لقاء : يحيى علي نوري - نائف القانص لـ«الميثاق»:استطاع المؤتمر أن يواجه شعبياً المناهضين له في 2011م واحتفظ ببقائه في السلطة
أشاد القيادي في تكتل المشترك الاخ نائف القانص بالمشروع الذي قدمه المؤتمر الشعبي العام من أجل المصالحة الوطنية ووصفه بالجيد..
وقال : ليس من مصلحة المؤتمر الشعبي العام ولا الوطن اتفاقيات الصلح الآني، لأن الوطن بحاجة إلى مصالحة شاملة وصادقة معيارها المصلحة الوطنية العليا..
وأضاف في حوار مع «الميثاق» بمناسبة الذكرى الــ32 لتأسيس المؤتمر : بامكان المؤتمر استغلال هذه المناسبة وجعلها نقطة انطلاق له من جديد من خلال اعادة تموضعه بعقل صحيح على مستوى الساحة الوطنية كي يكون حاملاً لمشروع بناء الدولة المدنية الحديثة.
وأكد القانص ان المؤتمر لو تحالف مع الاخوان مجدداً فإنه حينها يكون قد أعلن نهايته، وقضايا أخرى مهمة تطرق إليها القيادي نائف القانص في الحوار التالي :
< يحتفي المؤتمر الشعبي العام بذكرى تأسيسه الـ32 كيف تنظرون لهذه المناسبه على ضوء معطيات المشهد اليمني الراهن؟
- المؤتمر الشعبي العام أُسس في عام 1982م كاطار شعبي عام وجامع لكل القوى الوطنية في الساحة وقد اجمعت هذه القوى على ميثاق وطني شمل التوجهات القومية والاممية والدينية- أي انه كان خلاصة لكل التوجهات السياسية وعند قيام الوحدة في 1990م تم تاطيره كحزب سياسي وشكل حكومة الوحدة الانتقالية مع الحزب الاشتراكي اليمني، وخاض تجربة اخرى مع التجمع اليمني للاصلاح ومن ثم خاض التجربة منفردا وواجه الاحداث في 2011 واستطاع ان يواكب الحركة الشعبية المناهضه له بحركة شعبية اخرى مؤيدة له واحتفظ ببقائه في السلطة بشراكة مناصفة مع المشترك ،اليوم الاحداث تتجدد ولكن بشكل مغاير والمؤتمر لاعب أساسي في مجرياتها ولكنه يتموضع في المكان غير المناسب له، وأي تحالف له مع الاخوان سوف يوقعه في المصير المجهول الذي كان يحدق به في عام 2011 م والذي استطاع النفاذ منه، لكنه اذا لم يدرس المرحلة بشكل صحيح وان الطرف الاخر يغرق ويبحث عمّن يأخذ بيده فان مدها له حتماً سيغرق مع الآخر وان تركه ومد يده للشعب فانه سينجو بنفسه وسيجد الشعب بجانبه وسوف تكون هذه المناسبة كنقطة انطلاق للمؤتمر من جديد .
< هناك تحديات يواجهها المؤتمر.. في نظركم ما هذه التحديات التي تتطلب منه التعامل معها بصورة سريعة؟
- اعادة تموضعه على مستوى الساحة الوطنية وان يواكب طموحات اعضائه ومنتسبيه وان يتعامل مع المستجدات في الساحة الوطنية حسب ما يطمح اليه المواطن اليمني ويتوق إليه اعضاء المؤتمر الشعبي العام وان يكون حاملاً لمشروع بناء الدولة المدنية الحديثة وان يستفيد من تجربته السابقة سواءً على مستوى الحكم وتقييم اخطائه وتصويبها او على مستوى التحالفات وما آلت اليه من نتائج لصالح الوطن والحزب.
