فيصل الصوفي -
قبل شهور قليلة أشاعت قيادات في حزب الإصلاح شائعات عن تواصل يجري بينها وبين قيادات في المؤتمر الشعبي العام، من أجل ما سمته "فتح صفحة جديدة"، وقد نفت القيادات المؤتمرية صحة تلك الشائعات التي يسربها حزب الإصلاح.
وفي الفترة الأخيرة تواترت تصريحات لقيادات إصلاحية عن رغبة حزبها في إجراء مصالحة، ومن هذه القيادات رئيس الكتلة النيابية لحزب الإصلاح، وكذلك القيادي الإصلاحي أمين العكيمي الذي كرر دعوته مرتين إلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام، واللواء علي محسن، وعيال الشيخ عبد الله الأحمر، دعاهم في المرة الأولى إلى إجراء مصالحة وطنية، وفي المرة الثانية دعاهم إلى هذه المصالحة، والتحالف، مع تذكيرهم- أو تهديدهم- بأنهم إن لم يفعلوا فإن"داعش اليمن"سوف تظهر عاجلاً..
ومن هذا القبيل أيضاً تصريحات القيادي الإصلاحي عبد الله العديني، الذي اعتبر التحالف مع الرئيس السابق وحزبه واجباً دينياً ووطنياً، وقال ما يشبه الاعتذار عمَّا صدر من حزب الإصلاح ووسائل إعلامه خلال الفترة الماضية، وقريب من ذلك قاله بالأمس الحسن أبكر رئيس فرع حزب الإصلاح في محافظة الجوف.
وكل هذا جيد، ولكن ستذروه الرياح، ما لم يعزز باعتذار لحزب المؤتمر وللشعب، يصدر رسمياً من أعلى هيئة قيادية في حزب الإصلاح، ثم بعد ذلك يُنظر في المقترحات الأخرى، إذا كانت تهدف حقاً إلى مصالحة وطنية أو تحالف بين هذه الأطراف، يخدم الوطن والصالح العام، وذلك لن يتأتى إلا إذا أثبت الإصلاح أنه قد ولد ولادة جديدة، وتخلى عن نزعات التآمر والإقصاء والحروب المذهبية، وفك ارتباطه بالجماعات الإرهابية، وقبل بمخرجات الحوار الوطني بدون تردد أو انتقائية.
على أني اعتقد أن ذلك" دونه خرط القتاد"، كما يقول المثل العربي القديم، ذلك لأن حزب الإصلاح- في يقظته المتأخرة هذه- يتحرك تحت تأثير الهزائم الماحقة التي مني بها، كما يتحرك تحت تأثير الشعور بالعزلة التي تحيطه بها بقية أحزاب المشترك، فضلاً عن الضغوطات التي يعانيها من الرعاة الدوليين الذين أصبحوا يتعاملون معه بوصفه أحد طرفي الحرب الدائرة في بعض المناطق، ففي هذه الأجواء تخلقت اليقظة الإصلاحية.. إن الفكرة الجوهرية التي تدور حولها دعوات الإصلاح للمصالحة والتحالف، هي هاجس الحوثيين، يريدون مصالحة وتحالفاً إلى جانبهم ضد طرف سياسي معين، أي أن الإصلاح يسعى إلى تكتيك آني، غير وطني، بل من أجل تقويته في مواجهة الحوثيين.. والدليل على ذلك أن حزب الإصلاح قد طرح أمام الجميع بديلاً، في حال عدم مؤازرته ضد الحوثيين، وهذا البديل صرح به، غير واحد من قيادات الإصلاح، وفي مقدمتهم رئيس الحزب محمد اليدومي الذي هدّد بقدوم موجة داعشية، إذ قال إن الذين "أقروا" أفعال الحوثيين عليهم أن يتقبلوا أفعال تنظيم"داعش اليمن"!، بل ويتعاملون مع أفعال تنظيم داعش، بصدر رحب، كما تعاملوا مع الحوثيين!
وهذا الكلام، ليس زلة لسان من اليدومي، إذ أن قيادات إصلاحية أخرى مثل أمين العكيمي قالت نفس الكلام، وحسن أبكر رئيس حزب الإصلاح في الجوف كان أكثر صراحة في إعلان التحالف مع القاعدة!