لقاءات : فيصل الحزمي - < أكد عدد من الأكاديميين أن ثورة 26سبتمبر جسدت أروع قيم التلاحم الوطني على مستوى الوطن وانتصرت على نظامي الاستبداد الامامي والاستعمار البريطاني بفضل وحدة الصف اليمني والإرادة الوطنية الواحدة. وقالوا في أحاديث لــ«الميثاق» بمناسبة الذكرى الــ52 لثورة سبتمبر المجيدة: إن على الأحزاب والتنظيمات السياسية ان تستلهم العبر من الثورة اليمنية للخروج من الأزمة الراهنة التي تحولت منذ 2011م إلى طاعون يدمر منجزات الثورة اليمنية..وطالبوا القيادات السياسية التوقف عن استمرار التناحر والصراع والاحتراب والمضي في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي أجمع عليها كل أبناء اليمن وفي مقدمة ذلك انجاز صياغة الدستور والاستفتاء عليه واجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. إلى التفاصيل:
د. الأصبحي: على القوى السياسية أن تستلهم من الثورة اليمنية وحدة الموقف
الى ذلك أكد الدكتور أحمد الأصبحي أن الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر مدرسة يستلهم منها أبناء الشعب اليمني قيم التربية والعدالة والتضحية وقيم حب الوطن والتقدم والتطور كون هذه الثورة ضحى اليمنيون بالغالي والنفيس من أجل انتصارها بهدف بناء وطنهم والتقدم والتطور الذي يشهده العالم وهذه الثورة محطة وطنية تاريخية نستعيد من خلالها دور ابناء الوطن وما الذي حققناه من أهدافها وما الذي يجب أن نعمل من أجل استكمال انجاز أهدافها.
وقال الدكتور أحمد الأصبحي لـ«الميثاق»: الثورة اليمنية حاضرة في أذهان ووجدان وعواطف كل اليمنيين بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية وخاصة هذه الأيام إذ الكل يجل هذه الثورة ويعلي من شأنها عند مختلف القوى السياسية على الساحة الوطنية.
وأضاف: ويجب علينا كقوى سياسية مختلفة أن نستلهم وحدة الموقف اليمني وكيف توحد أبناء اليمن بثورة الـ26 من سبتمبر وثورة 14 أكتوبر وكيف حققوا موقفاً ورأياً عاماً سابقاً وإجماعاً وطنياً حول إرادة الأمة وحب الوطن وتحرير الوطن من الاستبداد الإمامي ومن ضيم الاحتلال البريطاني هذه القيم يجب أن نتذكرها الآن وأن نجسدهاعلى أرض الواقع وأن يتفق اليمنيون ليمثلوا رأياً واحداً وصفاً واحداً من أجل تحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب الذي نعاني منه اليوم وآثاره على الاستثمار والسياحة وخطره على التنمية وعلى الوطن بشكل عام.
وعما تحقق من أهداف ثورة سبتمبر قال الأصبحي: لقد تحقق الشيء الكثير من أهداف ثورة سبتمبر وبقي اشياء يجب أن تتحقق وهذا لن يكون إلاّ من خلال تضافر الجميع وتوحيد الصف وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية الضيقة أو المصالح الحزبية أياً كانت نوعها.
وأضاف: وفي هذا الاطار نحن بحاجة ماسة لأن نكون رأياً عاماً وطنياً لدعم اتفاق السلم والشراكة الوطنية لأنه هو المخرج الذي يستطيع من خلاله اليمنيون أن يحققوا الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار وهي فرصة سانحة لليمنيين لتجاوز الاحتراب والصراعات وأن ينفذوا مخرجات الحوار الوطني وأن يعملوا معاً من أجل سحب الأسلحة من مختلف الميليشيات والتوجه لبناء دولة النظام والقانون وأن تهيئ الظروف للاستفتاء على الدستور ومن ثم إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
د المغلس: اهداف ثورة سبتمبر تحققت.. والفاشلون يدمرون المنجزات
> من جانبه قال الدكتور عبدالقادر مغلس (أكاديمي - جامعة تعز) ان الاحتفال بعيد الاعياد عيد ثورة 26سبتمبر هذا العام يأتي في ظل متغيرات تشهدها الساحة الوطنية، خاصة ونحن نشاهد استمرار حلقات المسلسل العبثي الانقلابي الذي ابتدأ في عام 2011م واضاف: ان اليمن اليوم يعيش مشهدا تراجيديا دمويا مأساويا لم تتضح تفاصيله الحقيقية حتى الآن. ولا نريد لوطننا سوى الامن والاستقرار ولشعبنا التقدم والرفاه والازدهار. واعتقد ان من ابسط الحقوق لأولادنا والاجيال القادمة ان يعيشوا حياة آدمية بصدق بعيداً عن الخوف والرعب وازيز الرصاص والعنف والاضطرابات التي تولد في نفوسهم امراضاً نفسية ومضاعفات غير سوية وغير صحية.
