كلمة الميثاق - لا يمكن أن يتحقق للوطن أمنه واستقراره ويتجاوز أسباب ومسببات وعوامل أزماته ويضع حداً لخلافات واختلافات وصراعات أبنائه، ما لم يكن هناك تصالح مبني على تسامح صادق وجاد يقبرون فيه أحقاد وضغائن الماضي وكل ما صاحبها من صراعات واحتراب وحروب وقبلها مثيرات هذا المنحى التي عبرت عنها ومازالت مكايدات ومناكفات تنتهي الى تهييج إعلامي يعكس خطاباً سياسياً عدائياً هو في كثير من الأحوال يفتقر الى المنطق الموضوعي العقلاني الذي نتيجته حصلت كل الأخطاء التي أدت بنا الى ما نحن فيه من الخصومة غير المبررة سياسياً وحزبياً ووطنياً وما كان يجب أن نصل اليها، وبات مفهوماً من خلال ما مررنا به من أحداث غير اعتيادية واستثنائية أدت الى مآلات مأساوية وكارثية لنا جميعاً في هذا الوطن. لذلك حان الوقت للاستيقاظ من سبات أوهام الأحلام الكابوسية المدمرة واستعادة الوعي لفهم الحقيقة المتمثلة في أننا جميعاً على سفينة واحدة، فإما أن نبحر بحرها المتلاطم بعواصف وأعاصير التحديات والأخطار مدفوعين بتأثيرات مصالح أنانية ضيقة لنغرق ونغرق اليمن في قاع محيط مشاكل وقضايا لا قرار لها مؤسسة على الوهم.. أو أن نصطف في مسار تصالحي تسامحي نستعيد ونعيد تماسكنا مستوعبين أن إنقاذ الوطن وحاضره ومستقبل أجياله ونكون عناوين لمجد وفخار شعب وأمة حضارية عريقة. هذا ما ينبغي أن يكون زعامات وقوى لطالما نظر اليها اليمانيون أنها حية وفاعلة وملهمة قادرة على استحضار الحكمة لتصنع مرحلة فارقة من خلال إنجاز متطلبات استحقاقات تسوية تاريخية أريد منها وضع حد لقضايا اليمن بمختلف تعقيداتها وصعوباتها المشتبكة والمتشابكة من خلال تحويل التوافق والاتفاق المجسد في وثيقة الحوار الوطني والذي به تتحقق ثوابتنا الوطنية المتمثلة في الوحدة والجمهورية والديمقراطية عبر تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وبهذا نكون قد استحقينا ثقة شعبنا واكتسبنا احترام أشقائنا وأصدقائنا في محيطنا الاقليمي وفضائنا الدولي وقدمنا قولاً وفعلاً أنموذجاً راقياً ومتميزاً يليق بعظمة حكمة الإنسان اليمني ونفاذ وعمق بصيرته التي كانت وستبقى تفاجئ العالم وتدهشه وتثير إعجابه وتقديره. إنها المعاني والمضامين والدلالات والأبعاد التي يحملها نهج التصالح والتسامح النابع من إيمان وقناعة راسخة بأن لا خيار أمامنا الا أن نكون معاً حتى نستطيع بناء وطن واحد موحد آمنٍ ومستقر معافى يستحقنا ونستحق الانتماء اليه.
|