الميثاق نت -

الإثنين, 03-نوفمبر-2014
متابعة/ ذويزن مخشف - عبدالكريم المدي -
هزت جريمة اغتيال السياسي المخضرم والشخصية الوطنية الكبيرة والأكاديمي الدكتور محمد عبدالملك المتوكل مساء أمس الشارع اليمني والعربي، بعد أن أقدمت عناصر إرهابية تستقل دراجة نارية بإطلاق رصاصات الغدر والخيانة في شارع متفرع من شارعي الزراعة والعدل وسط العاصمة صنعاء لتغتال هامة وطنية كبيرة بحجم الشهيد محمد المتوكل..
وإزاء هذه الفاجعة دان المؤتمر الشعبي العام بشدة جريمة اغتيال الشخصية الوطنية الكبيرة والمفكر السياسي وصوت الحكمة والسلام الدكتور محمد المتوكل أمين عام اتحاد القوى الشعبية..
مؤكداً أن من يقفون وراء هذه الجريمة من قوى الشر والخسة والغدر أرادوا اسكات صوت عاقل وشجاع في الذود عن الوطن والانتصار لأمنه ووحدته ومشروع بناء دولته المدنية الحديثة..
وطالب المؤتمر الجهات المعنية بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، مهيباً بكل أبناء شعبنا وقواه الخيرة التنبه ومواجهة كافة المخططات الشريرة التي تستهدف إثارة الفتنة في الوطن.


لا تعد جريمة اغتيال السياسي المخضرم د. محمد عبدالملك المتوكل التي وقعت مساء أمس الاحد وسط العاصمة صنعاء حادثة اغتيال عادية يمكن اغفالها او نسيانها مع مرور الوقت بل على العكس فإنها تفتح الباب على مصراعيه ومنذرة بهول سيناريو دموي مفجع مقبلة عليه اليمن تسعى الجماعات الارهابية أن تفرضه كواقع في البلاد..
كما تؤكد جريمة الاغتيال أن اليمن يعيش حالة فراغ امني كبير سيستمر لسنوات الى جانب أزمات عدة شائكة تعانيها البلاد مع تفاقم الازمة السياسية.
سقط السياسي البارز الدكتور محمد المتوكل الذي اجمع المحللون السياسيون بوصفة بـ "السياسي المعتدل والاكاديمي والشخصية الليبرالية" الاولى الداعية للحريات مضرجا بدمائه بجسده الهزيل وهو في أبهى حلة.. سقط يصارع الموت بين شارعي العدل والزراعة وسط العاصمة صنعاء برصاص الإرهاب سقط المتوكل مفارقاً الحياة بألم وحسرة وقد اخترقت جسده رصاصات غادرة وجبانة وبينما كان يلفظ انفاسه الاخيرة كانت عيناه تنظران الى السماء وكأنها تقول "سأنعم اخيرا بالشهادة والراحة الأبدية .. لكنه في ذات الوقت يتساءل ماذا عن وطني واهلي وشعبي كم من لحظات اليأس والمعاناة سيعشونها".
ظل حلم بناء وطن مدني حديث يسكن اهتمامات الشهيد المتوكل منذ صباه وحتى مماته عند مغرب أمس وبالطبع تترك هذه الجريمة المروعة فاجعة وحزن عميقين تنبأ بسقوط من حوادث سقوط ضحايا في عمليات اغتيال سياسي يخطط لها من لا يحبون الخير لليمن.
قال مسؤول أمني رفيع بوزارة الداخلية لـ"الميثاق" ان السياسي اليمني الكبير الدكتور محمد عبدالملك المتوكل عضو المجلس الاعلى لأحزاب اللقاء المشترك اغتيل بالرصاص مساء الاحد وسط صنعاء في جريمة اغتيال تحمل اصابع تنظيم القاعدة.
وأضاف المسؤول الأمني وشهود عيان ان مسلحين يستقلان دراجة نارية باشر احدهم اطلاق الرصاص من سلاح شخصي على صدر المتوكل اثناء ما كان يمشي بأمان الله على قارعة الطريق بشارع متفرع بين شارعي الزراعة والعدل.
وتمكن الإرهابيان من الفرار بدراجتهما والاختفاء في أزقة حواري الاحياء المجاورة لموقع الحادث.
لم يتمكن المواطنون رغم محاولتهم اجراء الاسعافات الأولية اثناء نقلهم المتوكل الى المستشفى الجمهوري من إنقاذ حياته حيث لفظ المتوكل الشهادة وانفاسه الاخيرة عند بوابة المشفى.
وكان د.محمد المتوكل قد تعرض لمحاولة اغتيال قبل 3 اعوام بدراجة نارية بشارع كلية الشرطة الا ان الحياة كتبت له من جديد.
وحول الجريمة الفاجعة وصف السياسي والمفكر عبدالباري طاهر نقيب الصحفيين اليمنيين الاسبق حادثة اغتيال المتوكل بالآليمة والفاجعة والتي تؤكد أن فرصة التعايش بسلام أصبحت محفوفة بالمخاطر..
وقال طاهر في اتصال هاتفي مع (الميثاق) إن جريمة اغتيال السياسي المتوكل مؤشر على الانهيار الذي وصلت اليه الحالة الأمنية بالبلاد وفي مجتمع ومدن تغيب عنها كليا اجهزة الأمن ويكون حضور المليشيات المسلحة فيها ويسود فيها الاغتيال والاختطاف والقتل العمد وتهديد الشخصيات العامة وتغيب فيها سلطة الدولة.
