المحرر السياسي - لا شك أن المؤتمر الشعبي العام كحزب يمني الهوى والهوية نشأ وتأسس على مبدأ الحوار والشراكة، كان -ولايزال -وسيظل هو الرافعة لإحداث التوازن بين فرقاء وخصوم الساحة اليمنية على اختلاف مشاربهم السياسية، والثقافية، والأيدلوجية والاجتماعية، كونه تفرد دوماً بالتعاطي مع قضايا الوطن، وهموم الناس بمنظور وطني، يضع مصالح اليمن أولاً، والحرص على الثوابت الوطنية، والدفاع عنها قبل أي شيء آخر، والتعاطي مع الفرقاء والخصوم برؤية تعتمد الحوار ،وتستند على مبدأ الشراكة، وترفض الإقصاء والتهميش، وتجسد قيم القبول بالآخر، والتعايش مع الجميع من أجل الجميع.
وتأسيساً على ذلك ظل المؤتمر الشعبي العام هو التنظيم الرائد الذي يقدم المبادرات والرؤى والتنازلات كلما أصاب الوطن أزمة، أو هددته مخاطر سيما منذ الأزمة السياسية في 2011م وحتى الآن.
وحين يداهم الوطن وأمنه واستقراره ووحدته الخطر، أو تتزايد الأعباء الناجمة عن سلبيات الآخرين على المواطن، وتتصاعد وتيرة الاحتقانات ينبري المؤتمر الشعبي العام بتفرده الوطني، وحنكته السياسية، وحكمة قياداته، وخبرة كوادره، وباعه الطويل كمنقذ للوطن وللمواطن أولاً، وللمتصارعين، والمختلفين مهما كانت مواقفهم منه، مقدماً المبادرات والمقترحات والرؤى والمشاريع الهادفة إلى حل كافة الخلافات عبر الحوار، لأن همه الأول والأخير كان وسيظل هو اليمن أرضاً وإنساناً، وحدة وأمناً، سياسة واقتصاداً.
ولعل تصاعد وتيرة الاحتقان السياسي الذي أفضى إلى أزمة سياسية وأمنية واقتصادية منذ مابعد مؤتمر الحوار الوطني والتي انتهت إلى الأزمة الحالية التي تكاد تهدد بنسف مسار التسوية السياسية، والعودة إلى المربع الأول كلها دلائل تؤكد أن المؤتمر الشعبي العام سيظل هو صاحب الريادة من خلال تبنيه المبادرات والرؤى الهادفة إلى تجاوز الأزمات وإنهاء الاحتقان، والإصرار على استكمال مسار التسوية السياسية السلمية -التي كان هو مهندسها عبر الحوار-، والحرص على تجسيد مفهوم الشراكة، ورفض مظاهر مايعتمل من صراعات مسلحة وعنيفة ،أو صراعات سياسية وإعلامية .
وليس مبالغة القول: إن الأزمات المتفاقمة والمتلاحقة التي يشهدها الوطن أصبحت براهين دامغة على صوابية مواقف المؤتمر وسعيه الحثيث لتوحيد كلمة اليمنيين من خلال تبنيه وثيقة المصالحة الوطنية الشاملة التي لا تستثنى أحداً وتكون أساساً لاصطفاف وطني يجسد الحفاظ على الثوابت المتمثلة في الجمهورية والوحدة والديمقراطية.
ولأن المؤتمر كان هو السباق بإعلانه مشروع مصالحة وطنية كاستجابة لدعوة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي للمصالحة والاصطفاف فقد حاول الآخرون أن ينسفوا هذا المشروع الوطني عبر محاولة مخطط الاغتيال الإرهابي الفاشل لرئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح من خلال نفق التآمر والذي حفر إلى منزله ،لكن إرادة الله شاءت أن يفشل مكرهم ( وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ) ،في الوقت نفسه حاولت قوى سياسية أخرى أن تفسر مشروع المؤتمر للمصالحة الوطنية الشاملة بتفسيرات بعيدة عن الواقع، وتخلطها بمزاج المكايدات السياسية العقيم، سعياً لعدم التجاوب معها أو مناقشتها لا لسبب إلا لأنها جاءت من المؤتمر الشعبي العام.
