الإثنين, 08-سبتمبر-2014
الميثاق نت -   أ. محمد قاسم الأخفش -
كشمر يهرعش.. وعمرو معد بن يكرب الزبيدي وككل عظماء التاريخ، يظل علي عبدالله صالح ابن الريف اليمني النقي من كل الشوائب..
يظل علي عبدالله صالح مخلوقاً غير عادي ونبتاً وطنياً غادق الثمار ومزهر الأوراق.
يظل علي عبدالله صالح نموذجاً غير متكرر في القضايا الوطنية.. ويصنف بأنه نبت دائم الاخضرار متجدد العطاء لا تقتلعه عاصفة الشتاء ولا تجرفه فيضانات الصيف.
انه ربيع دائم وأريجه الريفي إلى كل أنف يمني ويستنشق عبيره كل مناضل..
رأس علي عبدالله صالح مبني من جداول اليمن وعظمته مستمدة من كونه هامة يمنية منحوتة من صلب التاريخ.
وجسده الممتلئ بالأحلام الوطنية، إنما هو تكوين من تراب الوطن اليمني العظيم الذي لايقبل الضيم.
هذا القادم من جوف الأرض، اليمنية التي كحل عيونه بجبالها، وغنج الصحراء الممتدة من الطرف الأول إلى الطرف الآخر.
علي عبدالله صالح تكون في بيئة بسيطة ومنها تعلم الحياة.. فنام يقظاً.. ومشى حافياً.. وامتلأت رئتيه بأريج الوطن.. وتعلم الخطوات الأولى نحو القمم، فكان جديراً بتذلل السهول والجبال التي أدمت قدميه لطموحاته وآماله..
إن هذا الطالع بعنفوان وطني، إنما هو نتاج عجين مخصب بشموخ البلاد.. ومعتنقاً كرامتها ومؤمناً حد الثمالة بتبوُّؤ وطنه المركز الأول بين كل الأوطان..
علي عبدالله صالح الخارق للمألوف هجر منزله البسيط في إحدى قرى سنحان ليبني قرى ومدناً للآخرين، وينشئ عالماً يمنياً بلا حدود، فكانت بصماته في كل «زوة» في الوطن، وكان سياجاً منيعاً ضد كل الاستعلاء على الوطن..
إننا كأبناء لهذا الوطن نحب قامتنا وهامتنا الوطنية الممثلة في شخص قائدنا علي عبدالله صالح. هذا الذي لايعرف الحقد، ولم يتلوث تاريخه بالمآسي التي مارسها غيره من الزعماء الذين أهوتهم الأيديولوجيات، فكانوا دكتاتوريين برتب عالية، وكانوا ظالمين باسم الوطنية، وكانوا حزبيين لأجل الحزب.. كان ابن البادية علي عبدالله صالح يرسم خارطته لليمن الموحد.
آخذاً بيد اليمن صوب المعالي، ومعيداً لها شخصيتها واعتبارها..
فمن منا يشبه هذا القائد!!؟
ومن منا قادر على شغل مكانه وشغر مكانته!!؟
ومن منا قادر على التسامح مثله!!؟
وهل نحن قادرون على حبس الذات مثله!!؟
وهل يمكن أن نكتسب من خصاله الجمة ولو القليل..؟
وحده علي عبدالله صالح لا يحمل الضغائن والأحقاد.
ورغم ما مورس ضده من غدر وخيانة وخداع إلاّ أنه لم يؤذ أحداً، ولم يسجن أحداً ولم يخون أحداً..
فجعل الناس سواسية في المواطنة والمسئولية، وحمل ذمة الجميع عهداً عالقاً اسمها «اليمن».. وكل يختار ما يشاء من بند الخيانة، أو الوطنية.
فكان علي عبدالله صالح صمام الأمان في العصر الحديث، إذ وهب نفسه لجملة إشكالات عالقة على ذمة الإستعمار والإمامة والايديولوجيات المتهورة، المستوردة.. فوضع نفسه بين ثلاثة أفكاك مفترسة، لاترحم ولا تقبل الحوار أو الديمقراطية.. وكأنه فدائي يود لو تتقاسم أوصاله الثلاث القاتلات : الاستعمار، والإمامة، والإيديولوجية المكتسبة لتبقى اليمن موحدة أبدياً.. وكلهن ثلاث قاتلات لاينجو منهن إلاّ من كان محصناً بمصل التربة اليمنية والوحدة المباركة المعتملة في جسد الإنسان الذي لايقبل الأمراض أو الأوبئة..
إن علي عبدالله صالح تعامل مع كل العصاة لهذا الوطن ومع ذلك منحهم فرصة الاعتذار للوطن وليس لعلي عبدالله صالح..
إلى جانب ذلك فقد فتح ذراعه الوطني لكل الفئات الضالة.. لعل وعسى أن تستمتع بأجواء السماحة التي أعلنها رجل مقتدر مثل هذا الذي لايقبل الشوائب في جسده، مثله مثل وادٍ كبير ينتج الخير ويقاوم الجرذان..
هكذا أتى هذا القائد وجاءت معه كل بوادر الخير والسعد.. فكان موحداً.. وصار زعيماً بعد أن طهر أرضه من القوارض.. ونقى تربته من شوائب الأرضة والإنقسامات.. وبنى سدوده كي يقهر التصحر..
واستخرج النفط كي لايتوقف أي منا عند نقطة تخلف تعيق مسيرتنا.
علي عبدالله صالح حالة استثنائية وصدفة تاريخية قلَّما تتكرر، كونها قاومت كل أحداث وغثاثات الزمن المر «الزمن الأليم» الذي لايسمح بنشوء مثل هذا القائد..
لعلي عبدالله صالح ذلك الوهج الوطني الذي اختطه كي يقاوم التخلف..
وله وحده حرية المساحة المتاحة للرجال الوطنيين ممن أحبوا وطنهم.
فصمدوا مستبسلين في كل ميدان كي يقارعوا الظلام ويهزموا الانفصال.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40222.htm