الميثاق نت -

الإثنين, 08-سبتمبر-2014
أجرى الحوار/ منصور الغدرة -

قال الشيخ محمدعبد العزيز الأمير -عضو مؤتمر الحوار الوطني: إن أزمة 2011م خلفت كوارث جمة لليمن أبرزها حكومة الوفاق.. وأضاف في حوار مع «الميثاق»: ما تشهده الساحة هو صراع بين شركاء الأمس الذين يتصارعون اليوم على السلطة.
لافتاً الى أن الشعب يتضور جوعاً ويعاني الاقصاء والتهميش وقد دفع به الحال الى الخروج لاجتثاث الفاسدين الذين ينهبون ثروات البلاد ويصرفون للشعب وعوداً واهية بمعيشة كريمة.
وأشار الأمير الى أن الاخوان المسلمين في مأرب رفضوا الاصغاء للعقلاء ولمنطق العقل وذهبوا للقتال في الجوف ضد الحوثيين.
قضايا أخرى في تفاصيل اللقاء التالي:
♢ اليمن تعيش مرحلة صعبة متمثلة بمواجهات عسكرية وعمليات إرهابية، والوضع في العاصمة صنعاء مهدد بالانفجار.. ما قراءتكم لما يحدث؟
- عند قراءة المشهد الحالي، لابد من العودة إلى ما يسمى بالربيع العربي في بداية عام 2011م، والذي خطط له المخرج بالذهاب باليمن إلى الفوضى الخلاقة، حيث اتفقت عدد من القوى المختلفة في الرؤى والتوجهات على اسقاط النظام، وهم في حقيقة أمرهم مختلفون في أيديولوجياتهم وسياساتهم ومناهجهم، وحتى في طريقة رؤاهم وقناعاتهم عن النظام الذي يسعون إليه..
ولولا موقف الزعيم علي عبدالله صالح وقيادة المؤتمر الشعبي العام الحكيمة في اخراج البلد من الأزمة عبر المبادرة الخليجية، لكان الوضع أسوأ مما هو عليه اليوم..
ما يجري اليوم هو صراع بين شركاء الأمس، وخاصة ما جرى ويجري من سفك للدماء في محافظات (صعدة، عمران، الجوف)، وهو السيناريو نفسه عام 2011م أن يكون على مستوى اليمن كلها وليس في منطقة محددة، ابتداءً من العاصمة صنعاء.. ولكن وقوف الشرفاء واخراج المبادرة الخليجية حال دون تحقيق هذا السيناريو على اليمن كلها..
ومن خلال الأزمة التي شهدتها البلاد 2011م، نتج عنها حكومة ضعيفة، بل وفاشلة وفاسدة بكل ما تعني الكلمة.. إذ أن هذه الحكومة لم تشكل على معيار الكفاءة والنزاهة والخبرة، وإنما على المحاصصة الحزبية الضيقة وهو ما أوصل البلد إلى ما نحن عليه اليوم من فقدان للأمن والاستقرار والانهيار الاقتصادي..
♢ لكن المشكلة أن هذه الحالة تأتي وأنتم قد ذهبتم إلى مؤتمر الحوار، وكل طرف قد طرح كل ما عنده فيه وتم اقرار وثيقة الحوار.. فلماذا هذا الصراع الآن..؟!
- لأن المبيت غير ما تم الاتفاق عليه بين الاطراف المشاركة داخل مؤتمر الحوار.. الأطراف المختلفة هي التي تتقاتل اليوم.. وما كانوا يبيتونه لبعضهم البعض هو غير ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار.. وهم الآن يتصارعون من أجل الاستحواذ على قدر أكبر من كعكة السلطة.. الآن بعض القوى وتحديداً القوى المتمثلة بحزب الإصلاح وشركائه أقصوا الآخرين وشركاءهم في أزمة 2011م، ومن هنا دبّ الخلاف بينهم.
♢ الإصلاح أقصى شركاءه.. هل الحوثيون كانوا شركاء للإصلاح؟
- نعم كانوا شركاء في عام 2011م، وفي محاولتهم لإسقاط النظام، ودخلوا الساحات سوياً وبمشروع واحد ألاّ وهو إسقاط النظام..
♢ .. وهل ما يجري اليوم في صنعاء هو استكمال لذلك السيناريو الذي فشلوا فيه عام 2011م؟
- ما يجري في صنعاء اليوم لا يخص طائفة معينة ولا حزباً بعينه، ومن يعتقد أنه يخص الحوثيين فهو غلطان، فما يجري في صنعاء هو ثورة شعب جائع.. شعب عانى من الظلم خلال السنوات الثلاث الماضية.. عانى من الجوع والإقصاء إلى أن أتت «القشة» التي قصمت ظهر البعير، وهي الجرعة الأخيرة أو ما يسمى برفع الدعم عن المشتقات النفطية وارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير ومخيف ما جعل الناس يثورون ثورة صحيحة.. ثورة الجياع، وليست خاصة بأنصار الله، ولكنهم حقيقة هم من تبنوها، عندما اظهروا أنهم معارضون للجرعة، بينما عامة الشعب اليمني بكل أطيافه وقواه وشرائحه بما في ذلك «الإصلاح» أنفسهم، لكنهم يكابرون وتأخذهم العزة بالإثم.
