عبدالعزيز احمد البكير -
مازال المؤتمر الشعبي العام يحمل هموم الامة اليمنية وآخرها السعي للمصالحة الوطنية لكي تهدأ الاوضاع وينتقل اليمن الى تطبيق بنود مخرجات الحوار الوطني رغم تنصل بعض القوى السياسية عن التنفيذ.
اليوم ونحن نحتفل بهذه المناسبة العزيزة- ذكرى تأسيس المؤتمر- نتذكر مراحل قيام هذا التنظيم الوطني الرائد على مستوى الساحة بتكوين رؤيته السياسية والاقتصادية التي اشرف على اخراجها للنور الاخ علي عبدالله صالح الزعيم المؤسس، فمنذ توليه السلطة عام 1978م سعى لايجاد آلية للحكم يعتمد عليها في حكم اليمن، فعمل بكل طاقته واخوانه الشرفاء على اصدار الدليل النظري والسياسي ألا وهو «الميثاق الوطني» الذي صاغته لجنة حوار وطني مكونة من (51) شخصاً من مختلف القوى والتيارات الفكرية ليمثل هوية للنظام، وقد تم الاستفتاء عليه ثم إقراره من قبل ممثلي الشعب في المؤتمر العام الاول للمؤتمر الشعبي العام الذي عقد في 24-29 اغسطس 1982م.. ومنذ مرحلة التأسيس وما تلتها من مراحل في مسيرة المؤتمر الشعبي العام مثل الوعاء الكبير الشامل والحاضن لكل ألوان الطيف السياسي بمن فيهم اصحاب الامتداد الخارجي وفي مقدمتهم جماعة الاخوان المسلمين على وجه الخصوص ثم الناصريون والبعثيون وغيرهم ممن وجدوا في هذا التنظيم الرائد الملاذ الآمن ليعملوا من داخله منهم بإخلاص ومسؤولية وغيرهم مثل عناصر الاخوان المسلمين الذين استغلوا هذا الوعاء الرحب لتنظيم انفسهم أكثر والتمهيد لتنفيذ أجندتهم والتي تكشفت بصورة جلية خلال السنوات التالية لتلك المرحلة.
سيظل المؤتمر الشعبي العام كما كان دوماً هو الحصن المنيع في وجه كل المشاريع الانقلابية بأغلبيته الساحقة وبما يمثله من ثقل جماهيري وعراقة تاريخية ومنهج وطني وسطي معتدل وهوية وطنية باعتباره حزباً يمني النشأة والثقافة والامتداد والمسار.
إن المؤتمر الشعبي بحجمه الوطني الكبير سيظل عصياً على أن يضعف أو يستكين مهما كانت الاعاصير وألسنة اللهب التي تطاله من «الجماعة» وأحلافهم من قوى الشر.. لأنه يمتلك في الساحة من قوة كفيلة بإسقاط مشاريع الانقلابات والهيمنة والإلغاء.. وليس هناك غير المؤتمر من يمثل قوة الردع شعبياً وجماهيرياً في وجه الأحزاب المتطرفة.
واليوم سيعود الجميع الى منهاجه السياسي والوطني لأنه يحمل رؤية وطنية شاملة وصالحة لحكم اليمن وبمشاركة الجميع ودون ان تطغى فئة على اخرى.
ولن ننسى موقف الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر- إبان أزمة 2011م وموقفه التاريخي في الحفاظ على اليمن وحقن الدماء ولن ينسى اليمنيون هذا الموقف أبداً.
نهنئ رئيس المؤتمر وكل أعضائه بمناسبة مرور 32 عاماً على تأسيسه.. وسنظل حلفاءه الاوفياء.. ونتمنى للوطن اليمني الخروج الى بر الامان..

الامين العام للحزب القومي الاجتماعي