مراد راجح شلي - عنوان صغير " من مشهد جمعة الذبح الفائتة وإعلان ولادة داعش اليمن "
- يبدأ المشهد بتوقف حافلة ما لينزل منها احد الملثمين وبيده سلاحه الكلاشينكوف ليشير بلهجة آمره بيده إلى الباص حيث يبدأ 12 جنديا مقيده أيديهم خلف ظهورهم بعضهم يلبس ملابسه العسكرية وثلاثة آخرين بزي مدني ومن خلفهم هنالك خمسه مسلحين ملثمين يستعجلون نزولهم ركلاً , وضربا . . وشتيمة.
فجأة تصل سيارتان دفع رباعي وكأنهما ظهرتا من العدم وينزل منها مسلحين يذكرونك بلباس مجاهدي طالبان التقليدي فيما ينتظرون نزول جلال بلعيد بطل هذا المشهد الذي لم يلبس لثاماُ على وجهه كالبقية . يشير بيده لأحد الملثمين فيبدأ بقراءة قصاصة ورقية ما مفادها إنها حكماً بالإعدام على الجنود . . ياللهول .
هكذا وبكل برودة يقومون باختيار احد الجنود عشوائيا يجره اثنان ملثمان ويجعلانه يركع .
لا تتوقف عند توصيف ما يدور بخلده وحالته النفسية ومشاعره فكل هذا يدفعه الكاتب ألما وغصة وكذلك القارئ أيضاً و كل هذا أيضاً لن يجعلنا نبكي أكثر أو نعيش حالة من التواجد الموحد تجاه أولئك الإرهابيين .
نعود لمشهدنا الذي خنق إنسانيتنا حيث يتقدم جلال بلعيد بقامته الطويلة وشاربه المفتول وبيده اليسرى ساطوراً يذكرك ببيل الجزار في الفيلم الشهير نيويورك 1796 م نسمع صراخات النصر وتهليلات ما ،
فيما ذلك الجندي العظيم يتدارك نفسه بالشهادتين ولا يزال يسمع احد زملائه يصيح "نحن مسلمين فلماذا تذبحونا " من يسمعك يا هذا.
.فيما فلاش كاميرا يلتقط المشهد بكل برود يقف بلعيد خلفه مباشرة ويشد على عنقه بيده اليمني فيما تكفل الاثنان الآخران بتقييد يديه ورجليه ويبدأ بيسراه عملية جز عنقه لتسيل معه دماءه الطاهرة وإعلان ولادة داعش اليمن فيما سمي بجمعة ذبح الجنود . . .
- بقراءة تحليلية متأنية للمشهد الإعلامي للمجزرة البشعة بحق جنودنا الجمعة الفائتة نلاحظ مثلاً أن بعض المواقع قامت بالتعريف عن الإرهابي جلال بعيد يوم الثلاثاء أي قبل الجريمة بيومين وانه كان حارس مرمى نادي حسان الرياضي ومن ثم أمام مسجد و ,و ,و . تشعر بأنه إعلان مدفوع الأجر لتقديم بطل ونجم سينمائي جديد فيما المواقع الساذجة تتلقفه لتنشر وتؤصل في ذهنية الشارع عن سفاح قادم .
يوم الخميس تعود بعض الصحف والمواقع لحملة الهجوم على وزير الدفاع دون سابق إنذار ودون سبب حتى.. لكن وبعد الجريمة تتكشف أسباب عودة الحملة تلك .
لكن أكثر ما يثير الريبة هي أن خلف كل إشاعة مرضية أو موت للجنرال علي محسن يكون بعدها مباشرة جريمة ومذبحة إرهابية جديدة .
- وبالتأكيد لن نتوقف عند الخطأ اللامقصود أو المقصود لموقع الصحوة نت حول نشر بيان إدانة قبل الحادثة بساعات تناقلته وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والتي حذفته سريعاً لتنشره بعد الحادثة مرة أخرى .
- كنت بدئت مشروع رواية ساخرة تصور ملامح الإرهاب في اليمن قد تبدو فكرة القراءة الساخرة للرواية من وجهة نظر البعض نوع من الانتقاص لقيمة مآسي وإلام الضحايا لكني أرى أننا إذا بكينا فسنحدق في أوجاعنا ولن نتجاوزها وبالتالي لن نجيب على الأسئلة والسخرية هي ما ستجعلنا نتجاوز فوبيا القاعدة ونحاول تحديه ومعرفته .
- تذكرنا هذه الجريمة وهذا الجندي بالشهيدة الدكتورة سمية الثلايا التي لم تكن لوحدها هنالك عندما استشهدت كأشجع امرأة يمنية استحقت ذالك اللقب الشعبي لرفضها الهروب من تلك الوحوش الآدمية وتوقفت لمعاينة احد الجرحى , ليظهر ذلك المسخ السفاح ويشهر خزانة بندقيته في ظهر الملاك الحي في قلوبنا , نعم لم تكن وحدك هنالك فقد اخترقت رصاصات الإرهاب جسدك الطاهر واخترقت بنية وطن بأسره .
- لماذا تقتلنا القاعدة وماهي الايدولوجيا الموغلة في التطرف تلك التي تجعل من المسلم سفاحاً آليا . هذا هو السؤال الكبير الذي ينبغي الإجابة عليه ؟ !
- ومن هنا ربما نستطيع المقاربة الحقيقية لما تقدمه داعش ومثيلاتها وما الذي ينبغي أن تقوم به من بيدهم القرار .
- تقرأ عن الإسلام السياسي , والإسلام الراديكالي والجماعات الدينية المتطرفة لكنك تخرج في النهاية بمحصلة أن فوبيا الإسلام هو لعدم القدرة على الإجابة على السؤال الكبير لماذا يقتلونا من وجهة نظر الآخرين , بالمقابل نحن نغفل أننا نعاني أساسا من فوبيا القاعدة لعدم قدرتنا أو الاقتراب من السؤال الكبير " لماذا يقتلونا " والتي تبدأ منه الأسئلة الأخرى .
- يقول المفكر العربي الشهير مصطفى الفقي " إن الجماعات والحركات الإسلامية المتطرفة هي أجنة مشوهة للإخوان المسلمين ".
|