♢ لكن هناك مبادرة مطروحة أقرتها كافة القوى كحل للأزمة.. لماذا لا يقبل بها أنصار الله..؟!
- عن أية مبادرة تتحدث.. الأمر لا يخص الحوثيين وأنصار الله، بل إن الحوثيين يعرفون أن أي تراجع عن إعادة النظر في رفع اسعار المشتقات النفطية، أو اعادة النظر في تخفيض اسعار الوقود 500 ريال أو 400 ريال أو أقل أو أكثر من ذلك بحيث لا يعيدون الأمور إلى ما كانت عليه.. ويقولون للشعب خلاص نام، فبمجرد موافقة الحوثيين على ذلك سيخسرون الشارع اليمني...
♢ إذاً كيف يمكن التعامل مع هذا الشارع.. ومن يمثله..؟
- يمثله كل مسئول وطني، وفي المقام الأول رئيس الجمهورية، فهو من يمثل الشعب ويجب عليه أن يستشعر ما يتعرض له الشعب من ضرر ومعاناة.. الشعب الآن يشكو من رفع اسعار الوقود.. وإذا كان هناك عقول واعية واقتصادية يجب أن يأخذوا بالاعتبار كل ما يجري من تجاوزات واخطاء اقتصادية، ومن نهب للأموال العامة وثروات الشعب، ومن فساد مالي وإداري..
فإذا ما اتخذت اجراءات ناجعة ولمس الشعب ان هناك خطوات صحيحة في هذا الاتجاه، سيهدأ.. ولكن الشعب حقيقةً مل من الوعود المتكررة والضحك عليه، مل من المسكنات التي كثيراً ما حقن بها..
♢ هل هذا يعني انه في حال قامت الحكومة أولاً بتجفيف منابع الفساد ثم ذهبت بعد ذلك الى الجرعة أن الشارع سيقبل بذلك..؟
- لو عملوا خطة اقتصادية متكاملة، واجلوا الجرعة لمدة شهر او شهرين حتى يتم وضع آلية لتجفيف منابع وبؤر الفساد وتشكيل حكومة كفاءات.. عندها ممكن ان يتحمل الشعب لفترة بسيطة.. لكن استمرار إطلاق الوعود قد ملها الشعب.. الشعب يريد خطوات عملية ملموسة.
♢ لكن الحكومة تقول انها ذهبت الى الجرعة مجبرة لامخيرة نتيجة ظروف وأوضاع اقتصادية صعبة.. ما تعليقكم؟
- أنا وعامة الناس نسأل لماذا سمحت هذه الحكومة للأوضاع ان تفرض نفسها علينا، وأين ذهبت مخصصات اموال دعم المانحين ولماذا اثقلوا الجهاز الاداري للدولة بوظائف وتجنيد أكثر من 200 ألف شخص ليضيفوا أعباءً على الموازنة العامة للدولة.. لو كانوا أغلقوا هذه الابواب التي يأتي منها الفساد، وابتكرها الفاسدون لنهب اموال الشعب.. لما اهتز الاقتصاد الوطني، ولما احتاجوا الى رفع سعر المشتقات النفطية..
♢ لماذا غاب عن القوى السياسية الحديث عن أبواب الفساد المشرعنة؟
- المشكلة انه في الوقت الحاضر كل حزب يستغل المزايدة السياسية من أجل مصلحته الشخصية والحزبية الضيقة، ولم ينظروا الى مصلحة الشعب.
♢ هل هو استغلال أم انهم مشاركون في هذا الفساد؟
- لا.. انه سوء استغلال.
♢ هناك من يتحدث ان السيناريو الذي يحدث اليوم في العاصمة هو نفسه الذي حدث في عمران، ما رأيكم..؟
- اذا كان ما يحدث اليوم في صنعاء هو صورة لما حدث في عمران، فمن اقر رفع الدعم عن المشتقات النفطية الذي بدوره زاد من معاناة وأعباء المواطن، يعتبر مشاركاً فيه ومخططاً له..
