الميثاق نت -

الإثنين, 27-أكتوبر-2014
اعداد/ محمد احمد الكامل -
دعا أكاديميون وسائل الإعلام المختلفة إلى تبني خطاب إعلامي متكامل من شأنه العمل على ترسيخ الوحدة والشراكة الوطنية ووقف التصعيد الاعلامي وأعمال التحريض ذات الطابع الطائفي والمناطقي.
مؤكدين بأن الوقت قد حان لإيجاد شبكة إعلامية تسهم في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين أبناء ومكونات المجتمع المدني، ووضع ميثاق شرف مهني وأخلاقي.
أساتذة الإعلام بجامعة صنعاء انتقدوا أيضاً أداء وسائل الإعلام في تغطية الأحداث المحلي.. إلى التفاصيل..
< رئيس قسم الصحافة بكلية الاعلام جامعة صنعاء الدكتورة سامية الاغبري تقول: الخطاب الإعلامي متنوع ،فهناك خطاب رسمي وهناك خطاب حزبي ،كما يفترض وجود خطاب أهلي - مستقل.
لو أردنا تقييم هذا الخطاب من ناحية تعامله ومواكبته للأحداث التي تمر بها اليمن خلال الفترة الراهنة سواء بتشكيل الحكومة الجديدة وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة لوجدنا للأسف الشديد ان الخطاب الاعلامي الرسمي والذي يفترض به تمثيل الشعب والدولة بشكل عام ، مازال خطابا غائباً عن مواكبة الاحداث فهو لايقدم الحقائق في وقتها، وأضافت: بالنسبة لمشكلة تشكيل الحكومة كمثال هناك تمويه وتعتيم اعلامي يمارسه الاعلام الرسمي تجاه المواطن في ايضاح الصورة العامة والنهائية التي ستكون عليها هذه الحكومة أو من هي الجهات المعرقلة وما مبرراتها في عدم أو تأخير تشكيل واعلان هذه الحكومة؟
موضحةً ان كل خطاب اعلامي حزبي يركز على رؤية الحزب وما يطمح اليه فقط في تناوله ونقله للاحداث الجارية، متجاهلا المصلحة الوطنية العليا للوطن، الى جانب مايمتاز به هذا النوع من الخطابات الاعلامية الحزبية المتصارعة والمتضاربة فيما بينها في نقل الاخبار المبنية في اغلبها على الشائعات او التسريبات الاعلامية التي قد تكون غير صحيحة حسب قولها.. مؤكدةً: أن كل هذه العوامل وغيرها جعلت المواطن اليمني يفقد الثقة تماماً فيما تتناوله وتعرضه وسائل الاعلام المحلية من اخبار سواءً الرسمية منها او الحزبية.. مطالبة في الوقت نفسه وسائل الاعلام بمختلف انواعها توضيح وكشف المعرقلين لتشكيل الحكومة وماهي الاسباب التي تدفعهم لهذه العرقلة ، واحداث الاستقرار وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. وشددت الأغبري على ضرورة وجود خطاب اعلامي متوازن يعمل على نقل مختلف الرؤى ولا يقتصر على رؤية معينة أو خاصة..
وعن تشكيل شبكة اعلامية بين هذه الوسائل المختلفة تعمل على تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين ابناء ومكونات المجتمع اليمني تقول الدكتورة سامية : هذا يوجب وجود اعلاميين مستقلين الى جانب الدور الاساسي لنقابة الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني وخاصة المنظمات الحقوقية المهتمة بوضع الاعلام ودوره في المجتمع للمساعدة في تشكيل شبكة اعلامية وايجاد اعلام متنوع وقوي وايضا العمل على تشكيل ميثاق شرف مهني واخلاقي.
< الدكتور عمر عبرين- نائب عميد كلية الاعلام للشئون الاكاديمية والدراسات العليا بجامعة صنعاء) يرى ان الخطاب الاعلامي مقيد بما تمليه عليه السلطة او الجهة التي يمثلها.. لافتاً الى ان الخطاب الاعلامي اليمني عامة هو خطاب ابتزازي فكل جهة معينة او جماعة اوحزب توجه خطابها الاعلامي لتحقيق مصالحها الذاتية، دون النظر الى المصلحة الوطنية ، وقال: ان هذا النوع من الخطابات الاعلامية ليس في مصلحة احد فهي تشكل ضرراً كبيراً على أمن واستقرار ووجود هذا الوطن الى جانب الجهات التي تتبنى هكذا خطاب والقائمين عليها باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من هذا الوطن.
