الثلاثاء, 24-يوليو-2007
الميثاق نت - .. منير أحمد قائد -
تأتي لحظات في حركة الزمان يجد فيها الإنسان نفسه مجبراً على العودة إلى ذاته لفهم واستيعاب وإدراك محيطه والتعامل معه، وأمة العروبة والإسلام تمر في الفترة الراهنة بمنعطف تاريخي وتحول حاسم لم تشهده منذ قرون، والمجتمع الإنساني يعيش أزمة وجود وحياة ومصير يبدو فيها الإنسان تائهاً وضائعاً وعاجزاً عن تقرير مصيره.
واليمن كجزء من الأمة والمجتمع الإنساني حاضرة بقوة في حراكه وتفاعلاته وإن لم يبد ذلك بارزاً في وسائط الإعلام العالمية بما يعكس الحقيقة لكنها تبدو واضحة لمن له بصر وبصيرة ثاقبة، وفعل السياسة الدولية وموقفها المعلن في كل دوائرها تجاه اليمن يبرهن على أهمية دوره راهناً ومستقبلاً في هذه السياسة ومساراتها واتجاهاتها بمنطق الاستراتيجيات الدولية التي تعد وفق استقراء دقيق لمعطيات الواقع الدولي والتنبؤ بمستقبله على ضوء قوانين التطور الإنساني في كافة مجالات الحياة الإنسانية.
ومنذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر حتى بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية واجه اليمن مؤامرات ومخططات عدوانية وتحديات وامتحانات صعبة أسقطها وتجاوزها أبناؤه بتوحدهم على كلمة واحدة وانتصارهم لإرادتهم الحرة والتفافهم حول قائدهم فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية فتحققت على يدي فخامته بقوة هذا التلاحم بين القائد والشعب انتصارات عظيمة بعد خوضه ملاحم بطولية تجلت فيها قوة الإرادة الواحدة ووحدة الشعب التي حصنت الوطن مما كان يحاك ضده من مؤامرات التمزيق والتفكك والتقسيم تحت يافطات ومظلات مختلفة إبان كل مرحلة من مراحل الكفاح والنضال خلال مسيرة الثورة والوحدة المتواصلة في البناء والتطوير والتغيير، فاستطاع اليمن بإرادة شعبه وحكمة وحنكة قائده أن يجيد بدقة التعاطي والتعامل مع المحيط الاقليمي والدولي ويتفوق بقدراته الحوارية وسياساته المتزنة والمتوازنة المتسمة بالثبات والوضوح والمصداقية أن يفرض احترام وتقدير هذا المحيط إقليمياً وقومياً ودولياً، وبهذه السياسة المبدئية صد اليمن من خلالها كل محاولات الاستهداف والنيل من وحدته واستقراره وأمنه فأصبح اليمن بذلك يحتل موقعاً ومكانة استقطب بها اهتمام السياسة والاستراتيجيات الدولية المتباينة في المصالح والمتفقة في طبيعة الأهداف والغايات، وهذه المكانة تحولت إلى فعل تأثيري في أوساط أبناء المجتمع الإنساني سواء الذين يرون اليمن من منظور حقائق التاريخ والجغرافيا والحضارة، أو الذين يتعمدون طمسها وعدم الاعتراف والتعاطي وفقها، واليوم يبدو أن بعض القوى السياسية أو الحزبية والاجتماعية أينما كانت مواقعها في بلادنا تسيء التقدير في فعلها وأدائها، وما تفصح وتجاهر به في قراءة حقيقة الواقع والمجتمع والشعب والوطن اليمني معتقدة اعتقاداً واهماً أنها وجدت الفرصة مواتية وسانحة لتحقيق أوهامها في إعادة الماضي القبيح الذي لفظه الشعب أو إشباع نزعاتها في الانتقام والثأر منه لأنه شعب انتصر لإرادته في الثورة والوحدة والديمقراطية والحرية بآفاقها الإنسانية.
إن المرحلة التي يمر بها الوطن والأمة والبشرية جمعاء هي حساسة ومصيرية تستوجب من كل أبناء اليمن الأوفياء والمحبين لوطنهم والمتطلعين لوحدة أمتهم العربية والإسلامية أن يكونوا يقظين كل اليقظة في التصدي الحازم لكل أشكال إثارة الفتن والصراعات والخلافات والفرقة والانقسام مهما تسترت بيافطات متعددة، فهذه المرحلة تفرض بتحدياتها ومعطياتها على أبناء اليمن أن يتحلوا أكثر من أي وقت مضى بقوة التلاحم والوحدة الوطنية، وأن يكونوا صفاً واحداً عصياً على الاختراق من قبل الذين يتربصون بهذا الوطن ومكتسباته ويتآمرون على مستقبله الواعد والمشرق بإذن الله عز وجل، فهم يظنون أن أبناء الشعب تغشيهم ضبابية لا وجود لها غير مدركين أن أبناء الشعب اليمني يرون واقعهم وما يعتمل من حولهم بقلوبهم النقية وعقولهم الواعية وتفكيرهم الناضج والحكيم فهم أهل الحكمة والإيمان، لذلك نثق كل الثقة أن شعبنا اليمني العظيم سيحقق طموحاته وتطلعاته وأمانيه في الحياة الكريمة الرغيدة بنهج الحكمة ورابطة المحبة والإخاء والمودة والوحدة، الذي به وعبره ينتصر الوطن على قوى الفساد والبغي والاستبداد، ويتغلب على مشكلاته وتحدياته في كافة مناحي الحياة، وهو ما يؤمن به وينحاز إليه ويعمل من أجل تحقيقه فخامة الأخ رئيس الجمهورية برؤية مدروسة وواعية وحكمة وترو ونظرة ثاقبة لتجنيب الوطن أي مخاطر أو فتن تعمل على تفجيرها قوى تستغل الأوضاع المعيشية للوصول إلى مآرب خبيثة مضرة بالوطن الذي مهما بدت شدة وآثار المشكلات والتحديات القائمة على حياة السواد الأعظم من أبنائه فإن طبيعة ما يعتمل من حراك فيه وفي محيطه الخارجي على النطاق الإنساني نستبشر به خيراً ومستقبلاً واعداً ليس لليمن وإنما للأمة والإنسانية، فليدرك أولئك الذين يستقوون بالقوى الخارجية أنهم لن ينالوا قيد أنملة من إباء وشموخ وعزة ووحدة اليمن ودورها المتنامي الذي تحتاجه أمتها في هذه المرحلة التي يعي أبناء اليمن متطلبات ومستلزمات التعاطي والتعامل معها.
الثورة

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3984.htm