أحمد سعد التميمي - المؤتمر الشعبي العام التنظيم السياسي الاكبر حجماً والاكثر وزناً في الساحة السياسية اليمنية فهو حزب النخبة السياسية والعقول المفكرة وهذا ليس ترفاً ولكنه واقع فإذا اعددتم العقول والمفكرين والسياسيين والعلماء لوجدنا للمؤتمر اكبر نصيب من هؤلاء دون ذكر الاسماء لكي لا يُحسد عليهم ...فقيادات المؤتمر وسياسيوه المجربون وكفاءاته تملأ أوعية الفكر والسياسة في كل مناحي الحياة.. ولا يكاد المرء يجد شخص يتمتع بصفات عدة حميدة إلا وجده عضواً او مقرباً او محباً ومتعاطفاً مع المؤتمر الشعبي العام..
** استطاع المؤتمر منذ التأسيس في 24 أغسطس 1982م ان يقود اليمن من نصر الى نصر ومن انجاز الى انجاز.. واحمق وحاقد على نفسه من يقول غير ذلك.. والكمال لله فهناك بعض الهفوات لبعض الافراد الذىن تعشم فيهم المؤتمر خيراً للبلد وتساقطوا كأوراق الخريف في مراحل عدة.. والشواهد كثيرة وشيء طبيعي ان يحدث مثل هذا في تنظيم سياسي كبير بحجم المؤتمر الشعبي العام ..فهو كالقطار الذى يحمل العديد ويمر على محطات كثيرة لا يستطيع البعض إكمالها فيفضلوا النزول في اقرب محطة.. ولكن القطار يستمر في السير الى محطات بعيدة..
** رغم الكبوات والعثرات التي تعترض مسيرة هذا العملاق اليمني الا انه مازال قادراً على المضي قدماً نحو البناء والتغيير في مساره العظيم نحو تنمية وازدهار وتطور فكري واجتماعي وتنموي وثقافي، وهو القادر على البقاء وهو المحمي من قبل المجتمع وهو المتواجد بقوة والمتجذر في تكوين البناء المجتمعي ..والحزب الوحيد الملتحم والقادر على جمع والتفاف الشعب حوله حتى الذين يختلف معهم في بعض القضايا او التصرفات من افراد لا يجيدون العمل الجماهيري ويحسبون على المؤتمر الشعبي العام ..
** إن المرحلة الراهنة تتطلب من هذا التنظيم ان يقيم نفسه واداء قياداته بخلق مناخ جديد يتواكب مع المتغيرات فهناك العديد من المتغيرات حدثت في البلاد ولم يقف المؤتمر وقيادته مكتوفي الايدي امامها بل شاركوا وعملوا فيها بكل تفانٍ واخلاص من واجب وطني.. وكان اجتهاداً للقيادة ولم تصل الى القواعد التي تنتظر مشاركة في الفعل السياسي وصنع المشهد السياسي، ناهيك عن احتكار بعض القيادات لمواقعها التفرد بالقرار وهذا من الكبوات التي تسيئ للمؤتمر من المركز والجماعة الى اللجنة الدائمة والعامة ..ايضاً الانتقاء في اختيار اعضاء اللجنة الدائمة للمقربين من القيادة في المديريات والمحافظات بينما الكثير من الكفاءات تهمش والشواهد على ذلك قليلة.
*** اعادة ترتيب التنظيم ليس فشلاً فالبيوت ترتب اوضاعها بين الحين والآخر والاختلاف في الاسرة الواحدة شيء عادي ويحدث في احسن العائلات، فمابال القائمين على بيت كبير ويضم افكاراً متعددة ورؤى مختلفة فمسألة اصلاح البيت المؤتمري واجب يفرضه علينا الواقع ويجب تقبله بكل شجاعة واقتدار ووضع الامور في نصابها الصحيح واستيعاب مايجري في الواقع.. فالأمور مثلاً الآن تتجه الى المناصفة في المسئوليات بين الشمال والجنوب فيجب على قيادة المؤتمر ان تأخذ هذا الامر على محمل الجد وان تستوعب المجريات، فلا بأس ان يكون رئيس دائرة من دوائر المؤتمر من صنعاء ونائبه من عدن والعكس..
ان ما يعيبنا هو ترك الامور على عواهنها دون محا سبة وكما يقال ترك الحبل على الغارب.. ومن جاء يستقي ويشرب ما يكفيه ولا يرتوي من ماء لسقي الآخرين.. وهناك العديد من التكوينات المؤتمرية تعاني من التفرد من القائمين عليها وكأنها ورث وليست مؤسسات تنظيم، واكثر اهتمامهم المحاسب والموازنة متى جاءت وانتهت في غياب تام للمؤتمر الشعبي العام.. فمثل هذه الثغرات تحتاج الى مراجعة كاملة وتامة.. ولنا من ذكري التأسيس وقفة جادة لإعادة النظر لترتيب البيت المؤتمري ..وكل عام والمؤتمر في تطور وازدهار.. والحذر من عيال ابليس المتربصين به في الساحات وخلف الآكمات.
|