ناصحاً الجهات أو الوسائل الاعلامية المكتوبة منها والمرئية والمسموعة في تبني خطاب اعلامي متكامل يعمل على ترسيخ الوحدة والشراكة الوطنية والابتعاد عن الالغاء والسيطرة وما من شأنه العمل على إثارة النزعات الطائفية والمذهبية .
أما فيما يخص وجود شبكة اعلامية مشتركة مابين وسائل الاعلام المختلفة فيقول نائب عميد كلية الاعلام للشئون الاكاديمية بجامعة صنعاء: هذا امر يصعب تنفيذه في المرحلة الراهنة ولكن يمكن ايجاد ما يعرف بميثاق الشرف الاعلامي أو هيئة اعلامية مستقلة يخول لها التنسيق مابين وسائل الاعلام المختلفة وفرض وتشريع القانون الذي يضبط سير عملية التنسيق فيما بين هذه الوسائل الاعلامية المختلفة.
< من جانبها قالت الدكتورة بلقيس محمد علوان - أستاذ مساعد في قسم الاذاعة والتلفزيون بكلية الاعلام جامعة صنعاء - إن الاعلام المحلي خلال الفترة السابقة يلعب درواًِ سلبياً بالغ الأثر- وما زال- في تدهور وتصعيد الوضع واذكاء مزيد من الخلافات التي من الصعب جدًا تلافي اخطارها او العائد منها في المستقبل القريب وأضافت: يعتبر الخطاب الاعلامي الحالي سواء كان الحكومي أو الخاص أو الحزبي خطاباً غير رشيد وغير مسئول في الفترة الراهنة لعدة اسباب اولها انه خطاب متخبط يتغير من اسبوع الى آخر، مفسرة ان الخطاب الاعلامي المحلي بكل انواعه عامة والرسمي بشكل خاص قد يتحدث عن طرف معين وكأنه معتدي وبعد فترة وجيزة تجده يتحدث عن نفس هذا الطرف على انه سلمي وتحديداً في التغطية الاخبارية للاعلام الرسمي.. وأشارت علوان الى أن معارك تدور في أكثر من منطقة على ارض الوطن لا نعلم عن بعضها او سبب نشوبها شيء حتى الاعلام الرسمي لا يتناولها من قريب أو من بعيد.
وتقول الدكتورة بلقيس: هناك ايضاً خطاب اعلامي منحاز بشكل لا اخلاقي ولا مهني.. محذرة من خطورة هذا الانحياز وما يشكله من تهديد وزعزعة امن واستقرار البلد خاصة خلال هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها اليمن.
وقالت: إن على وسائل الاعلام بمختلف انواعها وتوجهاتها تقديم خطاب وطني بامتياز، وتحمل المسئولية الجمعية تجاه الوطن خلال الفترة الحالية لصعوبتها وحساسية هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها الوطن الحبيب.
وعند سؤالها حول امكانية خلق شبكة اعلامية وطنية تعمل على تعزيز قيم التسامح ونبذ افكار التطرف والارهاب اجابت الدكتورة بلقيس : بأن الوقت مناسب الآن اكثر من أي وقت مضى.. موضحة: ان هناك جهات معينة يمكن توظيفها كوزارة الاعلام ونقابة الصحفيين والامانة العامة للحوار الوطني، كل هذه الجهات الى جانب الوطنيين في هذا البلد وكبار الصحفيين والاعلاميين يمكن من خلالهم خلق نوع من الشراكة والارتباط لايجاد ميثاق شرف لترشيد الخطاب الاعلامي وترسيخ قاعدة عمل مشتركة .
< من ناحيته تحدث أستاذ الصحافة المساعد بكلية الاعلام جامعة صنعاء - الدكتور/ علي العمار - ان الخطاب الاعلامي المتنوع بكل توجهاته زاد من حالة اللا دولة واللا استقرار اللذين تشهدهما اليمن خلال المرحلة الراهنة، حيث يقول: الوطن يمر بمرحلة عصيبة جداً أصابت الناس باحباط شديد وللاسف ساعد على ذلك الخطاب الاعلامي المحلي اللا مسئول بما يحمل في طياته من تحريض ومناكفات سياسية وطائفية ومناطقية تعمل على التفرقة والشتات وعدم ترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية وعدم تقريب وجهات النظر بين مختلف القوى السياسية.. مشيراً الى ان الحالة السياسية المتدهورة والمضطربة للبلد هي السبب الرئيسي في وجود هذا الخطاب الاعلامي غير الاخلاقي وغير المهني باعتبار أن الاعلام هو وليد السياسة والابن الشرعي لها ، فمتى يصلح حال السياسة سيصلح حال الاعلام- حد وصفه..