< تعامل المؤتمر الشعبي العام مع الازمات في العديد من المحطات بمرونة.. هل منحه ذلك الخبرة على تجاوز التحدي القادم؟
- من خلال تعامله مع الازمات منذ 1993م ومروراً بحرب 94م وتجربة 97م مع الاصلاح واحداث 2011 المؤتمر اجاد المراوغة واللعب على متناقضات الخصوم لكنه لم يستفد من التجارب بالشكل الصحيح ولم يوظف قدراته لما من شانه ان ينهض بمستواه التنظيمي والايدلوجية السياسية لكنه اعتمد على نفوذه وامكانية الدولة.. اليوم المؤتمر امام امتحان صعب اذا تجاوزه فان المستقبل له اكثر من غيره.. عليه ان يختار الانحياز الى اعضائه ومصالح الشعب أو الانحياز الى النافذين فيه والدفاع عن مصالحهم وهو ما بدا يلوح في الافق من خلال التقارب مع الاخوان المسلمين والحنين الى تحالفاته الماضية معهم فان اختار ذلك فانه يعلن عن نهاية نضاله لانني متأكد بان نسبة 80% من منتسبيه يرفضون ذلك وسيحددون موقفاً منه ان اقدم على خطوة كهذه .
< قدم المؤتمر الشعبي وحلفاؤه مؤخراً مشروعاً للمصالحة الوطنية.. ماتقييمكم لهذا المشروع ؟
- المشروع جيد، لكن نحن نحتاج الى صدق النوايا وان تكون المصالحة من اجل الوطن لا أن تتصالح اطراف لكي تتخندق ضد طرف آخر ويجب ان تكون المصالحة نابعة من الارادة الوطنية وليس ان تاتي من الخارج او من دول الجوار ونجاملها مع انه لايزال في النفوس الشيء الكثير على بعضنا البعض، نحن محتاجون لمصالحة وطنية شاملة وصادقة وملزمة لجميع الاطراف السياسية وأن تكون مصلحة الوطن هي المعيار لهذا التصالح .
< هناك من يرى أن اجراء اتفاقات صلح مع بعض الاطراف وترحيل المصالحة معهم لفترة زمنية غير مجدٍ.. كيف تنظرون إلى هذا الامر؟
- اتفاقيات الصلح الآني ليس في مصلحة المؤتمر ولا الوطن.. علينا ان نرتقي إلى مستوى التنافس السياسي الحضاري وعلى قاعدة الخصومة السياسية أن تنتهي بمجرد انتهاء حسم نقطة الصراع بين الخصمين وان الوطن يتسع للجميع وعلينا ان نعري اخطاء خصومنا السياسيين من خلال الهفوات التي وقع فيها خصمي واعمل على اصلاحها وتقديم الخدمات لعامة الشعب الذي عجز خصمي السياسي في تقديمها وان لا تظل الخصومة قائمة لمجرد الخصومة فقط .
< المصالحة الوطنية عموماً.. هل ستمثل فتحاً جديداً للحياة اليمنية.. وما الذي يتطلب من الجميع عمله لتحقيقها؟
- اكيد ستفتح آفاق جديدة عندما تكون المصالحة شاملة بين كافة الاطراف السياسية، فاذا اردنا ان نحققها علينا ان ننظر الى المصلحة الوطنية وان نترفع عن المصالح الشخصية والحزبية وان نعمل جميعاً اولاً على تنفيذ قانون المصالحة الوطنية ونتجه أيضاً إلى تشكيل حكومة انقاذ وطني من ذوي الكفاءات (تكنوقراط) وان نقيم تجربتنا السابقة لنضع لأنفسنا خارطة طريق للعمل في المستقبل ضمن شراكة وطنية شاملة.
