نجيب شجاع الدين -
عن أزمة اليمن.. كثرت النداءات والخطابات المعترفة بانحراف الإعلام اليمني عن مساره والمتهيئة إلى ضرورة التصحيح ووضع ميثاق شرف إعلامي يجنب الوطن التحريض بمختلف اشكاله..
اعطت حوادث العام 2011م وما تلاها إلى اليوم الكثير من الدروس في مدى حساسية وخطورة الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام ولولاها لما وجدت الأزمة أساساً..
سارعت الأحزاب وشخصيات نافذة سياسياً وقبلياً ودينياً إلى إنشاء صحف يومية ومحطات تلفزيونية ومواقع اخبارية.. تنفذ توجهات أصحابها وتساعدهم على اصابة أهدافهم وتوجهاتهم المنصبة فقط في اطار تصفية حسابات شخصية قديمة وحديثة..
لا يختلف خطابها عن شكوى أحد سكان العمارة من جيرانه القبيحين الوقحين ودعوته لك ضمنياً معاونته في صد مكائدتهم أو «خليك في حالك»..
أعجب ما يكون أن تصدر الشكوى من المتحكمين الرئيسيين بمفاتيح الإعلام في اليمن ربما كان السبب أن التصعيد الإعلامي المواكب للتصعيد السياسي فيما بينهما بلغ مستويات قياسية جراء احداث الأشهر الأخيرة ووصل إلى حد التحريض المذهبي والمناطقي.. الأمر الذي لم يكن بالحسبان وينذر بكوارث جمة تستدعي حذف الفقرة في أساليب العناد والضرب تحت الحزام.
وسائل الإعلام ليست معصومة من الخطأ أو الصواب وكذا الاشخاص والجماعات والجهات الحكومية بما فيها الأمن..
من المهين انكارهم أن أخطاء الإعلام ما هي إلاّ تبعات لاخطائهم وعليهم تحمل المسئولية..
إن ميثاق الشرف الإعلامي قد يضع حداً طفيفاً لتجاوزات بعض وسائل الإعلام لكنه يتجاهل تجاوزات وممارسات كارثية تنفذ ضده ولا داعي للحديث عنها بالطبع.
في الستة الأشهر الأولى من العام الجاري لاقى الإعلام اليمني والعاملين أنواع الانتهاكات كافة..
قرابة 15 جريمة كان للحكومة نصيب الأسد بنسبة 46.5% فيما 7% من الجرائم لنافذين والجماعات المسلحة ارتكبت 5%..
في الشهر الماضي تغيرت الموازين وكان لابد من معاقبة وسائل إعلامية حكومية أولاً ثم المستقلة ومجموعها 19 مؤسسة استهدفت إلى جانب عدد من الصحفيين تعرضوا لانتهاكات على يد الجماعات المسلحة..
إذاً من الظالم ومن المظلوم ومن يصفق للآخر ويعتبره عين العدل.. لم يبق إلاّ أن تطال العقوبات الدولية المرتقبة الإعلام نفسه كأبرز المعرقلين والمولولين والنائحين على البلاد.. ومما يفعله ولا يفعله بعض قياداتها..