♢ ننتقل الى المواجهات الجارية الآن في محافظة الجوف.. أين محافظة مأرب منها.. وهل هي مرتبطة بالسيناريو..؟
- مايجري في الجوف هو صراع بين فئتين او جماعتين مختلفتين ايديولوجياً وفكرياً وسياسياً وعقائدياً وهو ما سبق ان حذرنا منه، وحذرت قيادات المؤتمر الشعبي العام من مخاطره في عام 2011م بأنه في حال استمرار حالة التسيب في البلاد، فإن الأوضاع ستذهب الى هذا الوضع المؤسف اليوم في الجوف، وهو صراع بين الحوثيين والاخوان المسلمين ممثلين بحزب الاصلاح.. وهذا ظاهر للعيان ولم يكن خافياً عن أحد، أي ان مايجري في محافظة الجوف هو صراع بين الإخوان المسلمين وأنصار الله.. حيث إن الإخوان المسلمين يريدون السيطرة على البلاد وعلى كافة مفاصل الدولة وإقصاء كل القوى السياسية، والحوثيون يريدون نفس الشيء ويسيرون في نفس السيناريو.. ولكنهم يستخدمون الحقيقة لتحقيق ذلك بخلاف الإخوان.. وليس مجاملة، فالحوثيون حتى الآن لم يبدر منهم مثل ما بدر من الإخوان المسلمين من إقصاء للآخرين، بينما الحوثيون يظهرون حتى اللحظة امكانية التعايش مع الآخرين..
♢ إذا كان ما يجري الآن في محافظة الجوف صراع طائفي أو حزبي.. أين أنت منه..؟!
- نحن موقفنا من موقف المؤتمر الشعبي العام وقياداته، ونقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف، ونحاول بذل الجهد لحقن الدماء وانتهاج مبدأ التعايش السلمي بين أبناء الوطن، وترك كل إنسان على معتقده، وهذا ما تضمنته مخرجات الحوار الوطني.. ولكن الصراع الدائر اليوم في الجوف هو صراع للسيطرة السياسية والاستحواذ السياسي، وطائفي في آنٍ.
♢ وأين دوركم كوجهاء وزعامات قبلية من هذا الصراع..؟
- الوجاهات والزعامات القبلية والعشائرية لم يعد لها الدور الفعال في أوساط أبناء المناطق والمجتمعات.. وإنما اصبح الطاغي في أوساط القبائل، الحزبية والانتماء الحزبي.. نحن كنا اليوم- السبت- في اجتماع خاص بمديريتي الوادي والمدينة بمأرب، وحاولنا اقناع من يذهبون للقتال في الجوف وفي مديرية مجزر من أبناء المديريتين للحد من توسع الخلاف والمواجهات المسلحة، إلاّ أنه مع الاسف محاولتنا باءت بالفشل فلم نستطع اقناع أولئك، خاصة من الإخوان في حزب الإصلاح الذين يصرون على الذهاب للقتال في الجوف وفي مديرية مجزر، بحجة أنها توجيهات تنظيمية حزبية، ولم يقبلوا نصيحتنا.
♢ هل تقتصر هذه النصيحة على الإصلاح دون الحوثيين؟
- عندنا في المديريتين «الوادي والمدينة» نسبة تواجد الحوثيين قليلة جداً، وليس بنفس مستوى تواجد الإصلاح..
وإذا استمرت المواجهات في محافظة الجوف بالطريقة التي عليها اليوم، فهذا ما يخيفنا ان تمتد وتصل الى محافظة مأرب.
♢ أنت كنتم عضواً في مؤتمر الحوار،.. ما الذي منع من تنفيذ ما أقررتموه والكل اليوم يطالب بتنفيذه؟
- مايجري هو أكبر معرقل لتنفيذ مخرجات الحوار فالخلاف القائم بين الاخوان المسلمين وانصار الله، من وجهة نظري هو السبب الرئيسي في عرقلة تنفيذها.
♢ لكن من ضمن مطالب الحوثيين الآن تنفيذ مخرجات الحوار..؟
- كل من يقوم بأي اختلالات أمنية في البلد هو معرقل لتنفيذ مخرجات الحوار.
♢ ما توقعاتك لتجاوز هذه الأزمة والظرف الحرج؟
- اتمنى ان نخرج من هذه الأزمة بما يعيد للمواطن اليمني كرامته وتوفير العيش الكريم.
♢ هل يمكن للرئيس هادي تجاوز هذه المرحلة؟
- نسأل الله بأن يوفقه على تجاوزها..
♢ هل نستطيع القول إن جريمة النفق تأتي في نفس السيناريو..؟
- جريمة النفق تأتي امتداداً لجريمة تفجير مسجد دار الرئاسة..
♢ هل يعني هذا أن الصراع لايزال قائماً، ولم ينتهِ بتسليم السلطة..؟
- نعم، فخصوم المؤتمر الشعبي العام لايزالون يحملون له الحقد والضغينة منذ 2011م.
♢ كيف تجد الاتهامات الموجهة للمؤتمر بدعم الحوثيين؟
- المؤتمر دائماً متهم من قبل الآخرين، وتوجه له بسبب ضعف أولئك الآخرين الذين لا يجدون ملاذاً إلاّ أن يتهموا المؤتمر ويحملوه اخطاءهم، حيث يجعلونه شماعة لسلبياتهم وقصورهم السياسي.
♢ قضية لم نسألك عنها وتريد طرحها؟
- أتمنى من اعضاء المؤتمر الشعبي العام ان يظلوا على مواقفهم ويتمسكوا بسياسة المؤتمر، وهي الوسطية والاعتدال، والحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وألاّ ينجروا وراء الزوابع.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40221.htm