مطهر الاشموري -
المؤتمر الشعبي والزعيم ومن ثم الرئيس التوافقي المنتخب تعاملوا مع محطة2011م الأميركية كأزمة للداخل ولم يتعاملوا بأي رد فعل كما الأنظمة الأخرى في بلدان ماعرفت بالربيع العربي.
والمتتبع الاخوان في التعامل مع تطبيق المبادرة الخليجية والتسوية السياسية يتذكر عناوين حروبهم السياسية والاعلامية التي قوضت الدولة ومؤسساتها ودمرت ومزقت الجيش والتعامل الخارجي الموازي الذي وصل إلى وضع اليمن تحت الوصاية الدولية.
ونرى بالمقابل التعامل العقلاني والواقعي للمؤتمر الذي تحمل الظلم والضيم والاقصاء لكوادره من أجل أفضلية استمرار للواقع والواقعية والحفاظ على قدر من الدولة حتى لا نصل إلى وضع اللانظام وهو أخطر المخاطر. كل الأطراف السياسية تخندقت حتى لا تتفق مع المؤتمر واصطفت ضده كما الناصريين والاشتراكي وغيرهم لا يمكنهم غير التسليم بما مارسه الاخوان تجاههم من اقصاء في ساحات ماأسموها ثورة ثم في العمل العام بعد الانتقال للتعاطي مع الحل السلمي باستحقاقات الفترة الانتقالية.
انصارالله كطرف خرج من حروب صعدة مسلحاً كما خرج الاخوان كطرف مسلح منذ حروب المناطق الوسطى سار في مواجهة تفعيل الاخوان للقوة بتفعيله للقوة من طرفه وأساس الصراع اقصاء الاخوان لأنصار الله في ماعرفت ساحات الثورة ومن ثم رفضه القبول به كطرف في الواقع أو التعايش معه وهكذا يضاف إلى حروب الاخوان التي ظلت منذ تفعيل أزمة 2011م باشتراك مع القاعدة أو بتوزع الأدوار حسب ايقاع ومتغيرات الفترة الانتقالية يضاف كأعباء على الواقع.
صراع طرفين سياسيين دينيين أساس فكرهما شمولي مع اختلاف الأخطاء ونسبية الخطايا.
لا أحد يستطيع اعادة أي ماضٍ كما يريد طرف أو وفق أهوائه أكان ماضي كخلافة أو إمامة أو ماضي حروب المناطق الوسطى أو حروب صعدة وأغبى طرف هو الذي يحلم بإعادة ماضٍ ليفصل به المستقبل. ولذلك فالمؤتمر الشعبي بما عرفته عنه من حنكة وحكمة يفتح ذراعيه لأي تحالفات غير صراعيه لاتنصر طرفا في صراع ولا تكون ضد طرف بقدر ما تكون هذه التحالفات لصالح الواقع ولصالح المستقبل.
فإذا أطراف استوعبت أبعاد المحطات الأمريكية في تواليها ومتراكمها واستوعبت أن العنف والصراعات والحروب لا تنتج غير الدماء والدمار ووصلت إلى وعي وقناعات تحالفات بناء وللبناء ترتكز على التعايش والتعاون فالمؤتمر الشعبي كطرف لا يعيش الماضوية وتعود تجاوز الماضوية في الأهداف التي جسِّدت في نهجه وما أبداه من استعداد للسير فيها، بل إن ذلك ما ظل يتبناه ويتمناه ويدعو إليه على الدوام.
المؤتمر على استعداد للسير في أي علاقات تعاون أو شراكة من أجل الوطن والشعب ولا علاقة له من قريب أو من بعيد بأي مشاريع صغيرة أو ماضوية أياً" كان الحديث عنها أو تحديثها كما مشروع الخلافة وأي شراكة أن تنبع من الالتزام باستحقاقات المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.. والمؤتمر في تاريخه السياسي أثبت أنه لا مستحيل في القبول بالآخر والتعايش معه وفق اسس وطنية ومعايير واقعية وكلها موجودة ومحددة في مضمون المبادرة الخليجية وفي مخرجات الحوار الوطني.
فالاطراف التي تظل تخوض الصراعات والحروب إذا هي تعلمت أو وصلت الى أفضلية، فالافضلية هي في التعايش والقبول بالآخر وليس في زيادة ساحات الصراعات وتوسيع مساحات الحروب.
يخطئ من يظن أنه قادر على جر المؤتمر إلى صراعاته أو حروبه ومن يريد التحالف مع المؤتمر عليه أن يسير في خط المؤتمر في القبول بالآخر والتعايش معه وأن يستوعب الديموقراطية والتعددية من وعلى هذا الأساس.
لا يوجد طرف حتى الآن وفي واقع اليمن وفي التاريخ الحديث منذ ثورة سبتمبر وأكتوبر تبنى القبول بالآخر والتعايش معه كما المؤتمر.. وذلك واضح في ملامح وتقاطيع الواقع واصبحت الحقيقة التاريخية الأنصع فوق الحملات الكيدية والصراعية، بالمقابل إن الأطراف الأخرى وإن مارست مثل ذلك فلأي تكتيكات مرحلية أو صراعات أنية ولم تستطع اعطاء ذلك الحد الأدنى من الثبات والمصداقية في الأفعال مقارنة بالمؤتمر.
دعونا نتابع ونرقب التطورات القائمة والقادمة في مشاهد واقع اليمن وستؤكد ماطرحته وأكدت عليه وبالتالي فنحن في حاجة إلى أن تنظر الأحزاب السياسية ذات التأثير في الواقع إلى ماهو أبعد من صراعاتها ومن منظور يتجاوز تفعيل هذه الصراعات والحروب ويجسد الديموقراطية في احترام حق الآخر والتعددية في القبول بالآخر والتعايش معه.