الإثنين, 03-نوفمبر-2014
الميثاق نت -  مطهر الاشموري -
فيما عرف بثورات الربيع العربي سنجد أن"مبارك" مصر فضل السجن و"قذافي" ليبيا فضل الموت و"أسد"سوريا"سار بالحرب في خيار القذافي فيما علي عبدالله صالح سار في الحل السلمي وفضل الموت "دونه"وكاد ذلك يتحقق لولا قدرة أو معجزة إلهية.
"بن علي" في تونس سجل حالة الهروب الوحيدة وذلك يؤكد أن اختيار تونس للبدايه هو من ثقة النجاح العالية فيها ويؤكد ذلك فيما بعد عدم الوصول في الصراع على الحكم إلى تغييرات دراماتيكية كما في مصر واليمن بل وما يحدث في واقع هذه البلدان يؤكد ما ظللنا نطرحه وأطراف التطرف ترفضه عن اختلافات بين كل واقع وآخر.
ومع ذلك وفي ظل الاستقرار النسبي الأفضل للواقع أو للحكم في تونس فالتقارير الدولية تؤكد أن الفساد في تونس زاد بنسبة تصل إلى 85% مما كان عليه قبل التغيير.
أسوأ مامورس في تفعيل المحطة هو حل أو تقييد الأحزاب الحاكمة كتجميد وكاقصاء ثوري لأنه مادامت الثورات تزعم أنها جاءت للديمقراطية وإنهاء "مدمقرطة" فلايفترض حدوث أي إقصاء إلا من خلال الأحكام القضائية.
من الخطايا كما أراها أننا نفكر في المثالية والملائكيه لنقاء وطهارة أو لمحاربة الفساد فيما لو فعلت الآليات والقوانين المصاحبة واللاحقة في العمل العام فإن كثيرا من الذين يمارسون الفساد لن يظلوا فيه ولن يمارسوه، ذلك أن المال السايب يعلم السرقة كما يقال.
الثورة ضد الفساد هي الآلية التي تمنع الأخطاء والخطايا وتسمح بالصواب والاصح ولا يأتي أي فساد إلا من تقدم الالية أو عدمها، والفساد يصبح في عقم الآلية أو عدمها أو اعدامها فيصبح حضورها كما عدمه.
قد يكون تشجيع المثالية وتقديمها كقدوة حسنة من عوامل بناء ثقافة وتعزيز القيم الايجابية والحميدة ولكن المثالية والملائكية لا تنفع كحرب على الفساد ولا يحارب فساد في الكون إلاَّ بالتفعيل الواقعي المصاحب واللاحق للقوانين والأنظمة كآلية ديناميكية حاضره وفاعلة وهي من يحكم الخطوات ويقدم للمحاكم الأخطاء والخطايا.
إذا ما تسمى الثورات لم تجد هذا وهو موجود ويحتاج فقط لتفعيل فكان عليها أن توجده فالذي مورس هو إقصاء الخبرات والكفاءات وذلك ما اضاف فسادا للفساد أو تحولت الحرب ضد ما يسمى بقايا نظام بل وضد الفساد هي الفساد الأكبر لأنها انتقائية وانتقامية وفوضوية.
إننا في واقع اليمن لم نعد في مشكلة الحسبة على نظام وعنوان مثل "بقايا نظام" فقد الواقع والتأثير الذي كان في محطة 2011م وبالتالي لم أعد أدافع عن نظام ولا بحاجة لمعالجة اشكالات من تخريجات محطة أمريكية اخوانية ولكنه كان الأفضل استيعاب هذه الواقعية من أوضاع 2011م كإرادة داخلية متحررة من تبعات الخارج أو التبعية العمياء إلى حد الانحطاطية.
لا يختلف إثنان على أن الفساد هو في تجميد أو تحييد آلية مواجهته كتشريعات وقوانين ونظم ولوائح وأن الحرب عليه أو مواجهته لا تحتاج إلا أخذ كل ذلك كمصفوفة ومنظومة في آلية حاضرة وفاعلة والسير في غير ذلك هو ما يمثل فساد الفساد والتحام الفساد بالافساد وهذا الالتفاف الصراعي المستقوي بالشعارات والعناوين الماكره هو ما يزيد معاناة الواقع ويدمر الاوطان.
لقد ظلينا في اليمن قرابة أربعة عقود -كما بلدان أخرى بالمنطقة- نختلف ونفلسف مفاهيم الثورات والحركات والانقلابات حتى جاءت المحطات الأمريكية وعصدت ليس فقط مفاهيمنا بل واقعنا وحتى فهمنا وبالتالي فالثورات هي إما انقلابات والطرف المنتصر"المنقلب" هو من سيحكم ويتحمل المسئولية تجاه مايخطئ أويصيب.. وإما ثورات شعبية يقودها طرف كما حالة إيران وهو يحمل ويتحمل المسئولية أيضاً.
أما حين ثورات شعبية بشراكة أطراف سياسية مختلفة ومتباعدة ثم تفرض التسوية شراكة مع الأطراف المقابلة فلابد إقرار ماهي بداهات وخطوط عريضة عامة وواقعية في تفعيل العمل العام ومن السهل الاتفاق على محاربة الفساد بألية النظام والقانون التي يفعلها الجميع وضد الكل فيما تفعيل ما سميت ثورات المؤسسات هي الفساد بشحمه ولحمه وبأظافره واسنانه حيث يصل في الوضاعة والتفاهة إلى إخراج طلاب من مدارس أخرى في العاصمة لمظاهرة لاقصاء مدير مدرسة الكويت كونه "مؤتمري".. فماذا يبقى بعد هذا التدمير وبأي تبرير؟
نسبية الاستقرار في تونس هي من عقلانية الاخوان في هذا البلد وهم في خيار انتخاب رئيس مستقل وذلك ما رفضه اخوان اليمن حتى فرض عليهم أو اجبروا فإذا الاخوان لهم في ذلك فضل كاستثنائيه أو أفضلية في العقلانية فالفضل في اليمن لمن فرض هذا العمل على الاخوان واضطرهم أو اجبرهم، فيما الاخوان في اليمن هم ملحمه القاعدة وداعش وليس مجرد الحاضنة أو الغطاء وهم الأشد تطرفاً وأي قيادات اعتدال تهمش ولا أدوار لها أو صلاحيه.
حروب صعدة لم يكن أحد ولا أطراف بحاجة إليها والحوثي محصور في جزء من مديرية مران ولكن أحداث سبتمبر 2001م أنشأت هذه الحاجية المشتركة للاخوان في القاعدة فيما الواقع والشعب والجيش والأمن والدولة في حاجة إلى اشراك وشراكة انصارالله "الحوثي" في الحرب ضد الإرهاب حتى لو كان إرهابا" كما يصفه أو يصنفه الاخوان فنحن بحاجة لمحاربة الإرهاب الأشنع في التطرف بالإرهاب الاخف.
سينبري هؤلاء للقول بأن اللجان الشعبية والمليشيات والأطراف المسلحة هي الخطر الماحق ناسين أنهم صوروا هذا الخطر الماحق وهو لايزال في جزء من مران فإلى متى تكذبون على هذا الشعب وتسوقون باطلكم والاباطيل وهل تعتقدون أن الشعب مازال يصدقكم؟؟
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 06:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40843.htm