ولأن مواقف تلك القوى دائماً ما ظلت تتعاطى مع قضايا الوطن ومع توجهات ومساعي ومبادرات المؤتمر بعقلية المكايدات والانتهازية، وتسجيل المواقف على حساب مصالح الوطن، فقد أدى ذلك إلى مزيد من التعقيدات بل وإلى انفجار أزمات تلو الأخرى وصولاً إلى الأزمة الحالية بما تمثله من خطر يتهدد الوطن وأمنه ووحدته وسلمه الاجتماعي، وهو نتاج طبيعي لاستمرار تلك القوى في التعاطي مع مواقف المؤتمر بعقليات الخصومة، وثقافة الحقد والكراهية، ومحاولات التهميش والاجتثاث الذي فشل وسيفشل في تحقيق ما كان أصحابه يخططون ويرسمون له من أهداف.
ولعل موقف المؤتمر الشعبي العام الأخير من الأزمة الراهنة وما قدمه من مبادرة اتسمت بالحكمة والحنكة، وبالحرص الوطني، وتقديم مصالح اليمن على ما عداها، قد جاء ليؤكد أن المؤتمر الشعبي العام سيظل صمام الأمان لليمن أرضاً وإنساناً، والأحرص على البلد من الانزلاق إلى أتون العنف والفوضى والصراعات والحروب، والأقدر على أن يجسد سلوكه وأسلوبه الوسطي القائم على أن يكون مع الجميع من أجل الجميع، وليس مع طرف ضد طرف.
ومع أن المؤتمر الشعبي العام ظل طيلة الفترات الماضية يقدم مصلحة الوطن على ما عداها رغم ما تعرض له ولايزال من مؤامرات وحملات تشويه واستهداف ودسائس رخيصة، إلا أن الآخرين ظلوا يتعاطون مع المؤتمر بنفس نفسهم وعقلياتهم التي ترفض مغادرة الماضي، وتصر على أسلوب الخصومة بل والفجور فيها، إلا أن كل ذلك لم يشكل لدى المؤتمر سوى أسباب وجيهة لمزيد من الصلابة والتماسك والقوة الداخلية على المستوى التنظيمي، ومزيد من الإصرار والحرص على الريادة في التعاطي مع القضايا على المستوى الوطني، غير عابئ بمواقف الخصوم أو الفرقاء.
وانطلاقاً من تلك الحقائق ظل المؤتمر يتجاوز الدخول مع الآخرين بنفس لعبتهم في المكايدة والمزايدة، ويصر على مواقفه في الحرص على استكمال مسار التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، والحرص على تجاوز أية عقبات أو أزمات أو احتقانات عبر الحوار ولا شيء غيره.
لقد حاول البعض ومازال يسعى لتشويه مواقف المؤتمر من خلال حملات إفك سياسية وإعلامية رخيصة تزعم أنه يقف مع هذا أو ذاك، أو أنه يساند ذلك الطرف أو هذا الطرف، حتى وصل الأمر إلى تفسير كل بيان أو تصريح أو موقف يعلنه المؤتمر الشعبي العام تجاه ما تشهده الساحة اليمنية بأنه انحياز لطرف أو مساندة لقوى ضد أخرى في مشهد يبعث على الأسف مما وصل إليه الكثيرون من التعاطي مع السياسية بطرق انتهازية، وبأساليب كيدية، وبمناهج بالية، وبمخططات تفتقر حتى لأبسط مبادئ وقواعد وأخلاقيات الخصومة السياسية، بل ولا تلقي بالاً أو اكتراثاً بنتائج ما تفعله وتمارسه ليس على المؤتمر كحزب، وإنما على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وسلمه الاجتماعي.
