة للتاريخ أمام الله ان نجم الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام في السماء يضيء الوطن.. وحتماً وبإذن الله سيظل هذا النجم ساطعاً ما بقي الزعيم على قيد الحياة بل وستخلده الأجيال.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 09:52 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-39465.htm