فيصل الصوفي -
يوم 10 ديسمبر 2011م، عندما كان عبد ربه منصور هادي، لا يزال نائبا لرئيس الجمهورية، ترأس أول اجتماع لحكومة الوفاق الوطني، وقال لرئيس الحكومة ووزرائه، انتم لا تمثلون أحزابا، بل تمثلون اليمن كلها، دعوا انتماءاتكم الحزبية جانبا، واعملوا عملا متفانيا من أجل اليمن.. وأمس ترأس الرئيس هادي أول اجتماع للحكومة الجديدة، وقال لهم نفس الكلام.. قال لهم: "هذه الحكومة لا تمثل أي حزب، أو مكونات، أو مذاهب، وإنما تمثل اليمن كله، بكل تنوعه من شماله، إلى جنوبه، شرقه وغربه.. وما حدث أن حكومة باسندوة، لم تكن حكومة وفاق وطني، ولم تكن غير حزبية، ولم تعمل من
أجل اليمن، بل عملت ضد مصالح اليمن وضد مصالح الشعب.. كانت حكومة لقاء مشترك، وبالدرجة الأولى حكومة الإخوان وعلي محسن وحميد الأحمر.. مارست الإقصاء في أجلى مظاهره، والفساد في أبشع أشكاله، وبددت المال العام، وأوصلت الاقتصاد الوطني إلى حافة الهاوية، وفي النهاية حاولت الاستمرار عن طريق رفع الدعم عن المشتقات النفطية،أو الجرعة الأشهر والأثقل في التاريخ، وأخيرا سقطت تلك الحكومة، ولكن بعد خراب البصرة..
وأمس قال الرئيس هادي إن الحكومة الجديدة : " لا تمثل أي حزب، أو مكونات، أو مذاهب، وإنما تمثل اليمن كله، بكل تنوعه من شماله، إلى جنوبه، شرقه وغربه".. بينما هي حكومة حزبية لا تمثل اليمن كله، كما أنها ليست جديدة.. هي حكومة أغلب وزرائها يمثلون تكتل اللقاء المشترك، ولحزب الإصلاح فيها ستة وزراء، وللرئيس نفسه 12 وزيرا، وليس فيها للمؤتمر وحلفاؤه، ولا للبعث وأنصار الله أي وزير، ورغم أن الناس خرجوا لإسقاط حكومة باسندوة، فأن هناك عشرة وزراء من الحكومة الساقطة، عينوا في هذه الحكومة المسماة جديدة، والعجيب أن أربعة من هؤلاء الوزراء كانوا أكثر فشلا وفسادا في الحكومة الساقطة.
ثم يقال إن هذه الحكومة غير حزبية، وأنها حكومة شراكة وسلم وكفاءة ونزاهة.. بينما الكفاءة والنزاهة لا تتوافر سوى في عدد قليل من الوزراء، مثل محمود الصبيحي، وجلال الرويشان، وعز الدين الأصبحي، وأروى عثمان، وهذه الأخيرة لم تؤد اليمين أمس.. هناك ستة من الذين اختيروا في هذه الحكومة، تغيبوا أمس.
وصار من المؤكد أن أربعة منهم لم يقبلوا المناصب الوزارية التي عينوا لها، الأمر الذي يؤكد أن هذه الحكومة صارت منقوصة من يومها الأول، وهذا مؤشر على أن النقصان سيكون علامة مميزة لها، وسيعوض النقصان بتعيين بدلاء، سيكونون من حصة المشترك والرئيس قطعا.