إن محاولات الدس الرخيصة والحملات المضللة التي تدعي أن المؤتمر الشعبي العام يقف مع طرف ضد أخر والتي تروجها بعض القوى الحاقدة، ستفشل كما فشلت محاولاتهم السابقة، لا لشيء إلا لأن هذه الحملات لا تستند على أية حقائق أو مصداقية.
ولعل من المفيد هنا أن نكرر التذكير لكل هؤلاء بالقول: إن موقف المؤتمر الشعبي العام واضح وجلي فهو لا يقف مع طرف ضد طرف آخر، ويرفض العنف والتطرف والإرهاب، والصراعات المسلحة، ويدينها، ويدين من يمارسونها ويدعمونها ويمولونها، ورؤيته قد بينها في مشروعه للمصالحة الوطنية التي لا تستثنى أحداً.. وعلى من لا يفهمون ذلك أن يستوعبوا أن المؤتمر سيظل يرفض مطلقاً الانجرار خلف محاولات البعض البائسة ،واليائسة لتفسير حياده ووقوفه على مسافة واحدة من جميع الأطراف والقوى السياسية اليمنية، وحرصه على مبدأ الشراكة الوطنية، وإصراره على نهج الحوار لحل الخلافات والأزمات، وسيظل متمسكاً بهذا النهج لأن همه وديدنه هو الاصطفاف مع الوطن وجماهير الشعب، وليس تصفية حسابات مع الآخرين رغم ما يمكرون له.
كما أنه من المهم أن نقول لرعاة المبادرة الخليجية وآليتها، أن يتعاطوا مع مواقف المؤتمر بعيداً عن تلك الحملات الإعلامية الكاذبة، وأساليب التضليل التي تفتقر إلى أي دلائل مادية موثوقة، أو مصداقية معلوماتية، ولا تعدو سوى أن تكون انتهازية سياسية، وكيداً إعلامياً رخيصاً.
وختاماً لن نقول للمرجفين ومروجي الأباطيل، ولمنتهجي الكيد والحقد، إن نجاح المؤتمر وتماسكه وتجاوزه لكل الأزمات يعود إلى فشلكم، بل نقول لهم: إن المؤتمر وديمومته وتفرده وتماسكه وقوته تعود في الأساس إلى أخلاقياته كحزب وتنظيم سياسي، وقيادات وأفراد كما قال رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح (فأخلاقياتنا كمؤتمريين مثلت على الدوام مكامن قوة المؤتمر ورسوخ وثبات جذوره في نفوس ووجدان الشعب، فلم نساوم حول المبادئ، ولم نهادن في مواقفنا من القضايا الوطنية، ولم نتاجر بالقيم والمبادئ وبالثوابت الوطنية، وكان المؤتمر على مسافة واحدة من الجميع يرفض الإقصاء أو الاستحواذ، أو الاصطفاف مع طرف ضد طرف آخر، فالمؤتمر داعية سلام ووئام ويعمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة التي في ظلها نحفظ للوطن سيادته وسلامته ووحدته واستقراره).
إذاً هذا هو المؤتمر الشعبي العام الذي ينتصر دوما بأخلاقه، وتسامحه، وبمنهجه القائم على تقديم مصالح الوطن وجماهير الشعب على ما عداها، وحفاظه ودفاعه عن الثوابت، وانتهاجه للحوار، وتكريسه لقيم التسامح والقبول بالآخر، والتعايش السلمي ،وتجسيده مبادئ الشراكة الوطنية ،ورفضه المطلق للعنف والإرهاب والتطرف والغلو، فالمؤتمر كان وسيظل حزباً يمني الهوى والهوية، ينتهج العمل المدني السلمي،وفق الأطر الدستورية والقانونية وقواعد العملية الديمقراطية التعددية، ديدنه وهمه الأول والخير هو اليمن أرضاً وإنساناً ،ووحدة واستقراراً، ثورة وجمهورية وديمقراطية.
٭ «المؤتمر نت»
|