الإثنين, 30-يوليو-2007
الميثاق نت - لا‮ ‬سُني‮ ‬أو‮ ‬شيعي‮ ‬ولا‮ ‬كُردي̷ فكـــري‮ ‬قاســــم -
لا‮ ‬سُني‮ ‬أو‮ ‬شيعي‮ ‬ولا‮ ‬كُردي‮.. ‬خلال‮ ‬بطولة‮ ‬كأس‮ ‬أمم‮ ‬آسيا‮ ‬الـ‮٤١ »‬انتهت‮ ‬أمس‮« ‬ذاب‮ ‬ثلاثتهم‮ ‬داخل‮ ‬المستطيل‮ ‬الأخضر‮.. ‬وحده‮ ‬اسم‮ ‬العراق‮ ‬هو‮ ‬الذي‮ ‬حضر‮ ‬وانتصر‮ ‬وحمل‮ ‬الكأس‮.. ‬مبروك‮ ‬إذاً‮.‬ ‮^ ‬يوماً‮ ‬بعد‮ ‬يوم‮ ‬تكشف‮ ‬لنا‮ ‬التجارب‮ ‬أن‮ ‬السياسة‮ ‬في‮ ‬مرمانا‮ ‬ليست‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬هدف‮ ‬تسلُّل‮! ‬أهداف‮ ‬الثورة‮ ‬هي‮ ‬الأخرى‮ ‬نكتشف‮ ‬تباعاً‮ ‬أنها‮ ‬في‮ ‬الغالب‮ ‬تطلع‮ ‬أهداف‮ ‬تسلُّل‮!‬ السياسيون والقادة، مُنظّرو منلوجات الأمن والأمان، الرخاء والاستقرار والتنمية المستديمة، ليس من تسمية مُهذبة يمكن أن تطلق عليهم غير أنهم حماقات تسللت إلينا من بوابات الحاجة، ثم لم يلبثوا أن أغلقوا الحياة في وجوهنا، وحاصرونا بوجوههم وصورهم المعلَّقة عرض كل جدران‮ ‬الشوارع‮.‬ وأستغرب‮ -‬بالمناسبة‮- ‬لماذا‮ ‬نحن‮ ‬متحاملون‮ ‬على‮ ‬أولاد‮ ‬الشوارع؟‮!‬ ^ على كل حال.. البندقية حرب.. والكورة سلام.. »كيف أنا؟ مخترع حين أقول هذا الكلام؟!«.. اعذروني عموماً، ذلك هو عِرق السياسي الساذج فيني، عِرق التنظير الذي انتقل إلينا كعدوى شديدة الفتك، وأمر معالجتها يتطلب حملة وطنية لمكافحة شلل تلفزيون صنعاء! »أعجبني عبدالغني‮ ‬الشميري‮ ‬حينما‮ ‬قدم‮ ‬استقالته‮ ‬من‮ ‬رئاسة‮ ‬قطاع‮ ‬الفضائية‮ ‬اليمنية‮.. ‬إذ‮ ‬هي‮ ‬تبدو‮ ‬تماماً‮ ‬مثل‮ (‬دَجلة‮) ‬جدي‮ -‬رحمه‮ ‬الله‮«.‬ ‮^ ‬أعود‮ ‬لمنتخب‮ ‬العراق،‮ ‬للعبة‮ ‬التي‮ ‬عجزت‮ ‬كل‮ ‬سنوات‮ ‬الحرب‮ ‬والسياسة‮ ‬عن‮ ‬أن‮ ‬تؤدي‮ ‬عملها‮ ‬وتبهج‮ ‬الناس‮ ‬في‮ ‬قلب‮ ‬الدمار‮!‬ السياسة‮ ‬كما‮ ‬العادة‮ -‬العربية‮ ‬منها‮ ‬بالذات‮- ‬مهزومة‮ ‬ولا‮ ‬تورث‮ ‬غير‮ ‬الخيبات‮ ‬والأحقاد‮!‬ يرى‮ ‬السياسي‮ ‬دائماً‮ ‬أنه‮ ‬حكيم‮ ‬زمانه،‮ ‬وأنه‮ ‬إله‮ ‬المعجزات‮ ‬والمنجزات‮.. ‬وأنه‮ ‬مُفجّر‮ ‬الطاقات،‮ ‬وأنه‮ ‬المنقذ‮ ‬والمُخلِّص‮ »‬لِص‮« ‬و‮»‬المُبعسس‮« ‬والمقرفِص‮ ‬لدهرٍ‮ ‬على‮ ‬كرسي‮ ‬الحُكم‮ ‬كما‮ ‬لو‮ ‬أنه‮ ‬مِلك‮ ‬أبيه‮.