الجمعة, 26-سبتمبر-2014
الميثاق نت -  إقبال علي عبدالله -
عندما طلب مني الأستاذ العزيز محمد أنعم رئيس التحرير أن أكتب عن الذكرى الثانية والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، وذلك لنشرها في العدد المكرس من صحيفة «الميثاق».. أقول عندما طلب مني ذلك ونحن في هذه الظروف الاستثنائية التي شهدتها ومازالت تشهدها البلاد.. ظروف الأزمة التي نعتقد انها انفرجت.. فكرت طويلاً عماذا أكتب؟! عن المنجزات التي تحققت في سفر الثورة السبتمبرية في زمن الزعيم علي عبدالله صالح وهي منجزات تخطت الزمن واخرجت اليمن من عصر التخلف والمرض والجوع.. زمن الحكم الامامي الكهنوتي الذي دكت منجزات الثورة التي حققها الزعيم علي عبدالله صالح جدران ذلك الزمن الذي عانى منه شعبنا كل صنوف العبودية والكهنوتية.. أم أكتب عن الأزمة التي ادعت الأجهزة الحكومية الرسمية انها انفرجت وفي الواقع مازالت تنخر في جسد الوطن.. الحقيقة ان الاحتفال هذا العام بعيد الثورة يملؤه الكثير من الخوف والقلق على المنجزات العظيمة والجبارة التي تحققت ومنها وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو من عام 1990م .. لأن الواقع اليوم يتحدث عن ان الثورة التي اذهلت العالم تواجه مؤامرة وبكل صدق نقولها انها خارجية هدفت وتهدف إلى رسم خارطة جديدة للوطن من أهدافها اعادة تقسيمه إلى دويلات تتبع في مصالحها المنظومات الخارجية.. وبالتأكيد هذه الأهداف تنفذ من قبل قوى سياسية داخلية من خلال الدعم الخارجي.
من البدهي ان يتجاوز الحديث عن الأزمة التي عاشتها ومازالت تعيشها البلاد في مستويات متفاوتة .. يتجاوز الحديث عن مناسبة عيد ثورة سبتمبر التي حفرت حروفها في وجدان كل أبناء الوطن منذ ان صرخ المارد السبتمبري في وجه الظلم والحكم الامامي الكهنوتي.. ثورة صرخ ماردها العملاق، الشعب، وأخرج الوطن والشعب من الظلمات إلى النور.. هذا الحديث الذي لا أقول انه يتجاوز الثورة بل المناسبة تجعلنا نتقهقر ونحتار في الكتابة خاصة وان ماعاشته- وأؤكد اننا مازلنا فيه- البلاد من أزمة طالت لغة الحوار إلى لغة استخدام العنف والقتل الذي سقط فيه الأبرياء..
ان هذه الاحداث تجعلنا نتجاوز الحديث عن الثورة وما حققته ومن هم أبطالها ومراحلها وكيف كان الصدى العربي والدولي حولها.. ان هذا الحديث اعتقد انه فات أوانه والمطلوب الآن ما هو أكبر وأهم وأبرزه كيفية الحفاظ على الثورة ومكتسباتها وغرس مفاهيم الثورة في نفوس الأجيال حتى يتعلموا ان الثورة مكتسب وطني والتفريط بها ليس خيانة للوطن بل خيانة امام الله سبحانه وتعالى..
إن أبرز ما يمكن علينا فعله ونحن في موكب العيد الثاني والخمسين للثورة ان نحول احلام الثورة في التنمية ورفاهية الشعب إلى حقيقة وليس مجرد شعارات نرددها مع كل مناسبة نحتفل بها بعيد الثورة..
إن الحديث كما قلت مليئ بالشجون والتعقيدات.. فقط اكتفي بالقول ان ثورة سبتمبر الخالدة عانقت السماء وسطرت التاريخ اليمني المعاصر.. وكل عام والوطن بخير والثورة تواصل منجزاتها.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40442.htm