الإثنين, 22-سبتمبر-2014
الميثاق نت -   مطهر الاشموري -
لايمكن لأحد وبعد ثلاث سنوات أن يتحدث عن أحداث 2014م كمظاهرات أو ثورة كما تسمى بشيء مما يتحدث به الآن عن مظاهرات 2011م.
مظاهرات 2014م هي حقيقية وواقعية شعبية وهي محددة في ثلاثة مطالب يصعب فيها الزور والتزوير ولا تسمح أو تتيح حتى لتخريجات شهادات زور .
هذه المظاهرات تطالب بتغيير الحكومة حتى وإن جاء الإسقاط في شعار أنها وهي لا تريد أن تكون بديلا ولا تفرض بديلاً ولكنها تشترط الكفاءة والافضلية في البديل.
الاخوان هم الطرف الذي استعمل القوة العسكرية المنشقة اخوانياً والمليشاوية والقاعدية للسيطرة على حلم الشباب عام 2011م.. فيما انصارالله بالمقابل هو الطرف القوي الذي احتاجه المواطنون ليقود عام 2014م رفضهم للجرعة.
بعد عامين أو ثلاثة سيكون الواقع والوقائع أوضح في المقارنة بين الاخوان وأنصار الله ومن خلال وقائع تعامل هذا الطرف لعامين مقبلين أو ثلاثة.
لو لم تقر الجرعة بأعلى معدل في التاريخ 1500ريال وبأعلى سقف تاريخي أيضا 4000ريال ماكان الشعب ليخرج مهما دعا الحوثي أو غيره لتظاهرات، ولذلك فالعامل الداخلي وراء مظاهرات 2014م واضح وقوي التأثير بما لم يكن في 2011م.
فالتأثير في مظاهرات 2011م كان للعامل الخارجي أكثر منه للعامل الداخلي فيما التأثير في مظاهرات 2014م هو بشكل أساسي وكبير وشبه كامل للعامل الداخلي.
اليمن وهي البلد الجار للسعودية لم تستطع دورة المد القومي وتدخل مصر عبدالناصر أن تحسم حتى الوصول لحل فيه تسليم بالتأثير الأقوى للسعودية، ولذلك فالحديث عن تأثير لإيران هو في إطار ألعاب وألاعيب سياسية صراعية عادةً ماتستعملها أطراف وأطياف ولكن اليمن ليست لبنان كواقع واستجابات وكتنوع وممانعة.
ولذلك فإن الحوثي «أنصارالله» لا يستطيع أن يكون حزب الله في علاقة الفكر والمذهب أو مستوى التبعية السياسية حتى لو أراد لأنه لو سار في ذلك لرفض ولفظ واقعياً وشعبياً، ولذلك فإيران يحتاج اليها في الاستعمال الخارجي فيما يعاد إلى الإمامة الماضوية في اليمن في الاستعمال الداخلي من إدراك للواقع وفي الواقع بمحدودية الحضور والتأثير الإيراني.
وبغض النظر عن كون الشعارات"الخمينية" المفروض أن كل طرف وفي هذه الأحداث والصراعات وله خطاب سياسي إعلامي يوظف الأحداث والتحليلات والأخبار والتقارير لصالحه كموقف في الحدث وموقف صراع، المفروض أن كل طرف يمارس تحليلات ودراسات معمقة أبعد وأدق تستوعب ما أمكن المستجدات المحتملة والمستقبلية وبناء وتبني مواقف على ضوئها بحيث لا تتحول مواقف طرف إلى اهتزازات واضطرابات وتقلبات مضحكة ويصبح طرفاً فيما يمارسه ينقلب على مواقفه قبل عام أو أعوام.
المؤتمر الشعبي العام تأسس عام 1982م بعد انتهاء فترة المد القومي وبعد اتفاق سلام مع اسرائيل وثورة إيران التي جاءت منها الحرب العراقية -الإيرانية وفي موازاتها جهاد افغانستان.
المؤتمر من هذا التموضع للصراع العالمي"غرب وشرق"والاقليمي والمحلي سار في خيارات اعتدال فوق وأبعد من المنظور، وهذا الاعتدال جسده في الموقف والتعامل مع مظاهرات 2011م الداخلية ومع المحطة الأميركية المؤخونة ذاتها 2011م.
أكثر من ذلك فالمؤتمر بعد ذلك وفي الفترة الانتقالية كتطبيق للمبادرة الخليجية ما وصفه خصوم المؤتمر دور النباح وكأنه لانصيب له في حكومة الوفاق ولاحضور في أفعال وتفعيل الواقع.
حتى لو أن المؤتمر أراد هذا الخيار مرحلياً أو تكتيكياً فإنه لا يستطيع اي طرف التعامل بمثل هذا الخيار أو السير فيه إلا من اعتدال راسخ وترسخ في حياة وفكر وتفكير هذا الطرف.
فالمحايد والمنصف حتى وإن تقاطع أو اختلف مع المؤتمر يحس انه طرف فوق أن يقاس أو يقارن بمواقف أطراف أخرى في مظاهرات 2011م أو مظاهرات 2014م.
المؤتمر لم يكن مع موقف وتفويج الجهاد إلى افغانستان ولكن وضعه والواقع العام لم يكن يسمح له بأن يمنع فمارس موقفه بالسقف الذي لايجعله يصطدم بالمباشرة بالاخوان وهو اصطدام بثقل أقليمى عالمي سيفضي إلى مشكلة أكبر.
المؤتمر خلال الفترة الماضية لم يكن بمقدوره منع الاخوان من قطع الطرق والقتل فيها والاحتجاز منها.
فإذا المؤتمر بعد 2011م لم يعد مع الاخوان كما ليس هو مع أنصار الله، فلا يحق لطرف منهما إجبار المؤتمر على موقف كما يريد في مساراته وخياراته الصراعية، وبالتالي فالمفترض أن يعوا بداهة أن محطتهم الأميركية المؤخونة 2011م هي التي أحدثت التفعيل للصراعات الدينية أو من مرجعيتها ولذلك انعكاسات على المواقف والسياسات الاقليمية.. وإلا فما الذي تعلموه من جهاد افغانستان حتى جهاد سوريا؟!

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40394.htm