محمد أنعم - للتذكير .. الله سبحانه وتعالى وهو خالق كل شيء وبعزته وعظمته تحاور مع ابليس المخلوق .. واورد الله جل شانه تفاصيل ذلك الحوار الذي تقشعر منه الابدان في القران الكريم لنتعلم ونترجم هذا المبدأ في حياتنا كبشر .. اليوم ونحن نعيش وسط متاريس تزداد انتشارا وتوسعا حولنا استعدادا لمعركة لن ينتصر فيها احد ..
الاسبوع الماضي جدد المؤتمر الشعبي العام الدعوة لكل القوى السياسية في الساحة الوطنية الى اصطفاف واسع ومصالحة وطنيةمن اجل اليمن برعاية الرئيس هادي .. لكن يبدو ان هناك من يفضل المدافع والخراب والقتل ولا يكترث باي دعوة داخلية او خارجية ..
لقد حرصت قيادة المؤتمر الشعبي العام بحكم ما تمتلكة من خبرة و تجربة سياسة وتاريخية ناجحة ان تدعو للتصالح ايمانا منها انه لا حل امام الجميع الا مغادرة المتاريس و لجم جماح المتعطشين للدماء والخراب والانتقال لتنفيذ مخرجات الحوار .. ومهما حاول البعض التعامل مع هذه الدعوة دون مبالاة و انه سيحسم المعركة لصالحة بالقوة فهو واهم .. ا الحفاظ على الامن والاستقرار وعدم اراقة دم اي يمني هذا هو مايهدف اليه المؤتمر ولاغير ذلك .. ويدرك يقينا انه لم يستطع ان يحكم اليمن الا بتجسيد هذا المبدأ الرباني ،و نجح الزعيم علي عبدالله صالح في اطفاء نيران الصراعات التي كانت مشتعلة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بالبلاد، و السير في تلاحم وطني لتحقيق منجزات تاريخية.. بعد ان اثبتت الوقائع والتجربة الينادق والالغام ومفاتيح الجنة كلها فشلت ولم ينتصر اي طرف على الاخر ، وبالعودة الحوار والتصالح والتسامح ورفض الحرب وسفك الدماء ووقف اعمال التخريب واحراق الامكانيات .. انتقلت اليمن الى مرحلة مهمة من تطورها التاريخي ..
وعندما ضحى المؤتمر الشعبي العام امس القريب بالسلطة وخيرة قياداته وقدم تنازلات كثيرة كان كل ذلك من اجل الحفاظ على امن واستقرار ووحدة اليمن .بل انه على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات ليخلص الشعب من هذه المعانات التي انهكته ويوقف طغيان وبطش وفساد هذه المليشيات التي اهلكت الحرث والنسل منذ بداية ازمة 2011م ..
ان دعوة المؤتمر للمصالحة دعوة موجهة لكل ابناء الشعب اليمني الذين يعز عليهم الوطن ، و يجب ان يسعون الى انقاذه من خطر التأمرات التي تحاك ضده ..
فالمسؤلية الدينية والوطنية والتاريخية تفرض على المؤتمر في هذه المرجلة الحرجة ان يتقدم الصفوف كتنظيم وطني يدافع عن مصالح الشعب ويحافظ على مكاسب الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر و منجز ال 22 من مايو .. وان يناضل من اجل استكمال التسوية وفقا للمبادرة الخليجية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبما يلبي تطلعات الشعب في بناء الدولة المدنية الحديثة .. فهذا هو الطريق الامن ، اما الذين يتشدقون باسم اليمن ويسفكون الدماء باطلا باسم الدين ويمارسون القتل والعنف والفوضى فلن يختلفوا عمن يسعون الى تمزيق اليمن وجر الشعب الى حرب اهلية ..
لقد اظهرت كارثة عمران فضاعة الحرب العبثية التي مارستها اطراف سياسية هدفها الدفاع عن مصالح شخصية وحزبية ومشاريع صغيرة ، عبر القتل من اجل القتل والانتقام الشخصي والامعان في محاولة تصفية الاخر من الوجود بشكل همجي ..كارثة عمران كانت محاولة للهروب من مخرجات الحوار بفرض سياسة الاقصاء وانها التعايش المشترك مع الاخر بالحديد والنار .. وسيهزم الجميع .. اذا لم يتوقف هذا الجنون ..
اقول ان المؤتمر الشعبي يؤمن ان استتباب الامن والاستقرار في البلاد والدفاع عن مصالح الشعب والخروج من الازمة الطاحنة مرهون بالتخلي عن السلاح ،والعودة للحوار .. سيما والبلاد لم تعدد قادرة على تحمل المزيد من التدعيات والتي باتت تهدد بانهيار شامل للاوضاع بشكل عام ..
وعندما تتناسى قيادة المؤتمر تطبيب جروحهم ويقاومون الامهم ونجدهم يعملون ليل نهار من اجل دمل جروح الوطن و وقف نزيف الدم اليمني .. فهذا يشير الى هول الخطر الذي يتهدد الجميع.. وعلى الاطراف الاخرى ان تستشعر مسؤلياتها الوطنية والدينية والاخلاقية وتتوقف عن العنف .. كما ان على المغردين خارج السرب والمؤججين للفتنة ان يتوقفوا ايضا عن نغر الجروح ..و ان يدركوا ان الكبار ههمهم الاول ان ينتصر الوطن وليس غير ذلك ,, فهل تفهمون ..،؟
|