كما يطالب العمار جميع وسائل الاعلام المحلية العمل على توحيد الصف الوطني من خلال ارساء قواعد الاخاء والمحبة وسبل الشراكة الوطنية ألحقة، الى جانب تحمل المسئولية كاملة أمام الله وأمام الوطن والمواطنين .
وأوضح الدكتور علي بقوله : لايمكن خلق شبكة اعلامية وطنية موحدة على اعتبار انه لا توجد وسيلة اعلامية بريئة فلكل وسيلة اعلامية اهداف سياسية واعلامية معينة -حد تعبيره.. وأضاف العمار قائلاً : ولكن يمكن القيام بجزء من ذلك عن طريق بعض الكتابات الاعلامية لبعض من يشعرون بالمسئولية الوطنية والمهنية بما يحدث للوطن من مشاكل ومهالك تغطيه من أخمص قدميه حتى أعلى الرأس.
< من جهة اخرى يتحدث رئيس قسم الاذاعة والتلفزيون في كلية الاعلام جامعة صنعاء - الدكتور / حسين جغمان عن ان الرسالة الاعلامية تعمل على تشتيت رؤى الناس واستخدام قضايا المجتمع ومشاكله للوصول الى اهداف خاصة حيث يوضح قائلاً: إن الاعلام في المحصلة بعيد عن الواقع ، فالاعلام سواء الحزبي او الحكومي يعبر عن وجهة نظر خاصة بالقائمين على هذا الجهاز او القطاع الاعلامي . منبهاً : ان الوطن على شفى الهاوية يتحمل المسئولية عن ذلك جميع الاطراف السياسية بمكوناتها واجهزتها الاعلامية المختلفة برغم المصالحة الموقعة فيما بينها بما يعرف بـ اتفاق السلم والشراكة ، فالكل شريك اساسي فيما وصل اليه البلد من خراب ودمار -حد قوله.
واشار رئيس قسم الاذاعة والتلفزيون بجامعة صنعاء إلى ان الخطاب الاعلامي يجب ان يكون خطاباً وطنياً هادفاًِ ينطلق من اسس وثوابت وطنية حسب ماتم الاتفاق عليه في اتفاق السلم والشراكة الذي جاء مكملاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل.. بالاضافة الى العمل على خلق وعي عام حول القضايا والمشاكل الجوهرية التي يعاني منها اليمن.. واضاف جغمان: عليها ايضاً الدعوة الى الالتفاف حول ما تم الاتفاق والضغط لسرعة تطبيقه على ارض الواقع.. مختتماً حديثه: بأن على وسائل الاعلام المختلفة باتجاهاتها المتعددة السعي الى ايجاد ميثاق شرف فاعل يوصلها إلى رؤية واضحة وعامة تستطيع من خلالها تشكيل شبكة اعلامية وطنية جامعة قائمة على القواسم المشتركة لتعمل على خدمة الوطن وانقاذه من حالة الانهيار الوشيك.
< الدكتور احمد العجل استاذ كلية الاعلام -جامعة صنعاء يقول موضحاً: الاعلام الوطني والحزبي مع الاسف الشديد لا يزال يعبر عن الصراعات والانتقامات والاتهامات السياسية المتبادلة بين الأطراف والقوى السياسية المختلفة المتواجدة على الساحة اليمنية . مبيناً ان الخطاب الاعلامي بتوجهاته المختلفة لم يتكامل مع مخرجات اتفاق السلم والشراكة الوطنية.
واضاف العجل: اتمنى على وسائل الاعلام العمل أوالدعوة الى توحيد الصف حول اتفاقية السلم والشراكة الى جانب صنع رأي عام محلي ضاغط من اجل الاسراع في تنفيذ مخرجات هذا الاتفاق الوطني، وكذلك العمل على تحريك عجلة تشكيل الحكومة الجديدة بأقصى سرعة ممكنة، وجعلها من أولوياتها خلال هذه المرحلة الشائكة التي يمر بها وطننا الغالي.. مواصلاً حديثه: ان على الاعلام المحلي التمتع والتمسك بالموضوعية والمصداقية ليرتقي ويصبح محل ثقة الجماهير وبالتالي ينافس الاعلام الخارجي والاقليمي.
مشيراً إلى أن على الجهات المختصة ممثلة بوزارة الاعلام وبالتعاون والتنسيق مع نقابة الصحفيين والمؤسسات الاعلامية الاخرى ذات الصلة ايجاد ميثاق شرف اعلامي ملزم إلى جانب العمل على بناء شبكة اعلامية وطنية وتفعيل القضاء بهذا الجانب بما لا يمس حرية الاعلام في إطار التكامل بين الحرية والمسئولية المجتمعية وبما يحقق المصلحة العامة للبلد.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:42 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40764.htm