الجمعة, 26-سبتمبر-2014
إستطلاع/ عبدالكريم المدي -
حذر عدد من الأدباء والكتاب والمثقفين من التحديات الحقيقية التي تواجه ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين خلال الفترة الأخيرة والتي لا يستطيع أي شخص إغفالها، أو التعامي عنها.
مؤكدين في أحاديث لصحيفة لـ«الميثاق» بأن ثورتيّ سبتمبرواكتوبر تمرّ اليوم بأصعب المراحل والتحديات في تاريخها وربما إنها بمستوى التحدي والمؤامرة التي تعرضت لها ثورة سبتمبرفي العام 1967 والحصار المطبق على العاصمة صنعاء الذي دام (70) يوماً.. معبرين عن أسفهم البالغ بسبب تزامن هذا التحدي للثورة والجمهورية والوحدة مع احتفال شعبنا بالعيد الـ(52) لانتصار الثورة.. مشيرين إلى إنه وبتكاتف القوى الوطنية الحية والشريفة وكل أبناء الوطن وفي مقدمتهم الأدباء والكتاب والمثقفون والأكاديميون والشباب وغيرهم ستتجاوز الثورة المباركة محنة هذا التحدي وسيتجاوز الشعب اليمني أي أخطارمهما بلغت قوتها ومهما كانت الغيمة في سماء الوطن داكنة.
يجب التعامل مع المخاوف على الجمهورية بجدية
قال الكاتب والأديب/ عبدالكريم سالم بن قبلان- رئيس المنتدى الثقافي لأبناء محافظة سقطرى: لقد تجاوزت ثورة سبتمبر وكذلك أكتوبر تحديات خطيرة، فقد سبق أن مرت الثورة اليمنية بكثير من المنعطفات والإشكالات التي هدفت لعرقلة مسيرتها أو الإرتداد عليها.. واليوم - في ظنّي- إنها تواجه تحديات حقيقية ومؤثرة ، تتطلب التآزر والصبر والحكمة والهمة من قبل كل شخص يؤمن بالثورة وأهدافها وقيمها الخالدة.
وقال: سيتم إشعال، الشمعة الـ(52) من عمر الثورة السبتمبرية وسط كم كبير من التحديات والمخاوف والتحولات العميقة في المشهد السياسي اليمني وهذه التحولات وما يصاحبها من أخبار وتسريبات ومخاوف على الثورة والنظام الجمهوري ، يجب أن يأخذها الجميع بمحمل الجد، سيما طلائع الادباء والمثقفين والكتاب والفنانيين والأكاديميين، لأن مسئولية الدفاع عن الثورة هي جماعية وتحديدا على الشرائح المثقفة والقادرة على إيصال رسائل التنوير والثورة والوعي للناس بأسلوب علمي هادف.
واضاف: ما يؤسف له حقا هو أن تأتي الذكرى الـ(52) لثورة سبتمبر وبلادنا تمر بهذه الحالة الصعبة، حيث نجد أن الحماس والاهتمام مفقود، الناس اليوم وخاصة في صنعاء يعيشون وضعاً نفسياً صعباً جداً، فالأوضاع فيها كانت قاب قوسين أو ادنى من الإنفجار، العسكري، وبالتالي، الكل الآن مطالب ، بإعادة الأمل إلى نفوس الناس والتذكير بقيم الثورة وما قدمته لليمنيين على مستوى الحريات والتعليم ، وغيرها.
الأدباء مطالبون بحماية الثورة
قال الأديب والإعلامي/ صالح سالم عُمير- عضو قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بمحافظة حضرموت: الثورة السبتمبرية الأم، الثورة الغاية، الثورة المجد ثورة 26 سبتمبر لا شك إنها تمر بتحديات صعبة، وفي العيد الـ52 لانتصارها، يجب أن يعترف الجميع وفي المقدمة المثقف اليمني وتحديداً مثقفي العاصمة صنعاء، ولا يكفي الاعتراف بالمشكلة ، بل يفترض أن يتزامن معه البحث عن حلول وتشكيل حاجز وحصن منيع يقي الثورة السبتمبرية والأكتوبرية من أي تأثيرات وتحديات ومؤامرات قد تسعى لإجهاض مسيرتها وتحويل اشراقتها في النفوس إلى عتمة وإحباط.