< هل ترون امكانيه تحقيق ذلك خاصة وان البعض مازال يحفر الانفاق ويصر على قتل الاخرين وتصفيتهم؟
- انا كتبت عن هذا العمل الحقير وغير اللائق بحقنا كيمنيين وقلت التالي على صفحتي في اليوم الذي اكتشف فيه النفق:
«الى اصحاب الانفاق كنتم ستوفرون جهودكم في حفر انفاق غزة وليس انفاق التصفيات السياسية والقتل داخل المساجد ، لو كنتم بريئين ونظافاً ما بحثتم عن الحصانة من اجل ان تحموا أنفسكم كنتم تركتموها ونطالب جميعا بتقديم القتلة والفاسدين للقضاء وكان سيكون صالح معهم وهنا يقول القضاء كلمته لا أنتم تاخذون الحصانة وخصومكم السياسيين وتنفذون حكم الاعدام فيهم أنتم.. تباً لكم ولفكركم الارهابي الذي نرى ابشع جرائمه ترتكب اليوم مالم تشهد الكرة الارضية من قبل مثله ، الله شرع ذبح الأنعام وانتم شرعتم ذبح البشر، سوف يلفظكم المجتمع وسيلعنكم التاريخ فلا مكان لكم بين بني البشر».
فمن يعمل ويؤمن بتصفية الخصوم بالغدر والخيانة لايمكن ان يؤمن بالمصالحة او يؤتمن له لانه سيغدر بك في اي وقت.
< بمناسبة الاشاره إلى النفق الذي استهدف حياة الرئيس السابق.. هل ترون ان هذه القضيه ستلحق غيرها من القضايا التي لم يقدم مرتكبوها إلى القضاء؟
- هناك الكثير من القضايا يتم التعامل معها بدون النظر الى خطورتها وما ستلحقه بالسلم الاجتماعي من الضرر وبالوطن ككل وما تتعرض له الشخصيات الوطنية من اغتيالات واستهدافات للمؤسسة العسكرية والامنية وكل هذا يحدث لعدم وجود الدولة نحن بحاجة لايجاد الدولة اذا اردنا أن نوصل مرتكبي مثل هذه الجرائم للقضاء ما دون ذلك سيظلون يرتكبون جرائمهم ويعيشون طليقين وبعيدين عن المحاسبة والردع .
< في نظركم.. لماذا كل الأعمال الارهابية تعجز السلطات عن تقديم كافة المعلومات بشأنها ؟ وما تأثير هذا التكتم على البلاد؟
- الخلل في ادارة القائمين على اداء الاجهزة الامنية التي تعمل وفق ارادة حزبية وليس وفق الارادة الوطنية وهو ما دفع القوى الارهابية الى التغلغل في اوساط المجتمع وارتكاب جرائمها الوحشية بحق ابناء الوطن وخصوصاً منتسبي القوات المسلحة والامن الذين اصبحوا هدفاً رئيساً لقوى الارهاب.
تاثير هذا التكتم يقود البلاد الى الهاوية لانه اصبح غطاء على مرتكبي هذه الجرائم حيث يتستر عليهم ليواصلوا جرائمهم دون كشفهم على المجتمع للحذر منهم واجماع الشعب على محاربتهم والخلاص منهم.
< الحديث الراهن يدور عن حكومة وحدة وطنية وهل سيكون نهاية مطاف المعاناة لليمن؟
- البلاد بأمس الحاجة الى حكومة كفاءات وطنية تنتشلها من واقع الفساد والفشل الذي حققته حكومة الوفاق (المحاصصة ).
لاننا بحاجة الى حكومة تعمل على تجفيف منابع الفساد والتهيئة للحكم الرشيد حكومة تعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتعمل على الاصلاحات الاقتصادية.. يكون على رأسها شخصية وطنية قوية تمتلك حرية القرار وتتحمل المسئولية الكاملة امام رئيس الجمهورية والشعب، وبهذا ستكون بداية الانفراج وخروج اليمن من محنتها.
< على ضوء كل هذه التحولات الكبرى.. هل تتوقعون تشكل جديد لخارطة التحالفات السياسية؟
- هذا وارد جداً لأن التحالفات السابقة فشلت بكل المقاييس وطالما هناك قوى وطنية فرضت وجودها على الساحة الوطنية فإن خارطة التحالفات السياسية سوف تفرض نفسها على هذه المعطيات القائمة في الشارع اليمني.
|