إقبال علي عبدالله -
هل عاد مسلسل الاغتيالات إلى اليمن بعد أن توقف فترة؟!
هل عدنا نرى لغة السلاح والموت على الأرصفة لغة التخاطب مع من نختلف معهم؟!
هل عدنا إلى المربع الأول قبل بداية الأزمة التي مازلنا نعيشها ونشهد تطوراً ديناميكياً لها يوم بعد يوم؟!
الحقيقة الأسئلة كثيرة كثيرة قد عادت للبروز بعد اغتيال المفكر والسياسي والناشط الحقوقي الدكتور محمد عبدالملك المتوكل وسط العاصمة صنعاء وأصبح بناء الاغتيال ينزل علينا كالصاعقة وأصبح الوطن يعيش الفاجعة..
لا أخفي معرفتي السطحية بالدكتور المتوكل خاصة عندما كنت مراسلاً لعدد من الصحف والوكالات العربية والعالمية.. وكانت معرفتي فقط عبر الهاتف.. عرفته إنساناً خلوقاً ومثقفاً وسياسياً من الطراز الأول.. وتأتي معرفتي بالذي أصبح بفعل مجهول أحمق شهيداً مثل معرفتي بالشهيد جار الله عمر وإن كانت معرفتي بالأخير على صلة قوية واختلاف يشتد في كثير من اللقاءات والاتصالات الصحفية التي أجريتها معه..
إن عودة مسلسل الاغتيالات هذه المرة جاء والوطن يعيش أزمة كما قلت ـ أزمة سياسية واقتصادية تنذر بالخطر لأننا وكما هو معروف للجميع حتى لكبار الساسة إننا نسير نحو المجهول..
عرفت الدكتور محمد عبدالملك المتوكل من السياسيين الذين مهما اختلف معهم في الرؤى فإن نقطة الالتقاء تكون قريبة جداً من الاختلاف.. عرفته سياسياً وإن كنت لا انتمي للحزب الذي هو فيه غير أنني احترمت كل آرائه وأفكاره بشأن العديد من القضايا التي دارت بيننا وطبعاً كلها عبر الهاتف أنا في موقع إقامتي في عدن وهو إما في صنعاء أو عندما ذهب أمريكا للدراسة.. عرفته لا يقبل الحديث عن الطائفية أو التشطير أو التعصب الحزبي.. كان- رحمه الله- حدوياً تعلمنا منه مفردات الوحدة..
إن اغتيال المفكر والسياسي البارز بدم بارد وسط العاصمة حيث تتواجد الأجهزة الأمنية والاستخباراتية هدفت إلى خلط الأوراق في هذه المرحلة الحرجة التي يعيشها الوطن.. هدفت إلى الفتنة وإعاقة المسيرة التي توقفت عند تشكيل الحكومة التي ما زالت في طور البحث عن من يشغل حقائبها، حتى وصل الأمر برئيس الوزراء المكلف خالد بحاح إلى الاستعانة بالفيسبوك وكأن البلاد انعدمت فيها الكوادر وبقي أمامنا النت هذه مهزلة لا مجال هنا للحديث عنها..
عودة إلى اغتيال الدكتور المتوكل فأقول أن الوضع سيزداد تعقيداً خاصة ونحن نحاول الخروج من أزمة خانقة مفتعلة منذ الانقلاب على الشرعية الدستورية عام 2011م.. الوضع يحتاج إلى حكمة وصبر وعدم السماح لنفاذ الفتنة إلى ساحتنا..
اغتيال الدكتور المتوكل حقيقة عودة إلى المربع الأول.. مربع الاغتيالات الذي امتد هذه المرة إلى العقول النيرة والفكر المستدار.. بعد أن كان محصوراً على أفراد ومنتسبي قواتنا المسلحة والأمنية الأبطال.. مربع الاغتيالات عاد دون استئذان هذه المرة.. مستغلاً تدهوراً في كل أنحاء الوطن يوماً بعد آخر.. بل ساعة بعد أختها..
كما عاد مسلسل الاغتيالات والبلاد تعيش انهياراً اقتصادياً ينذر بثورة شعبية نتيجة تدني المستوى المعيشي للناس.
الحقيقة ولا أطيل في الحديث لأن الدموع لم تعد تسكب من الأعين.. الحقيقة أقول أن الوضع في اليمن صار مأساوياً والحل تكاتف جهود الجميع أحزاباً ومنظمات مدنية وقوى شعبية للالتفاف صفاً واحداً لمواجهة التحديات.. وأقولها بصدق علينا العودة إلى أهداف وبرامج المؤتمر الشعبي العام حزب الأغلبية والتعلم من روح التسامح والتضامن اللذان يعمل بهما منذ تأسيسه قبل عدة عقود.. علينا الاستفادة من حكمة وصبر الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي تحاول بعض الأحزاب المساس به وتشويه تجربة قيادته الحكيمة للوطن التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود تحقق فيها منجزات أشبه بالمعجزات.. وأبرزها منجز الوحدة المباركة..
الوضع اليوم من سيئ إلى أسوأ ولا مجال بعد اليوم للمماحكات السياسية.. الوضع جداً خطير.. ومسلسل الاغتيالات قد عاد للبروز والأمن يزداد تدهوراً.