وأضاف قائلا: "هذا الاغتيال مؤشر على غياب المعنى الحقيقي للدولة. الدولة التي وظيفتها حماية ارواح الناس وصون الامن والاستقرار.. ودائما الوقاية خير من العلاج هي هذه الاجهزة الامنية الذي غابت وتركت المجال للقاعدة وانصار الشريعة تعبث بأرواح الناس وتعتدي على الامن والسلام والاستقرار وترك اختصاص وظيفتها الحقيقية للمليشيات المسلحة.
ويؤكد عبدالباري طاهر أن ما يدور في اليمن حاليا معركة بين مليشيات مسلحة من انصار الله وقوى الارهاب بينما الواجب ان يكون الجيش والامن هو الاساس في حماية ارواح الناس وحفظ الأمن والسلام.
وانتشر نبأ اغتيال السياسي محمد المتوكل كالنار في الهشيم فبعد لحظات من نبأ اغتيال انهالت منشورات الشخصيات الاجتماعية والسياسية والثقافية والصحفية على مواقع التواصل الاجتماعي مدينة للحادثة ومعبرة عن فاجعة وكارثة اصيبت بها اليمن.
الصحفي والكاتب السياسي سامي غالب رئيس تحرير صحيفة(النداء) قال :"يقتلون أجمل من في هذا البلد. يقتلون الحرية والتسامح والمدنية والوطنية متجسدات في شخص معلمنا الدكتور محمد عبدالملك المتوكل. . الآن عرفت الخبر. والآن فقط ينتابني الشك في امكان ان نستنقذ بلدنا من عين العاصفة... من الاقتتال الجاهلي والقتل على الهوية. رحماك يا الله يا متوكل".
الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني عبده الجندي دان جريمة اغتيال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، الأكاديمي والسياسي اليمني، معتبرا الجريمة اعتداء على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة.
وقال: إن الجريمة تمثل ضربة موجهة لرجال الصحافة والاعلام والسياسة والفكر والادب.. واعتداء على العلم والعلماء وفكرة الدولة المدنية الحديثة، دولة النظام وسيادة القانون التي نادى بها الدكتور المتوكل في كل محاضراته ودراساته وكتاباته وابحاثه".
وأضاف الجندي قائلا: "الشعب اليمني والمؤتمر الشعبي العام يطالب كافة اجهزة الدولة بسرعة القاء القبض على القتلة واحالتهم الى القضاء لينالوا جزاءهم الرادع."
وقال الشاعر والكاتب / جميل مفرح - نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين - صنعاء قال :
ان اغتيال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، اغتيال لواحدة. من أجمل القيم الوطنية.. واغتيال للوطن باستلابه واحدا من أشرف وأوفى أبنائه الاحرار المنتمين، انتماء اليه عشقياً حقيقياً.. رجل احب الوطن حباً نقياً وصادقا لامصلحة من ورائه ولا مغنم في نهايات طرقه.اليوم يجددون جريمتهم وسيناريوهاتهم الشريرة في اغتيال الحياة، الجمال، اليوم يؤكدون إنه لا مجال في نفوسهم لقبول التسامح والحب والنقاء، اليوم يؤكدون طيش نفوسهم وغباء عقولهم وظلامية قلوبهم..
بالله عليكم ماذا بعد أن وصل بهم الأمر لاغتيال شخص وعلم بحجم ومكانة الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، هذا الإنسان نقي السريرة، صادق النية، وسطي الطرح، وطني حتى النخاع ، يمقت التعصب الايديولوجي، ويرفض التطرف والاساليب الهمجية ويمقت الاستقواء بالسلاح.. المتوكل.. الإنسان الذي عودنا على سماع الطرح المسئول والراقي والشجاع، لم يحرض يوماً ولم يغال يوما، إنهم بهذا الجرم الأخير- يا صديقي- يقتلون الأمل وكل الاشياء الجميلة.. إنا لله وإنا إليه راجعون..
وقال الأديب والكاتب حسين ناصر العولقي : المرء يجد نفسه بقدرحزنه ، حائرا أمام جرائم من هذا النوع ، هناك تساؤلات حول هذا الأمر : لماذا يقدمون على اغتيال رجل موسوعي سياسي، معتدل وصادق ومتواضع ومتسامح مثل الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، هذه الشخصية تقريباً، من الشخصيات النادرة التي يجمع على احترامها معظم المثقفين والسياسيين في الشمال والجنوب والشرق والغرب؟
هذا أمر خطير جدًا جداً، ماذا يريد هؤلاء ، وإلى أين يريدون أن يقودوا البلاد..؟
ان جريمة اغتيال د. المتوكل حقيقة فاجعة كبرى، وجريمة القتل لا تغتفر، فما بالنا إذا كان جرم القتل استهدف عقلية وطنية منفتحة متزنة حريصة على السلام..
تتحرى المصداقية والتواصل مع كل الأطراف بحسن نية وبعقل منفتح، ليس مأزوما ولا متورطا بأي دسائس أو مؤامرات ..
أنا حزين جدا وأعتبر جريمة اغتيال المتوكل خسارة من أفدح الخسائر ، لقد فقد الوطن اليوم واحداً من أهم الأصوات العقلانية والتي تتسم بالحكمة والقبول والاحترام بين جميع أبناء الشعب .. لا حول ولا قوة إلا بالله..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40838.htm