منصور الغدرة -
حينما يبحث المؤرخون عن مبعوث أممي أساء استخدام رسالته ومهنته، وشوه الدبلوماسية الدولية، سيكون المبعوث الدولي إلى اليمن،جمال بن عمر، هو الشخصية التي عبثت بسمعة المبعوث الأممي، وأساء استخدام هذا المصطلح السياسي الذي ظلت سمعته حسنة ومرغ بأخلاق المنظمة وقواعد العلاقات الدولية في الأوحال.
حينما يبحث المؤرخون عن مبعوث أممي أساء استخدام رسالته ومهنته، وشوه الدبلوماسية الدولية، سيكون المبعوث الدولي إلى اليمن،جمال بنعمر هو الشخصية التي عبثت بسمعة المبعوث الأممي، وأساء استخدام هذا المصطلح السياسي الذي ظلت سمعته حسنة ومرغ بأخلاق المنظمة وقواعد العلاقات الدولية في الأوحال.
قبل سنوات تمكن الرجل من تفكيك بنية مؤسسات الدولة والمجتمع العراقي، وكانت من كوارثه انه أوصل العراق وشعبه إلى هذه الحالة التي عليها اليوم من حروب أهلية وطائفية ومذهبية لم تتوقف منذ أن وطأت قدماه ارض الرافدين أو منذ يوم أن عبث بالملف العراقي، وكان من ثمار مهمته التدميرية للعراق الشقيق، هو ميلاد دستور طائفي اشعل بين العراقيين حرباً اهلية أكلت خلال اقل من عقد من الزمن مئات الآلاف من المواطنين العراقيين، وانحدر العراق الى مراحل خطيرة بانتشار التنظيمات الارهابية كتنظيم الدولة الاسلامية( داعش).
بل إن الوقائع تثبت أن جمال بنعمر، رسول شؤم ومشعل للفتن، فلم تطأ قدماه دولة ما، الا ومارس هواياته المفضلة والمتمثلة بتفكيكها واشعال نيران الفتن وتدمير كل شيء..
إن الحقائق تؤكد أن للرجل تاريخاً سيئاً، في كل قضايا النزاعات التي شارك فيها ضمن فريق دولي ارسل الى مناطق تعاني من الأزمات.. وتفيد المعلومات أن جميع البلدان التي حل بها بنعمر انتهت الأزمات فيها إما إلى الانفصال والتفكك والانقسام العرقي او إلى اتساع رقعة الحرب الأهلية فيها، باستثناء الحالة في جنوب افريقيا، أما فيما يتعلق بالصراع في كوسوفو فقد انتهى الأمر بإعلان انفصال إقليم كوسوفو في الـ 17 فبراير 2008م عن صربيا، وكذلك الأمر بالنسبة لجمهورية البوسنة، بينما قادت الصراعات في منطقة البحيرات الكبرى الافريقية، لتنتشر في كافة دول منطقة البحيرات، ولم تتوقف الصراعات والحروب الاهلية في تلك الدول حتى الآن..
لا ادري إن كان الحظ هو حليف المبعوث بنعمر في جنوب افريقيا، أم أنها الظروف وعوامل دولية وإقليمية لعبت دورها وكان لها الفضل في إنهاء ذلك الصراع بنجاح من كل القضايا التي اشترك المبعوث الدولي ضمن فريق عملها.
قد يكون لتلك البيئة والظروف الصعبة التي نشأ فيها المبعوث الدولي اثر كبير في تكوين شخصيته ونزعته الانتقامية ضد المجتمعات، جراء سنوات البؤس والحرمان التي عاشها الرجل في المعتقل منذ أن كان طالباً في المرحلة الثانوية، حيث تعرض للاعتقال، عام 1976، خلال ما سمي في المغرب بسنوات الرصاص واستمر حتى تسعينيات القرن الماضي.
ومن ساعات خروجه من المعتقل لم يغادر الرجل، مواطن الاحتجاجات والصراعات، حيث بدأها بالاشتغال في لندن ضمن طاقم "أمنستي إنترناسيونال".
وعندما غادر لندن إلى جنيف، والتحق بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وفي يناير 1994م التحق بنعمر رسمياً بالأمم المتحدة، ولا يزال إلى يومنا هذا، جالباً من وراء المهام الأممية التي يتولاها كوارث كبرى وآخرها العراق وما تعانيه اليمن اليوم..
لاشك ان الاجواء المضطربة والظروف المحيطة التي عاشها المبعوث الاممي، بنعمر، كان لها اثر سلبي في تكوين العامل النفسي لديه الذي يبدو انه ولد في داخله الوحش المنتقم من الآخرين، الذي يعتقد انه لم يساعده وينقذه من سنوات السجن، لتصبح قضيته الوحيدة الانتقام أو رسم المؤامرة على الشعوب العربية ومؤسساتها.. بدأها في العراق والسودان ولايزال ينفذها على اليمن.
فمنذ أن عُيّن من قبل الأمين العام للأمم المتحدة في 1 أغسطس 2012م في منصب نائبه ومستشاره الخاص في اليمن، وهو ينسج المؤامرات والدسائس لتمديد الأزمة وضرب أمن ووحدة واستقرار اليمن ووحدته، وتارة أخرى يقوم بتضليل الرأي العام والمجتمع الدولي عن حقيقة فشله في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية الخاصة بالتسوية السياسية اليمنية، وبات مؤكداً أن تقاريره وتصريحاته وبياناته أصبحت غير ذي ثقة لدى معظم سفراء الدول الراعية للمبادرة.. كما أنه عمل طوال الفترة الماضية على عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها واليوم، هاهو يلتف على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ولتبرير ذلك يرمي بالتهم على قيادات المؤتمر.
لقد تعمد المبعوث الدولي تأجيج الخلافات بين الأطراف السياسية اليمنية بصورة مخيفة وجرهم الى خندق التمترس والمواجهات العسكرية، دافعاً ببعضهم إلى أتون الاقتتال والمواجهات العسكرية.
ويكفي للتدليل على كارثة هذا المبعوث المعاناة والمآسي التي يعيشها الشعب اليمني اليوم، فضلاً عن كونه من وضع البلد تحت الفصل السابع والوصاية الدولية.
وبعد أن اجتاحت المليشيات العاصمة صنعاء والعديد من المدن وهو التطور الذي أثار قلق دول العالم - نجد بنعمر يهرب من الاعتراف بفشله الى الترويج أن الرئيس السابق وقيادات المؤتمر كانوا وراء اسقاط العاصمة وغيرها.. وليس هذا فحسب بل لقد سربت معلومات خطيرة هدفها تفجير صراع بين الرئيس هادي والزعيم صالح من خلال نشر معلومات توحي أن الرئيس هادي بعث بمذكرة الى مجلس الأمن عبره يطالب فيها بإصدار قرارات عقابية ضد قيادات بالمؤتمر وجماعة أنصار الله.
ولعل الخطر المحدق هو التفاف المبعوث الدولي على اتفاق السلم والشراكة الوطنية ونسفه باتفاق آخر أقصى الأحزاب من المشاركة في الحكومة.. وهو اتفاق سيجر البلاد الى كوارث لن يستطع أحد السيطرة عليها، واذا لم يتدارك اليمنيون هذا الخطر ويحددوا جميعاً موقفاًِ واضحاً فسيغرق الجميع وسط نيران الصراعات التي تلوح في الأفق..