‬ ‮^ ‬ألا‮ ‬تلاحظون‮ ‬يا‮ ‬خُبرة‮ ‬أن‮ ‬السياسيين‮ ‬يخربون‮ ‬المجتمع،‮ ‬ثم‮ ‬يصرخون‮ -‬وبكل‮ ‬بجاحة‮ ‬أنهم‮ ‬بُناته؟‮!‬ على‮ ‬خراطيييين‮.. ‬ان‮ ‬شاء‮ ‬الله‮ ‬ربي‮ ‬يدخلهم‮ ‬النار‮.‬ ‮^ ‬البندقية‮ ‬حرب،‮ ‬الطاقية‮ ‬أيضاً‮ ‬دخلت‮ ‬الحرب‮.. ‬والكورة‮ ‬سلام‮.. ‬الفن‮ ‬سلام‮.. ‬الشعر‮ ‬سلام‮.. ‬الحب‮ ‬سلام‮.‬ ‮^ ‬بعد‮ ‬فوز‮ ‬العراق‮ ‬أمس،‮ ‬سأسأل‮ ‬بوداعة‮: ‬أيهما‮ ‬الآن‮ ‬أهم،‮ ‬مقتدى‮ ‬الصدر‮ ‬أم‮ »‬نشأت‮ ‬أكرم؟‮«..‬ نوري‮ ‬المالكي،‮ ‬أم‮ ‬الكابتن‮ ‬يونس‮ ‬محمود؟ جلال‮ ‬الطالباني،‮ ‬أم‮ ‬هوار‮ ‬الملا‮ ‬محمد‮..‬ أيهم أبهى وأقدر على صناعة الفرح ورفع علم البلد عالياً.. تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، كتائب الحرس الجمهوري قبل سقوط صدام حسين، أم كرار جاسم، باسم عباس، حيدر عبدالأمير، صالح سدير، مهدي كريم، قُصي منير، نور صبري، وما تبقى من كتيبة المنتخب العراقي الفائز بكأس‮ ‬أمم‮ ‬آسيا‮.‬ ‮^ ‬تستطيع‮ ‬الكورة‮ -‬بوصفها‮ ‬اللعبة‮ ‬الشعبية‮ ‬الأكثر‮ ‬انتشاراً‮ ‬أن‮ ‬ترمم‮ ‬في‮ ‬الروح‮ ‬ما‮ ‬دمَّرته‮ ‬السياسة‮.‬ سأتخيل الآن -ولو بطريقة، لو تنطبق الدنيا على الأرض، والله ما تصلح- سأتخيل أن حكومة عراقية جديدة تشكلت من أعضاء منتخب العراق، فيما السياسيون ورجال فصائل الدين المتناحرون تحولوا الى مشجعين مرموقين، وخرجوا الى الشارع يهتفون كما فعلت الجماهير العراقية أمس: أخوة‮ ‬وسُنَّة‮ ‬وشيعة‮..‬ هذا‮ ‬الوطن‮ ‬ما‮ ‬نبيعه‮..‬ ‮^ ‬قد‮ ‬تبدو‮ ‬الفكرة‮ ‬ساذجة‮.. ‬لكن‮ ‬الأكثر‮ ‬سذاجةً‮ ‬منها‮ ‬لو‮ ‬يظن‮ ‬أحدنا‮ ‬أن‮ ‬السياسي‮ ‬في‮ ‬بلداننا‮ ‬لا‮ ‬يجيد‮ ‬اللعب‮.‬ إن‮ ‬الركل‮ ‬و‮»‬زبط‮« ‬الخصوم،‮ ‬مباراة‮ ‬عربية‮ ‬بامتياز‮.. ‬ينتصر‮ ‬الفرد‮ ‬فيها‮ -‬دائماً‮- ‬على‮ ‬الأغلبية‮..‬ ‮^ ‬مبروك‮ ‬للعراق‮ ‬كأس‮ ‬أمم‮ ‬آسيا‮.. ‬هاردلك‮ ‬فتيان‮ ‬المملكة‮.. ‬كانوا‮ ‬بالفعل‮ ‬متعة‮ ‬بطولة‮ ‬آسيا‮ ‬الـ‮14.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4056.htm