عبدالفتاح علي البنوس -
مليشيات داعش الارهابية، نبتة شيطانية لا علاقة لهم بالاسلام ولا يمتون له بأدنى صلة، عرفناهم في سوريا عبارة عن وحوش آدمية مفترسة تمارس أبشع صنوف الإجرام والتنكيل في حق أبناء سوريا مدنيين وعسكريين، مجازر بشعة وتصفية جسدية متوحشة يمارسها هؤلاء دونما خوف من الله عز وجل، ذبحوا المواطنين والجنود كالنعاج وتطاولوا على المقدسات وأفسدوا حياة أبناء سوريا وحولوها الى جحيم، مهمتهم الرئيسية الإساءة للإسلام والمسلمين وتشويه صورتهما أمام العالم وإلصاق الإرهاب بهما وذلك خدمة للدول الاستعمارية التي تسعى لإحكام سيطرتها على الشرق الأوسط وإخضاعه لهيمنتها الإمبريالية الهادفة الى إعادة رسم خارطة الأوسط، يتظاهرون بالإسلام من أجل الإضرار بالإسلام والمسلمين وهم الى الزندقة أقرب.
دمروا سوريا وعاثوا فيها الفساد وذلك تنفيذاً للمهمة المنوطة بهم، ليتجهوا بعد ذلك الى العراق، ودخلوا الى ذلك من باب الطائفية والمذهبية لكي يحققوا أهدافهم وينجحوا في إنجاز المهام المسندة اليهم ولكنهم في العراق كانوا أكثر وحشية وإجراماً، قتلوا ونكلوا ودمروا كل شيء مروا عليه، ارتكبوا المذابح الجماعية، وقاموا بسبي النساء واغتصابهن وكل ذلك من منظور طائفي بغيض، قتل يومي، تدمير ممنهج للبنية التحتية، وإصرار على ضرب الأمن والسكينة العامة، وإنفاذ المخطط الخارجي الهادف الى تقسيم وتفكيك العراق وتحويله الى دويلات طائفية ومذهبية باعتبار ذلك هو المسار المضمون للاستحواذ والسيطرة على ثروات ومقدرات العراق.
يكبّرون ويهللون وهم يذبحون إخوانهم في الدين والعروبة، ويتباهون بتصوير وتوثيق هذه الجرائم وعرضها على مواقع النت والقنوات الفضائية، ووصلت بهم الجرأة على الله وعلى خلقه الى استخدام رؤوس الآدميين للعب بها كرة قدم يتقاذفونها فيما بينهم ببرودة ولا مبالاة وكأن الله نزع قلوبهم من صدورهم، لا رأفة ولا شفقة ولا حتى ذرة ضمير أو إنسانية ويدّعون بأنهم ينتمون الى الاسلام ويدافعون عنه ويسعون الى فرض أحكامه في البلاد العربية وكأنّ المنطقة من وجهة نظرهم غارقة في الكفر والإلحاد وتحتاج الى نشر رسالة الاسلام من جديد، يتاجرون باسم الاسلام ولا علاقة لهم به فالإسلام هو دين المحبة والسلام والوئام والوسطية والاعتدال، الإسلام لا علاقة له بهم وبأمثالهم، الإسلام دين المعاملة الحسنة والخلق الرفيع.
الداعشيون مجرد مرتزقة يرتدون عباءة الاسلام كذباً وزوراً إرضاءً لأعداء الإسلام وخدمة لمخططاتهم التآمرية، وهاهم اليوم يسعون الى التمدد وتوسيع دائرة اجرامهم وصولاً الى يمننا الحبيب، فهاهم اليوم يمارسون هذه الأساليب الدموية بطريقة لا تختلف عن الوحوش المفترسة إن لم تكن أكثر فظاعة ووحشية منها، هم من ارتكبوا مذبحة العرضي ومجزرة السبعين وغزوة السجن المركزي، وهم من ارتكبوا المجازر البشعة في حق أبناء القوات المسلحة والأمن في حضرموت وشبوة والبيضاء ولحج وأبين، إنها نفس العناصر ونفس المدرسة ونفس المنهج ونفس الفكر الارهابي الذي يستخدم الدين كشماعة للإضرار به والإساءة اليه.
تشابهت جرائمهم، أناس تجردوا من كل القيم والمبادئ والأخلاق، وتنكروا لوطنهم ودينهم وأمتهم، وارتهنوا للأعداء من أجل المصلحة الخاصة والمال المدنس، بالله عليكم ماذا يريد هؤلاء «الدواعش» من أبناء العروبة والإسلام؟!! أيعقل ما يقومون به من إجرام وما يرتكبونه من مجازر؟!! أي ملة وأي دين وأي مذهب يُقر ذلك؟!! هؤلاء ليسوا مجاهدين كما يدعي القرضاوي وعلماء الاستغلال والمتاجرة في السياسة اليمنية خاصة والعربية عامة، هؤلاء أدوات للشيطان ويجب التصدي لهم وإفشال مخططهم واستئصال شأفتهم وتطهير البلاد من أدرانهم وإجرامهم.
هؤلاء القتلة يخططون لجر اليمن الى العنف الطائفي والمذهبي وما يحصل في حضرموت يؤكد بأن هناك قوى سياسية ودينية محلية تدعم وتساند هذه العناصر الارهابية من أجل خدمة مصالحها وتمكينها من تحقيق أهدافها والوصول الى غاياتها، هناك إصرار على جر البلاد للمستنقع العراقي والسوري وهناك تسهيلات تمنح للعناصر الارهابية للدخول الى اليمن لممارسة هذه المهام الاجرامية ولم يعد يحتاج الأمر الى نقاش لإثبات ذلك، فالشواهد كثيرة وينبغي أن تتكاتف الجهود الوطنية المخلصة لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد بلادنا، المسألة لا تحتاج الى اتكالية وتسويف ومراوغة وصفقات ومفاوضات، المسألة بحاجة الى قوة ردع مؤثرة وملموسة النتائج لإفشال مخطط الدواعش في اليمن وقبل ذلك تعاطي السلطات الرسمية مع هذا الموضوع بشفافية ووضوح ومصداقية وواقعية لا نريد مسكّنات وعلاجات آنية غير مجدية، الدماء التي تسفك والأرواح التي تزهق على أيدي هؤلاء الارهابيين غالية على قلوبنا جميعاً ولا يجب التفريط فيها والمتاجرة بها، آن الأوان لتطهير المنطقة من دنس الدواعش ومن دار في فلكهم محلياً وعربياً ودولياً، يجب وضع حد لهم ولأمثالهم وتصحيح الفهم المغلوط لدى العالم عن الاسلام والمسلمين وتقديم الصورة الزاهية للإسلام والانموذج الأمثل للمسلمين وإظهار حجم المؤامرة التي تحاك ضد ديننا الحنيف وكشف كل الأطراف والقوى الداخلية والخارجية التي تقف خلف الدواعش وفضحها أمام الجميع.