الميثاق نت -

الأربعاء, 15-أكتوبر-2014
أحمد مهدي سالم -
إحدى وخمسون زهرهْ..
أينعتْ من حقلٍ ناريٍّ..
تربضُ فيه.. مائةٌ وتسعٌ وعشرون جمرهْ
تطهرتْ بالنار لتصير حرهْ،
ورقصتْ مع الكواكب.. في المجرّه..
تناثر شذاها العاطرْ..
في أفياء الرذاذِ الماطر..
وفوق أعالي الهضاب والجبال.
٭٭٭
بسواعدِ الكفاح، وعشقِ الصباح،
وبنيران الثائرين..
نقشتْ اندحاءات ليل الشك
عن نهارِ اليقينْ، وصدحت أنشودة النصرِ،
وأيقونة الفوز المبين؛
وبقهر الغاصب الزاعم
أنه لن يلينْ
وبعزمنا الغاضب الذي لا يستكين
وبارتفاع زغاريد المرحِ..
إلى قمم الشواهق والتلالْ
٭٭٭
تدثرتِ الأرض بالخضرةِ الموشاةِ..
في أروعِ زينةٍ، وأجمل احتفالْ،
وعانقتْ صفاء السماء، وزرقة البحر،
وطرب النوارسِ، والحب الطهور الحلالْ
ودهشة الملأ..
بابتهاجِ الجلأْ..
بعد أشرس نزالْ..
في الزحفِ المقدس..
في ميادين القتالْ؛
حتى تخضبتِ الرمالْ،
ودعت المولى في خشوعٍ وابتهالْ..
بنصرة أولئك الفتية والرجالْ.
٭٭٭
«عشت يا ردفان.. عشتْ .. عشت..
يا مشعلاً ساهم»..(1)
يا شباباً ائتزر السلاح وقاومْ،
وشعباً صحا بعد غفوةٍ، وهاجمْ،
وقدّم أمواجاً هادرةً..
كقرابين فدا،
ولإرعاب العدا..
لم يهادنْ، أو يساومْ؛
وبإباءِ النسور.. لا بوداعة الحمائمْ..
سطر أروع ملاحم النضال.
٭٭٭
«بالنارْ والحديد والكفاحْ المديدْ»(2)،
وبالحماسِ الذي يهدُّ الصخر العتيدْ..
بأنقى وأرقى أشكالِ النضالِ..
المحطم لكلّ قيدْ،
الذي أخضع، للتوّ، كلَّ جبَّارٍ عنيدْ،
ورغبةِ الانعتاق.. الى الفجر الجديدْ،
وشموخِ الكبرياء المتحدي المحالْ..
المستنيرِ برؤى وأفكارِ «جمالْ»:
لتحملِ الشمطاءُ عصاها وترحلْ..
بلاَ شروطٍ ولا فسوقٍ، ولا جدالْ
٭٭٭
«من دخل بالغصب .. يخرج بالصميل»(3)
شعبي الأبيّ لم يرضَ بإملاءاتِ الدخيلْ
لم تغرهُ إغراءات المتهاونِ العميلْ..
ظلّ بالصرخاتِ والمسيراتِ والقذائف..
عليهم.. يكيلْ،
وشعر الغزاة بتوازنهم.. بدأ يتأرجحُ.. يميلْ..
ارتبكوا.. رفعوا الراية البيضاء.. في الحالْ،
وانتزعنا.. في أواخر حزيران المظلمِ..
فجر الاستقلالْ.
٭٭٭
كان نصراً.. في سماء ليلِ الهزيمهْ..
استقلالٌْ مكلَّلٌ..
بتيجان العزة والعزيمهْ..
صُدِمَ الغازي الطاغي
بمضاء وقوة غريمهْ..
الذي كان يبتلع القهر والآه الكظيمهْ..
من السلب والنهب والحرقِ..
وثقافة التفريق اللئيمهْ؛
ومنْ خياناتِ أبي رغالِ، وأشباه الرجال؛
لكنّه أوقعهم.. في سوءِ المآل..
ولأوّل مرة
تنسَّم هواءً نقياً كالماء الزلالْ
٭٭٭
«برّعْ يا استعمار.. من أرض الأحرارْ..
برّع وإلاّ الليلهْ يكويك التيّارْ»(4)
ها هو الحلمُ الامبراطوري.. ينهارْ
تحت إيقاع ضربات الثوارْ..
ليلُ الغزاةِ يتحوّل إلى نهارْ،
وأمام الخسائرِ هنا، وهناك.. الإصرارْ..
يصبحُ الرحيلْ.. أرحمَ خيارْ..
لامبراطوريةٍ كانت لا تغيب عنها..
الأخبارُ، ودقائقُ الأسرارْ..
في البراري، أو في أعماقِ البحارْ..
سفنُ الوداعِ.. في الانتظارْ..
ضاقتْ من الصدأ، وموجاتِ الغبارْ..
لتقذف بهم الأقدارْ..
في لججِ المحيطات،
أو جحيمِ الأهوالْ.
انتهتْ لعبةُ الرقصِ على الحبالْ
٭٭٭
صحيحٌ.. دورانُ الصراعْ..
كادت ترمينا.. في ضياعْ..
لكنّ العبور الآمنَ،
والاستقرار الضامنَ..
لم يُعّدا حلماً بعيد المنالْ.
تعانقنا.. بعد افتراق..
احتسينا من أكواب القهوةِ،
وقضمنا من الكروم والبرتقالْ..
فافرحي.. يا هضابْ،
وارقصي.. يا جبالْ،
ولتصدقي .. يا نوايا،
ولتخرسي.. يا بغالْ.
الهوامش:
1- مقطع من أنشودة وطنية رائعة للفنان الكبير أحمد السنيدار.
2- بيت من أغنية ثورية للفنان الراحل محمد صالح عزاني.
3- بيت من قصيدة شعبية شهيرة للشاعر الراحل مسرور مبروك، وبعد البيت.. يقول:
بايترك أرضنا صاغر ذليل
بايقع يوم الجلاء ماشي له مثيل
أعظم الأعياد.. في أرضنا
4- مقطع من أشهر أغنيات الكفاح للفنان القدير محمد محسن عطروش
آخر الكلام
فإنّ الجرحَ يَنْفَرُ بَعْدَ حيْنٍ
إذا كانَ البِنَاءُ على فسادِ
- المتنبي-
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40620.htm