كلمةالميثاق -
يحتفل الوطن والشعب بالعيد الـ52 لثورته المباركة 26سبتمبر، والتي مثل قيامها ضد التخلف والاستبداد وما ارتبط به من جهل وفقر ومرض ومن ظلم وطغيان لحظة فارقة في تاريخ اليمن واليمنيين المعاصر ليجسد هذا اليوم حلمهم وآمالهم وتطلعاتهم في وطن يتسع لكل أبنائه.. وطن خالٍ من كل أشكال نعرات الماضي المناطقية والطائفية والمذهبية والعنصرية..
لذا هب ّأبناء الشعب اليمني على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم للدفاع عن ثورة سبتمبر والتصدي لفلول النظام الإمامي والقوى الخارجية التي قدمت لهم مساندة ودعماً لا محدوداً، لكنهم هُزموا أمام إرادة الشعب اليمني الذي انتصر لثورته ونظامه الجمهوري، مقدماً تضحيات جساماً وقوافل الشهداء، صانعاً فجراً جديداً اتسعت آفاقه وفضاءاته بالانطلاق صوب البناء والتنمية، محققاً انجازات ومكاسب وطنية سياسية واقتصادية ديمقراطية وتنموية وخدمية كبرى أعادته إلى سياقه الحضاري الإنساني الصحيح.
لقد واجهت الثورة اليمنية «26سبتمبر و14 أكتوبر» المجيدة تحديات وأخطاراً تعود بأسبابها وعواملها الى أوضاع وظروف موضوعية وذاتية لاسيما في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لكن شعبنا استطاع الخروج منها وتجاوزها بعد أن تحمل مسئولية قيادة الوطن الزعيم علي عبدالله صالح، ليأتي قيام المؤتمر الشعبي العام في عام 1982م نقطة تحول نوعي في مسيرة الثورة، محدثاً تغييرات عميقة على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني والثقافي عبرت عنها المنجزات التي تجلت في شتى الجوانب واعظمها تحويل حلم الشعب إلى واقع بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو الأغر 1990م، ورديفها الديمقراطية والتعددية بما تعنيه من حرية التعبير والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان.
وهنا لا يمكن أن نتجاهل- ونحن نحتفل بمرور 52 عاماً لثورة 26 سبتمبر الخالدة- ما يعيشه الوطن اليمني من صعوبات بالغة التعقيد والدقة والحساسية والتي تكاد أن تؤدي بكل ما حققه الشعب اليمني طوال هذه المسيرة من المكاسب والانجازات التاريخية في كافة المجالات جراء إصرار بعض القوى على استبدال الطريق السياسي الديمقراطي السلمي بالعنف والصراع المسلح والاحتراب، والذي إن استمر سوف يدفع بالوطن وأبنائه وما حققوه طوال أكثر من خمسة عقود إلى هاوية الفرقة والتمزق والفوضى والخراب والدمار.
في ظل هذا كله يجد المؤتمر الشعبي العام نفسه يقف في وجه هذه الأطراف التي لا تدرك مغبة ما تقوم به, متبعاً وسائل الحوار لتحقيق اتفاق وتوافق ينتصر للثورة اليمنية ولحاضر ومستقبل أجيال سبتمبر وأكتوبر و22مايو العظيم.