الميثاق نت -

الخميس, 07-أغسطس-2014
مراد شلي -
- ترغب لو بودك ان تعيش بسريرتك وتلقائيتك , تلعب عندما تجد كرة واطفال في الشارع ولا تنتظر امتعاض المارة ولوكهم لك بالـ"الجاهل".. تود ان تمشي حافيا كما كنت تفعل في صغرك، وتظل تأكل دون توقف (تنفاش) عدنان ولينا وتخربش بالالوان على وجهك دون ان يصفك مدعٍ منافق انك لم تلعب في طفولتك وكأن لديهم نصوصاً محفوظة لا يستطيعون تغييرها.

- فليس عليك ان تتحاذق او حتى تتدعي الحذاقة لتعيش داخل منظومة القطيع التي يؤصل لها مجموعة من المنظرين الادعياء يقدمون لك الحياة التي تستهلك الانسان بداخلك ليتحول بعدها المجتمع لمستعمرات من القطيع الآلي حيث لا حياة حقيقية ولا مشاعر انسانية ولا مجال لامعان العقل والمنطق او التفكير حتى.. يقول جوستاف لوبون "إذا كانت للفرد أفكار غير شعبية فهذا يعني أنه يرتقي فوق الغوغاء أو القطيع" .

- وكما في اشكالية فوبيا الاسلام حيث لم يستطع علماء ديننا من تجاوز سقيفة بني ساعدة طوال مئات السنوات دون تحديث وعصرنة حقيقية للإسلام الفقهي ومع وجود حاضنات متطرفة انتجت القاعدة و داعش ومثيلاتها كنتيجة حتمية لعقيدة مقولبة لم تتجاوز التبعية وسقيفة بني ساعدة كما قلنا .

- كان ماركيز لا يحضر أي فعاليات او مؤتمرات ادبية عالمية بدون بقرته التي تسافر معه وترافقه اينما ارتحل , ماركيز العظيم نجح في الخروج من منظومة الادعياء العتيقة ولم تردعه تهكماتهم وتفسيراتهم فقدم للعالم " مائة عام من العزلة . الرواية التي صنفتها النيويورك تايمز العمل الانساني الاكثر شهرة بعد الكتب السماوية , ربما لو انساق لهم لكانت مؤلفاته علفا تمضغه بقرته ولمات مجنوناً مغموراً , وسيكتب عنه احد النقاد من داخل المنظومة ضمن ايجاز وبثلاث كلمات " ماركيز الاديب المعتوه "

- تماما كما في الفيس بوك, هل عليك ان تتخلى عن تلقائيتك وتفرد افكارك مقابل ان تمارس وعي اللصق باستنساخ افكار المنظومة المتعفنة , مالم فقد تجاوزت القيم والمبادئ التي قاموا بتفصيلها على مقاساتهم نعم التفصيل نموذجي وبراق لكنه قبيح إلى حد النطاعة . حتى في خواطرك الليلية على الفيسبوك فاذا ما سمحت لنفسك بالتوقف لمشاهدة قبحهم فسيجروك الى زريبتهم .

- اكتب ما شئت ضمن السياق الانساني المتحضر , باسلوبك انت واعطه نكهتك وتوقيعك , ولا تدافع عن خيارات قلمك . فالقطيع لن يفقه ان حديثك عن (المزز ) هو حديث عن الانثى الجميلة , هي ذاتها التي لا يتورعون من الفتك بها لوكاً وغمزاً وبجاحة , نظرتهم لها خادمة في النهار وفرش في الليل يتغوطوها على مؤخراتهم التي تتحدث وتفكر عنهم .

- كما وليس عليك ان تدافع عن نفسك بانك رجل مخلص لحياته الزوجية , ولا عن نقاء افكارك كما ليس ان تتحدث يومياً انك تشكر المولى عز وجل لمنحك اجمل واروع انثى في العالم . لا تنجر لترهاتهم واوهامهم فقد تفقد فرديتك وتنجر لقطيعهم .

- " اذا كان الفرد بمفرده فإنه يتمتع بقدر من الاستقلالية والمرونة في التفكير. أما إذا ما اختلط بالغوغاء والقطيع فإنه ينزل بعدة درجات عن الحضارة الراقية. فالفرد يتمتع بالحس الحضاري والثقافي. أما الغوغاء أو القطيع فهو يميل إلى البربرية " هذا ما يقدمه العبقري جوستاف لوبون في كتابه الشهير (سيكولوجيا القطيع) .

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:41 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-39729.htm