الإثنين, 30-يوليو-2007
الميثاق نت -  محمد‮ ‬ناصر‮ ‬البدوي -
يظن البعض -واهمين ممن يقبعون في مزبلة التاريخ- ان عجلة الوطن يمكن ان تعود للوراء، وان بمقدورهم العودة مجدداً إلى الساحة السياسية التي »تقيأتهم« وهوى بهم سوء أعمالهم إلى أسفل سافلين.. هؤلاء الذين أبدعوا بامتياز في صُـنع الأزمات والمتاجرة بالوطن، وأساءوا استغلال السلطة في يوم ما.. يتوهمون هذه الأيام بأنهم قادرون على خلق أزمة جديدة وتفجير الأوضاع بغية ابتزاز النظام السياسي، من أجل الحصول على مزايا ومغانم شخصية.. متناسين أن بلادنا دفعت الثمن غالياً، ببذل الكثير من الدماء الزكية والأموال الطائلة ثمناً لتصرفاتهم‮ ‬الطائشة‮ ‬إبان‮ ‬كانوا‮ ‬في‮ ‬السلطة‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬الحقبة‮ ‬التي‮ ‬شهدت‮ ‬مماحكات‮ ‬سياسية‮ ‬شديدة‮ ‬عقب‮ ‬حكم‮ ‬ائتلافي‮ ‬أفشلوه‮ ‬مع‮ ‬سبق‮ ‬الاصرار‮ ‬والترصد‮..‬
حينها كنت أستغرب كثيراً، ومصدر استغرابي هذا الذي لايخلو من الشفقة والترحُّم من طول بال فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح وصبره عليهم وتحمُّـله الكثير من حماقاتهم واستفزازاتهم، حيث تعامل معها بحكمته المشهودة، وكأبٍ حنون كان يعالج خطايا ابنائه المراهقين بكل‮ ‬صبر‮ ‬وتروِّ‮ ‬وحنكة‮ ‬وحكمة‮.. ‬
وبعد القضاء على الردة والانفصال نجد علي عبدالله صالح الأب الرحيم يعفو عنهم عفواً شاملاً، مغلقاً الملف برمته دون أن يترك المجال مفتوحاً لتصفية الحسابات أو الثأرات السياسية.. »والتي كما يبدو أنهم لم يتعودوا عليها« ولم تكن موجودة في قواميسهم السياسية، لذا لا غرابة‮ ‬في‮ ‬استمرائهم‮ ‬كيل‮ ‬الأباطيل‮ ‬والكيد‮ ‬بالوطن،‮ ‬بغية‮ ‬إيقاعه‮ ‬في‮ ‬هاوية‮ ‬سحيقة‮ ‬لايعرف‮ ‬غورها،‮ ‬وهذا‮ ‬لن‮ ‬يكون،‮ ‬مادام‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الشعب‮ ‬رجال‮ ‬صادقون‮ ‬مع‮ ‬أنفسهم‮ ‬ومع‮ ‬أوطانهم‮.‬
لا‮ ‬يا‮ ‬هؤلاء‮.. ‬لقد‮ ‬أخطأتم‮ ‬تماماً‮ ‬في‮ ‬حساباتكم‮ ‬مثلما‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬مرة،‮ ‬فابحثوا‮ ‬عن‮ ‬مكان‮ ‬وزمان‮ ‬آخرين‮ ‬لتسويق‮ ‬بضاعتكم‮ ‬الفاسدة‮ ‬التي‮ ‬أزكمت‮ ‬أنوفنا‮ ‬نتانتها‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4058.htm