وعن دور الاحزاب في حل الأزمة الراهنة قال د. المغلس: الاحزاب والتنظيمات السياسية جميعها مسؤولة عما يدور في الوطن من فوضى وازمات متواصلة. فإما ان تعلن مسئوليتها او ترحل عن المشهد غير مأسوف عليها وتسلم اليمن للمواطن البسيط الذي يعيش بعيدا عن مؤامرات واحقاد الساسة الفاشلين.. لأن اليمن اليوم تقف امام مفترق طرق, اما التعمير او التدمير، وهذا يتطلب من قادة جميع القوى السياسية التي اطالبها في هذه المناسبة الغالية على نفوس جميع الوطنيين المخلصين ان يحاسبوا ضمائرهم ويراجعوا مواقفهم. فلا يعقل ان تتواصل هذه المهزلة التي تعيشها بلادنا. لان هؤلاء الساسة الفاشلين جعلوا حياة الشعب ازمات متواصلة، بل ورأيناهم يقطرون حقدا على الوطن والشعب في وسائل الاعلام المختلفة.. واستطرد الدكتور القادر المغلس حديثه قائلاً: نريد ان يقدم سياسيونا انموذجاً راقياً في العمل السياسي، فالسياسة هي فن الممكن، وليس التفنن في ابتداع سيناريوهات التدمير والكذب والتحريض.
واختتم حديثه لـ«الميثاق» بالقول: إن الكثير من اهداف ثورة سبتمبر المجيدة تحققت وشاهدناها على الواقع مشاريع تنموية في مختلف المجالات، بناء دولة المؤسسات، أمن واستقرار، وحدة وطن، ديمقراطية، مدارس وجامعات، طرقات، مستشفيات، كهرباء، والعديد من المشاريع في مختلف المجالات. نعم تحقق كل ذلك.. ولكن للأسف تتعرض تلك المنجزات منذ 2011 للتدمير من نفوس اعماها الحقد، واعتقد ان اهداف الثورة قد تحققت فعلا, وكنا بحاجة ماسة وشديدة الى الحفاظ عليها وصيانتها و تعهدها بالرعاية من وقت لآخر وحمايتها من التخريب الذي طالها.. وبهذه المناسبة نقول: كل عام والوطن والشعب بألف خير. المجد للثورة اليمنية والخلود للشهداء الابرار. وكل عام والجميع بخير.
د البكاري: على القوى السياسية ان تدرك ان التاريخ لن يرحم.. وحان الوقت لوقف التناحر
< بداية مع د/ محمود البكاري والذي قال: إن احتفالات بلادنا باعياد الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر هذا العام تأتي في ظل الاحتراب والصراع، وهذا أمر مؤسف كون ما يحدث من صراعات تعكس حالة التخلف السياسي الذي تعيشه اليمن والمتمثل بغياب الرؤية العقلانية والواقعية للقوى السياسية في التعاطي مع القضايا الوطنية بشكل عام..
واضاف: اعتقد أنه ما وجدت مرحلة في تاريخ اليمن أفضل وانصع من المرحلة الواقعة بين توقيع المبادرة الخليجية واختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني ذلك لان هذه المرحلة مثلت ترجمةً لمعاني ودلالات وصف الرسول الكريم لليمن واليمنيين بأنهم بلد الإيمان والحكمة فقد برهن من خلالها اليمنيون على أن الوطن أغلى وفوق الجميع وقدم الكل التنازلات من اجل إخراج الوطن من المأزق الذي كاد أن يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية، ولذلك فإن من أهم دلالات تلك المبادرة الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني والدلالة العملية لذلك هي أن الجميع برهن على إن بناء اليمن مسئولية مشتركة دون اى إقصاء أو تهميش فقد دخلت أحزاب سياسية في التشكيل الحكومي مع إن هذه الأحزاب معظمها لاتملك حتى مقرات رئيسية في العاصمة وبالكاد استكملت شروط التأسيس الأولية دون أن تتحول إلى قوى سياسية حقيقية ذات وزن وتأثير جماهيري والهدف من ذلك هو إتاحة الفرصة للجميع على التنافس الخلاق في الرؤى والمشاريع السياسية والشيء الآخر يتمثل في اتفاق كافة القوى السياسية على اختيار مرشح توافقي لمنصب رئيس الجمهورية دونما اعتبار للخلفية السياسية أو الوظيفية لهذا المرشح وهذا ملمح ايجابي نعتقد أن الأحزاب والتنظيمات السياسية كانت قد وفقت في الاختيار على اعتبار أن هذا المنصب هو محور الصراع السياسي وخاصة في البلدان المتخلفة أو لنقل في بلدان الديمقراطيات الناشئة..
