الإثنين, 22-سبتمبر-2014
الميثاق نت -   إقبال علي عبدالله -
نجدها فرصة وإن كانت الأخيرة لدعوة كافة أطراف الصراع الجاري حالياً في العاصمة صنعاء تحديداً، إلى استيعاب دروس وخطورة المرحلة الراهنة التي يمر بها اليمن والذي يحتفل بالعيد الثاني والخمسين لثورة الشعب المجيدة.. ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م التي أطاحت بالحكم الإمامي الكهنوتي والعمل على إعادة اليمن إلى ما كانت تعرف بالسعيدة.. أقول ونحن نستعد للاحتفال بعيد الثورة علينا الإدراك إن ما يحدث الآن من صراع في صنعاء يعيد اليمن إلى مربع الصفر ويجعل العاصمة على صفيح ساخن بعد إعادة تحقيق وحدته المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م الوحدة التي كانت واحدة من أبرز أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر .. لقد استطاع الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام وفي وقت مبكر بعد تحقيقه الوحدة من كشف مخطط التآمر الخارجي على اليمن، ولعلنا جميعاً نتذكر ما قاله الزعيم وحذر منه في الكثير من لقاءاته وخطبه وحتى في المؤتمرات العربية والدولية ولقائه بالزعماء والقادة وآخرين.. ومع حلول عيد الثورة السبتمبرية أجد صعوبة بالغة في الحديث عن انجازات الثورة التي تعود في مجملها لقيادة الزعيم علي عبدالله صالح للوطن خلال الثلاثة العقود التي سبقت قراره الحكيم. بتسليم السلطة طواعية للمناضل عبدربه منصور هادي النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام الذي يواجه اليوم جبالاً من التحديات وسيلاً من العراقيل بهدف إفشال المرحلة الانتقالية .. أقول إنني أجد صعوبة في الحديث عن ذكرى الثورة التي نشاهدها اليوم تذوب وتأكل منجزاتها وأهدافها السامية النيران.. نشاهد أن الحوار لم يعد له موقع في مشهدنا وحياتنا السياسية بل لغة السلاح والتعصب من والتشددات المذهبية التي وفدت إلينا في السنوات القليلة الماضية وكأننا شعب لا نعرف الإسلام وكأن الإسلام هو لغة العنف والكراهية ورفض الآخر.
إن ما يمر به الوطن من أزمة تعد هي الأخطر منذ الثورة السبتمبرية المجيدة، حلها المناسب لابد أن يراعي خصوصية اليمن وعادات وتقاليد شعبنا.. لذلك نقول ونؤكد بأن الحل هو الاصطفاف والتمسك بأهداف ومبادئ الثورة السبتمبرية والاستشهاد بالمنجزات العظيمة التي حققها الشعب.. الحل هو العودة إلى منطق الحوار وليس عيباً التنازل إن كان في صالح اليمن.. وترك التمترس خلف الأجندة الخارجية .. نحن لدينا القدرة على حل مشاكلنا والجلوس جنباً إلى جنب مع الآخرين الذين نختلف معهم ولدينا القدرة على الحوار بدلاً من لغة السلاح.. صدقونا إن الوطن أزمته فينا ونحن وحدنا كشعب أمامنا تجاوز هذه الأزمة خاصة وإن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتحديداً منذ افتعال أزمة عام 2011م وظهور حكومة فاشلة هي سبب رئيسي وراء كل أزمات البلاد.. الأوضاع الاقتصادية التي تهدد بكارثة لن نجد لها حلاً إلا إذا لجأنا كما هو حالنا اليوم إلى الشحت وطلب المزيد من المساعدات الخارجية هذا خلافاً إلى الأوضاع الأمنية التي تزداد تردياً يوماً بعد آخر في كل أنحاء الوطن ووصلت اليوم إلى قلب العاصمة صنعاء.. وكذلك تدني الخدمات الاجتماعية للسكان واستمرار تزايد المعاناة من انقطاع الكهرباء والمياه وانعدام الخدمات الصحية وضعف التعليم الذي وكما تشير كل المعطيات إلى أن التعليم في بلادنا سينتج جيلاً فاشلاً متمرداً على الواقع.. كل هذا والكثير هو حديثنا اليوم عن الثورة السبتمبرية المجيدة لنتدارك الموقف الصعب ونسموا فوق كل الصعاب من اجل الوطن الذي ننتمي إليه أمام العالم واليوم هناك من يتعامل معه كعصابة إرهابيين .. الوطن أمانة في أعناقنا جميعاً.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:26 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40402.htm