الميثاق نت - تشهد العاصمة صنعاء حالة توتر وقلق شعبي غير مسبوق، جراء استمرار تدفق المسلحين، وعدم نجاح المفاوضات مع جماعة الحوثي سواءً من اللجنة الرئاسية أوغيرها.. ووصول الخلاف الى اقصى مدى، فيما تنتاب السكان مخاوف من امكانية الدخول في مواجهات مسلحة بين الجانبين..
تسارع الأحداث بهذا الشكل المخيف برفع درجة الجاهزية واعلان حالة التأهب والاستعداد للجيش، وما يقابله من رفض رفع مخيمات الاعتصام داخل وخارج العاصمة. اضافة الى حالة المد والجزر بين الطرفين وعدم الوصول الى اتفاق يقضي الى حل الازمة يجعل من العاصمة صنعاء خاصة والبلد عامة تنام بعين واحدة على فوهة بركان مليء بالخلافات والنزعات الطائفية والحزبية، ورغبات الانتقام او السيطرة والالغاء اضافة الى الاحقاد الدفينة تحت الرماد.. .. حول ذلك «الميثاق» استطلعت آراء عدد من سكان العاصمة.. فإلى الحصيلة:
استطلاع/ محمد احمد الكامل
إبراهيم الأموي قال: إن ما يجري في العاصمة في الوقت الراهن يعيد إلى أذهاننا أزمة 2011م عندما كانت صنعاء منقسمة إلى قسمين ولكن ما يهمنا هو العمل على معالجة المشكلة قبل أن تزداد تعقيداً..
وأضاف: إن مطلب جماعة الحوثي حين خرجوا إلى الشارع بحسب مزاعمهم هي إسقاط للجرعة واقالة الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار، يذكرنا بسيناريو عمران عندما دخلوا عمران كان مطلبهم الاول اسقاط المحافظ ونقل اللواء310 ولكن دون جدوى وازدادت المشكلة تعقيداً حتى حصل ما حصل..
وأضاف: ان الحل بيد القيادة السياسية ممثلة برئاسة الدولة وكافة الأحزاب والتنظيمات السياسية وجماعة الحوثي الجميع عليهم تقديم التنازلات من أجل الوطن، كما أن على الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني أن تعمل لخدمة الوطن وتجنيبه الانزلاق في أتون حرب أهلية مدمرة..
أما شاكر عبداللطيف- تربوي- فقال: صراحة هناك فرز طائفي خطير وصراع اقليمي يدور في اليمن.. ونلمس أن لا أحد يريد تحكيم العقل والمنطق، كما ان استدعاء انصار الله لمناصريه يظهر ان الحل السياسي وصل الى الانسداد وان الامور تتجه الى الانهيار..
داعياً جميع الاطراف في الساحة إلى تغليب المصلحة الوطنية اولاً على حساب المصالح الشخصية والحزبية والطائفية..
ورأى أنه ينبغي العودة الى مؤتمر الحوار اي استدعاء اعضاء مؤتمر الحوار واعادة مناقشة جميع القضايا موقع الخلاف ويتم اتخاذ حلول جذرية لها وباسرع وقت ممكن على ان يتم ايقاف التوتر ليتم ايجاد حلول بعيدة عن الضغوط..
فيما تحدث محمد الداهية- ناشط وإعلامي- قائلاً: إن فتيل الفتنة بيدي طرفي النزاع وفي اليد الاخرى لكل منهما النار التي ستفجر الوضع في البلاد..
وأضاف: لن تكون حرباً أهلية بقدر ما ستكون طائفية ومذهبية وبالذات بعد الحديث عن دخول جماعات القاعدة الى صنعاء..
رسالتي الى هذه القوى المتصارعة اذا لا سمح الله وقعت الكارثة فالجميع مسؤول عن كل ما سيحدث والكل تاجر بهذا الوطن واسترخص حياة ابنائه ولن يغفر لهم التاريخ وستحاكمهم الاجيال مثلما حاكمت من سبقهم..
ورأى الداهية أن اسقاط الحكومة واجب وضرورة ملحة ان لم يكن محاسبتها وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واجب أيضا ولا تراجع عنه امامسألة الجرعة اذا لم توجد الرؤية السليمة التي تضمن عدم وقوع الانهيار الاقتصادي في اليمن فنشكر جهود الدولة على تخفيضها 500 ريال من سعر البنزين اقصد انا مع اسقاط الجرعة نهائيا اذا ما توافرت الحلول الضامنة لاقتصاد البلد مالم فتعتبر معالجة ضرورية يجب القبول بها.
مختتماً: إن شريعة السماء وكل مبادئ وقيم الانسانية على الرئيس هادي وانصار الله تقديم التنازلات مهما كانت طالما فيها الحفاظ على دماء الناس وأرواحهم.
وقال مفتاح الزوبة: اضطراب الوضع السياسي والأمني في العاصمة مع إقرار حكومة الوفاق رفع الدعم عن المشتقات النفطية وتبني جماعة الحوثيين تلك المطالب الثلاثة التي ينشدون تحقيقها. يثير القلق في الشارع مع توافد مجاميع مسلحة على مداخل العاصمة في ما يشبه محاولة إحكام الطوق على شرايين حياتها.
وأضاف: الإجراءات التصعيدية التي يمارسها الحوثيون داخل العاصمة لم تتعد خطوط السلمية حتى الآن، بل هي السمة الأبرز وإن شابتها بعض الاختلالات مثل قطع شوارع رئيسة لبعض الوقت. هناك تحديات حقيقية قد نواجهها في الأيام القليلة القادمة إذا ما استمر الجميع متمترسين خلف اشتراطاتهم ومواقفهم وسيخرج الوضع عن السيطرة.
وأدعو القيادة السياسية والحكومة إلى التعاطي البنّاء مع مطالب فئة من الشعب ترى أنها مطالب حقوقية، وأدعو جماعة الحوثيين إلى النظر بعين الاعتبار للوضع السياسي والأمني والاقتصادي الحساس الذي تعيشه البلاد والتي لن تتحمل أي توتر آخر. كما أدعو قوات الأمن إلى اليقظة الشديدة وضبط النفس لكي لا تحدث مصادمات تكون ذريعة لما لا تحمد عقباه.
وأحث الجميع على أن الجلوس على طاولة الحوار هو الحل الأنسب للمشكلة..
|