واستطرد البكاري قائلاً: إن الملمح الأهم تمثل في موافقة كافة القوى السياسية والاجتماعية على المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني والذي سارت أعماله بسهولة ويسر والوصول إلى وثيقة إجماع وطني حول مخرجاته ولذلك استحقت هذه التجربة إشادة خارجية واقتراح بتعميمها في بلدان أخرى كسوريا مثلاً..
وتابع الدكتور البكاري حديثه قائلا: لكن الذي حدث هو أن هذا الوفاق في التشكيل الحكومي وأيضا في الانتخابات الرئاسية وكذا المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني لم تعكسه الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية في علاقاتها المباشرة بصورة ترفد وتدعم وتسهل عملية الانتقال لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني حيث كان من المفترض أن تكون الأحزاب والتنظيمات السياسية قد استفادت من أخطاء الماضي ووضعت حدا للقطيعة مع ثقافة العنف والإقصاء للأخر واستوعبت معنى وأهمية مشاركة الجميع في بناء الوطن.. والسؤال الذي يطرح نفسه هو انه إذا كانت جميع القضايا الوطنية قد طرحت على طاولة الحوار فما الذي بقى وما هو الداعي لكي تتقاتل اطراف سياسية مع بعضها ولم يجف حبر وثيقة مؤتمر الحوار الوطني بعد.. لذلك نستطيع القول إن الشئ الذي بقى عالقا هو أن الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية لم تتخلى نهائيا عن ثقافة العنف والصراع برغم كل ما سبق لان من يتقاتلون اليوم كانوا بالأمس شركاء في تشخيص المشاكل وتحديد الحلول وبالتالي نستطيع القول إنه ما وجدت وربما لن توجد مرحلة في تاريخ اليمن اسوأ من هذه المرحلة التي نعيشها منذ اختتام مؤتمر الحوار الوطني وحتى الآن لأنه وببساطة قبل هذه المرحلة كان المبرر الذي يمكن التماسه للقوى السياسية هو أنها كانت تتصارع قبل أن تفهم كيف تتعامل.. أما الان فإنها تتصارع وتتقاتل بعد أن فهمت وهنا تكمن الخطورة والمشكلة في ان معاً.. ولذلك ما الذي يمكن عمله؟ وهنا تبرز سلسلة من التساؤلات منها :
هل يمكن تنظيم مؤتمر حوار وطني آخر طبعاً هذا مستحيل وما الذي سيضيفه؟
هل يمكن انتخاب رئيس توافقي جديد؟
هل يمكن المراهنة على استمرار الدعم الدولي ؟ طبعا من الممكن أن يستنفد المجتمع الدولي دوره ويبحث عن بدائل أخرى لتأمين مصالحه اذا كانت المسألة هي مسألة مصالح..
وحينها سيجد اليمنيون انفسهم أمام أمر واقع وهو انهيار وتصدع الوحدة الوطنية ولن تحقق القوى المتصارعة اى مكسب بعكس ما لو التقطت زمام المبادرة واستغلت الفرصة بالمزيد من المطالبة بالدعم الدولي والاقليمي للتسوية السياسية والاستقرار في اليمن.
من المؤسف اننا لم نسمع أي حزب يتبنى هذه المطالب بل على العكس نرى ان السلوك السياسي للاحزاب والتنظيمات السياسية يأخذ طابع التنفير للمجتمع الدولي من دعم اليمن ولذلك وصلنا الى هذه المرحلة من شبه الافلاس للموارد العامة وللموازنة العامة حتى ان الدولة لم تعد قادرة على دفع مستحقات الموظفين.
|