الإثنين, 13-أكتوبر-2014
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
ارتفاع أو تدني التنمية البشرية في أي مجتمع، يقاس بمستوى دخل الفرد، والعمر، والتعليم، وعدد أجهزة التلفزيون والهواتف، وهلمجرا.. فإذا كان دخل الأفراد عاليا، ويعمرون طويلا، وعدد الأميين قليل، وتنتشر تكنولوجيا الاتصال والمعلومات على نطاق واسع في المجتمع، فهذا يدل على أن التنمية في البلاد جيدة، والعكس صحيح، وإلى جانب ما ذكر هناك مقاييس أخرى للتنمية البشرية تركز على جوانب ثقافية وصحية واجتماعية وغيرها.. وحال التنمية في اليمن كما ترون، وكما تقرؤون في تقارير المؤسسات المالية الدولية التي تعتمد تلك المقاييس، وتقارير حكومة باسندوة التي عطلت التنمية، وخربت بعض ما كانت أنجزته الحكومات التي سبقتها.. يمكن إضافة مقياس جديد، وهو لحمة العيد، فإذا أردنا معرفة مستوى التنمية في اليمن، علينا أن نعرف كم عدد الذين يأكلون من أضاحيهم في الأضحى، ولمعرفة ذلك زر محلات الجزارة، وستجد أن معظم الناس يشترون من الجزار.. هذا كيلوجرام، وذاك اثنين، وآخر ثلاثة، وأنا شخصيا وجدت نساء تشري الواحدة منهن نصف كيلو.. وهذا في أيام عيد الأضحى الذي يعتبر يوم ملحمة، أو مهرجان أكل اللحم، ودخول اللحم في اللحم! ويفترض أن يأكل فيه المواطن لحما حتى الشبع، إذ في بقية أيام السنة قليل هم الذين يشرون اللحم، ناهيك عن الشبع منه.. كما أن لحمة عيد الأضحى مقياس جيد لمعرفة التفاوت الاقتصادي الكبير بين السكان، فالقلة تذبح أعجالا وكباشا بالجملة، والكثرة الكاثرة تشتري من الوزان، كيلو أو نصف كيلو.
الإرهابيون في هذا البلد، هم الأكثر أكلا للحوم، وشربا للدماء، ومع ذلك لا يشبعون، ففي أيام عيد الله هذا، في أيام عيد الأضحى القليلة هذه، ذبحوا من المواطنين والجنود، عددا كثيرا لم يذبحوا مثله في شهر أو شهرين، وشربوا دماء بشرية لم يشربوا مثلها في نصف سنة من قبل.. إلى ميدان التحرير بالعاصمة أرسلوا إرهابيا واحدا، كنوه بأبي معاوية الصنعاني، ليفجر نفسه بحزام ناسف، ويذبح لهم أكثر من 50 مواطنا دفعة واحدة، ويشربهم دماء مئات المواطنين، ويفرحهم بحزن مئات الأسر.. وفي حضرموت والبيضاء كانت أضاحيهم لحوم 35 جنديا.. هذا بالنسبة لمهرجانات الإرهابيين المخصصة للقتل الجماعي، أما القتل بالمفرق في أيام العيد، فلم تخلُ منه منطقة يمنية يتحرك على ظهرها إرهابي.. هل سبق وأن علمتم أو رأيتم أكثر من هذا التوحش الذي وصل إليه الإرهابيون؟ لا أظن ذلك، والعجيب أن هذا يحدث باسم الإسلام، ويحسب من أجل الإسلام، فلم نلوم الآخرين عندما يكرهون الإسلام، ويلصقون الإرهاب به، إذا كان الإرهابيون يعتبرون أنفسهم مسلمين خلص، ويقومون بأكل لحوم المسلمين ويشربون دماءهم بدعوى أن الإسلام أمرهم بذلك؟
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40598.htm