كنا نتمنى أن يأتي الإحتفال بهذه المناسبة الوطنية وصنعاء مزدهرة بالأفراح والليالي الملاح- كما يقولون- لكن يأتي الإحتفال اليوم تقريباً وصنعاء تغطُّ بالمسلحين وبغياب شبه كامل للجيش ولتشكيلاته الاستعراضية بهذه المناسبة أقول هذا الكلام بكل ألم، لكن هذه هي الحقيقة.
ومع هذا لا يمكن القول إن الثورة السبتمبرية والأكتوبرية في طريقها للزوال- لا سمح الله- لأن هذا في ظنّي أمر ليس من السهل تمريره، إذا لم نقل إن تمريره مستحيل، لكن الوضع صعب ومتعب والثورة وأبناؤها يعانون من جملة من المصاعب والآلام.. التي تستوجب بالمثقفين والكتاب والأدباء والشعراء، تبني خطاب ثوري، توعوي إرشادي، يعيد للناس الأمل والثقة بالثورة ويرمم النفوس ويتصدى لأي ممارسات مضرّة بالثورة، سواء كانت بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وسواء كانت مقصودة أم غير مقصودة ، وعلينا أن نتذكّر الأدوار الكبرى والمشهودة للأدباء والمثقفين في شمال الوطن وجنوبه وما قاموا به في ستينيات وسبعينيات وتسعينيات القرن المنصرم في مختلف جوانب الحياة وفي مقدمتها التوعية بالثورة والوحدة والشراكة والتعايش والحرية.
واليوم يمكن القول إن الأدباء والكتاب وغيرهم من المثقفين والمتنورين معنيون بالإضطلاع بالدور المناط بهم والذي يليق بهم في الحفاظ على الثورة اليمنية..
الثورة ستظل السعادة والأغنية والأنشودة والإنجازات
الشاعر/ صادق الهبوب- المسئول الثقافي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين- صنعاء، تحدث بالمناسبة قائلاً: تأتي ذكرى الثورة اليمنية المباركة 26 سبتمبر و14 أكتوبر وسط كم كبير من التحديات، التي لا نبالغ إذا ما قلنا إنها تحديات وجودية، لكن لن نكون متشائمين اكثر ودعنا نقول تحديات صعبة جدا ، هي بحاجة حقيقة لإدراك الجميع لها والتعاطي المسئول والحكيم معها، وفي ظني إن الأدباء والكتاب ومعهم الإعلام بكل وسائله يتحملون مسئولية كبيرة في تبصيرالناس بأهمية الدفاع المعنوي والمادي والوجودي والأخلاقي والإنساني والوطني عن الثورة ورمزيتها وقيمها وقيمتها ومعانيها في نفوس الناس كافة ، الثورة التي كانت هي القصيدة الشعرية وهي الأغنية الوطنية وهي الزامل وهي الرقص وهي البرع وهي الفلكلور، هي الأمل، لا أنسى أبداً الإحتفالات والأهازيج التي كانت تقام في ميدان التحرير وفي كل الميادين والمحافظات والمديريات كلما هلّت علينا ذكرى الثورة المجيدة سبتمبر وأكتوبر، لقد أرتبطت الثورة بكل الأشياء الجميلة والإنجازات في حياتنا ، حيث أرتبطت بإفتتاح المشاريع الكبيرة والصغيرة على مستوى العاصمة والمحافظات، وأرتبطت بالمنهج المدرسي وأرتبطت بالألعاب الرياضية وباسماء كثير من الإنجازات والمشاريع والمنشآت.
الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر تواجه اليوم تحديات وهذا اعتراف منا بذلك، ولكن لا يكفي الاعتراف مطلقاً، فلابد من أن يكون مصحوباً بثورة وجدانية وفكرية وثقافية وإبداعية، لابد ما يعيد كل يمني شريف وكل مبدع للثورة وهجها وقدسيتها وبريقها في نفسه وعالمه ومحيطه.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40440.htm