الثلاثاء, 22-أغسطس-2006
الميثاق نت - قد تكون الدعاية الانتخابية مُسلية للبعض.. وربما لايفرق آخرون بين الدعاية والإدِّعاء.. صنف ثالث سوف تجده يتعامل مع الحملة الانتخابية من باب الحملة على الآخر أو التحامل عليه.. وفي جميع الأحوال السابقة تفقد الدعاية معناها ويفقد البعض ممن يحملون ويتحاملون، القيمة المعنوية والإضافة الأدبية التي يفترض بهم اكتسابها خلال أيام مرحلة الدعاية والترويج الانتخابي فيخرجون من مرحلة ويدخلون في أُخرى وثالثة وعاشرة وهم هم.. كأنهم مادخلوا ولاخرجوا ولا غادروا منطقة الصفر التي ينزلونها ويضربون فيها خيامهم منذ أيام الغبار.
الملاحظ دائماً هو أن الناس يتحركون، يتطوَّرون، ويُطوِّرون من إمكاناتهم الثقافية والسياسية.. بينما تبقى أمين‮ ‬الوائلي -
قد تكون الدعاية الانتخابية مُسلية للبعض.. وربما لايفرق آخرون بين الدعاية والإدِّعاء.. صنف ثالث سوف تجده يتعامل مع الحملة الانتخابية من باب الحملة على الآخر أو التحامل عليه.. وفي جميع الأحوال السابقة تفقد الدعاية معناها ويفقد البعض ممن يحملون ويتحاملون، القيمة المعنوية والإضافة الأدبية التي يفترض بهم اكتسابها خلال أيام مرحلة الدعاية والترويج الانتخابي فيخرجون من مرحلة ويدخلون في أُخرى وثالثة وعاشرة وهم هم.. كأنهم مادخلوا ولاخرجوا ولا غادروا منطقة الصفر التي ينزلونها ويضربون فيها خيامهم منذ أيام الغبار.
الملاحظ دائماً هو أن الناس يتحركون، يتطوَّرون، ويُطوِّرون من إمكاناتهم الثقافية والسياسية.. بينما تبقى الأحزاب في بلادنا مشدودة إلى الماضي بأساليبه ودعاياته وألاعيبه.. تتعامل مع الناس والجمهور كما لو كانوا أميِّين يسهل اصطيادهم بقليل من الرماد وكثير من التهريج‮ ‬والتهييج‮ ‬واللغة‮ ‬البارودوية‮ ‬المعبَّأة‮ ‬في‮ ‬أقلام‮ ‬جَفَّ‮ ‬زمانها‮ ‬وتقادم‮ ‬أوانها‮.. ‬وبقيت‮ ‬هي‮ ‬ورائحة‮ ‬البارود‮ ‬تزكم‮ ‬الأنوف‮ ‬وتزرع‮ ‬اليأس‮ ‬على‮ ‬رؤوس‮ ‬الخطابات‮ ‬المهلكة‮ ‬والمستهلكة‮.‬
في الدعاية.. تختلط المفاهيم وتضطرب المعاني وتشتبك العقول بالأرجل حينما يستعيض البعض عن البرامج بالمزايدات، وعن اللغة باللغو، وعن الواقع الموضوعي المممكن والمعيش بحكايات السندباد وألف كذبة وكذبة ومشاريع زراعة الطماطم والإصلاح الشامل وتهيئة الملعب للقادمين‮ ‬من‮ ‬كوكب‮ ‬بلوتو‮ ‬على‮ ‬طبق‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك‮.‬
حينما يقول ويكرر المرشح المستقل عن الأحزاب المستقيلة أن أول قرار سيتخذه بعد فوزه بالرئاسة هو »خفض الضرائب وإعدام البطالة ومحاربة الفقر ومكافحة الفساد وإصلاح الحياة السياسية والقوانين والدستور والقضاء ومؤسسات الحكم وأيضاً تمتين وتصويب علاقات اليمن مع العالم«.. ولاحظوا أن هذا هو أول قرار ليس إلا.. يعني أول خطوة في الساعة الأولى من اليوم الأول لوصوله إلى السلطة، حين يقول مرشح مثل هذا الكلام.. فإنه يخرج من الموضوعية ويدخل في العصيد المشترك دون حتى استئذان.
فإذا كان هذا هو أول قرار.. فماذا عن الثاني إذاً؟ وما الذي أبقاه الرجل لبقية أيام فترته الرئاسية السُّباعية؟! ألا ترون أن »أول قرار« هذا هو برنامج متكامل، بل برامج عدة تحتاج إلى أعوام وأعوام وليس فقط مجرد »بِحَّاشة« قات ونشوة حوار مع الجمهور على موقع الصحوة‮ ‬نت‮ ‬أو‮ ‬المجلس‮ ‬اليمني؟‮!‬
هذه‮ ‬هي‮ ‬الدعاية‮ ‬الملوَّنة‮ ‬بالإدعاءات‮.. ‬وهذا‮ ‬ليس‮ ‬سوى‮ ‬نموذج‮ ‬واحد‮ ‬لعشرات‮ ‬أخرى‮ ‬وفيها‮ ‬جميعاً‮ ‬نستشعر‮ ‬حجم‮ ‬الحاجة‮ ‬لدى‮ ‬السياسيين‮ ‬إلى‮ ‬ثقافة‮ ‬سياسية‮ ‬ناضجة‮ ‬واستيعاب‮ ‬موضوعي‮ ‬للواقع‮ ‬دون‮ ‬إفراط‮ ‬أو‮ ‬تفريط‮.‬
شكراً‮ ‬لأنكم‮ ‬تبتسمون.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-400.htm