الجمعة, 26-سبتمبر-2014
الميثاق نت -

< غادرت الأفراح والمسرات والآمال بالمستقبل حياة اليمنيين منذ عام 2011م، ولم تعد للأعياد الدينية والوطنية مساحة في وجدانهم في ظل العنف ونزيف الدماء واحتلال المنازل والمرافق العامة والخاصة..
وتزداد الأوضاع في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات سوءاً على الرغم من حلول مناسبتين سعيدتين ألف الشعب الاحتفاء بهما سنوياً وهما العيد الـ52 لانتصار ثورة سبتمبر المجيدة، وعيد الأضحى المبارك، فبعد أحداث الأسبوع الماضي، اتسعت مساحة القلق في الداخل والخارج على الوضع في اليمن مع استمرار انتشار المليشيات المسلحة في شوارع وأحياء العاصمة بصورة تهدد بانفجار الوضع في أية لحظة..
وللعام الثالث على التوالي يحتفل الشعب اليمني بعيد ثورة سبتمبر دون افتتاح مشاريع تنموية أو خدمية في البلاد، أو وضع حجر الأساس لمشاريع بسبب نكبة ما يسمى بـ«الربيع العربي» الذي حول حياة اليمنيين إلى جحيم وعطل كل جهود الاعمار والبناء والتنمية.. وقضى على الأمن والاستقرار واشاع اعمال العنف والفوضى بطريقة لم يسبق لها مثيل..
ولعل ما يفاقم المخاوف التداعيات الأخيرة التي ماتزال تلقي بظلالها على العاصمة صنعاء، التي تحاول أن تنهض بصعوبة لتظهر أمام الشعب والعالم وهي تحتفل بعيد الثورة السبتمبرية رغم جروحها النازفة وما تتعرض له من طعنات غدر متواصلة ووجهها المليئ بأدخنة المدافع والقذائف الصاروخية..
للأسبوع الثاني والدماء ماتزال تخضب شوارع عاصمة اليمنيين، والساسة ما انفكوا يقدمون المبادرة تلو المبادرة باسم الأمن والاستقرار، فيما العنف هو الأسلوب الوحيد الذي يفرض نفسه على الواقع وتخضع له كل القوى في الساحة، ويتعامل معه أيضاً رعاة المبادرة الخليجية بخلع القبعات..
للأسبوع الثاني وعاصمة اليمن تعيش في حالة غير طبيعية فشوارعها تبدو خاوية.. أو أشبه بسجن كبير.. ومنازلها خالية من الحياة والسكان الذين غادروها هرباً من بشاعة الحرب التي حصدت أرواح مئات الأبرياء خلال أيام، مع تواصل المليشيات المسلحة الانتشار والتوسع واقتحام المنازل والمعسكرات، والاعتداء على وسائل الإعلام بدون رادع..
مراقبون سياسيون قالوا لـ«الميثاق»: إن سيناريو غير معلن يجري تنفيذه في البلاد، وان القوى السياسية مطالبة بمكاشفة الشعب عن أبعاد وخفايا الأحداث، كما طالبوا الدولة بتحميل الطرف السياسي الذي فجر الأوضاع مسؤولية التداعيات الأخيرة التي تزيد الأزمة في البلاد تعقيداً، وتنذر بمواجهات أشد عنفاً وضراوة من خلال الاستعدادات لخوض معركة جديدة، ويتضح ذلك من خلال الشراهة على نهب أسلحة المعسكرات داخل العاصمة بالقوة..
وحذر المراقبون من خطورة استمرار تفكيك الجيش والأمن ونهب المعسكرات والذي سيقود اليمن إلى نفس المصير الذي وصلت إليه الصومال، حيث سقطت الدولة عقب عمليات نهب المليشيات اسلحة المعسكرات بصورة منظمة كما يحدث في بلادنا اليوم..
وفي الوقت الذي يواصل رئيس الجمهورية جهوده لإنهاء الأزمة داخل العاصمة وفقاً لاتفاق السلم والشراكة الوطنية، تظل كل الاتفاقات مجرد حبر على ورق، سيما وان بنود الاتفاق تحتاج إلى قوى خارقة لتنفيذها، علاوةً على مشكلة الملحق الأمني الذي لم يتم التوقيع عليه من قبل الحوثيين..
ومع ذلك يبذل الرئيس عبدربه منصور هادي قصارى جهده لتنفيذ ذلك الاتفاق حفاظاً على الأمن والاستقرار وتجنب أية أعمال عنف حرصاً منه على عدم اراقة الدم اليمني، فقد أصدر أمس الأول قراراً جمهورياً قضى بتعيين مستشارين سياسيين له من الحراك وأنصار الله، تنفيذاً لنص السلام والشراكة، بيد أن موعد اعلان الشخصية المكلفة بتشكيل حكومة الكفاءات قد تأخر عن موعده وهذا يكشف عن التعقيدات والصعوبات التي تواجهها عملية تنفيذ الاتفاق، خصوصاً وأن ثمة متغيرات سريعة وخطيرة تجري في الميدان، وهو تكتيك يهدف إلى فرض الأمر الواقع ويكون بديلاً عن كل الاتفاقات فيما إذا استمرت محاولات إسقاط المحافظات تحت مسميات مختلفة..
الشارع اليمني رغم كل هذه التداعيات الخطيرة وما يتعرض له الجيش والأمن من تآمرات إلاّ أنه على ثقة كبيرة بقيادة الرئيس هادي وقدرته على تجاوز الأخطار التي تهدد اليمن والشعب.. ويحاول أن يقيم طقوس احتفالاته بالأعياد الوطنية والدينية بصورة تؤكد رفضه الانكسار أو الانهزام.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40450.htm