الإثنين, 10-نوفمبر-2014
استطلاع / عبدالكريم المدي -

أكد عدد من المثقفين وقيادات منظمات المجتمع المدني أن القرار الجمهوري الذي أُتّخذ مساء السبت الماضي والقاضي بتسمية أعضاء ما تسمى بحكومة السلم والشراكة الوطنية، قرار فيه الكثير من الاعتباطية والمجازفة بالتسوية السياسية.. موضحين أن القرار مدعاة للإحباط واليأس أكثر من أنه تطمين ودفع للعملية السياسية التي تُعاني من كساح وبطء وخضوع لإملاءات خارجية ، وأطراف معينة يتم استرضاؤها على حساب الوطن وأمنه واستقراره .
مشيرين في تصريحات لـ " الميثاق " إلى أن هناك عدّة تهم لأعضاء في الحكومة الجديدة منها ملفات فساد منظورة أمام الهيئة العليا لمكافحة الفساد ، إلى جانب وجود عدة أعضاء فيها يحملون الجنسيات الأجنبية وإحدى العضوات فيها -أيضاً- متزوجة بأجنبي، وأكدوا إن هذه الحكومة بعيدة تماماً عن التوافق ،وما هي إلا انعكاس لخيبة آمال جديدة بعد أن ظل الشعب ينتظر طويلاً حكومة شراكة حقيقية بفارغ الصبر ، واليوم يُفاجأ بهذه الأسماء والطريقة المخالف لاتفاق السلم والشراكة في اختيار أعضائها.
مجددين تأكيداتهم أن هذه الحكومة لا تعبر عن طموحات وتطلعات الشعب وحساسية المرحلة ، متوقعين فشلها وعدم قدرتها على الاستمرارية أو تنفيذ الاستحقاقات الوطنية المهمة.

ستكون الحكومة الأفشل والأسوأ في تاريخ اليمن


قال الكاتب والشاعر جميل مفرح - نائب رئيس اتحاد الأدباء والكُتّاب اليمنيين - صنعاء: أعتقد، بل اكاد أجزم أنها ستكون حكومة فاشلة حتى الآن، وذلك من ظاهر قوامها واختيار أعضائها.. حكومة سيئة وفاشلة بكل المقاييس.. وأسوأ إلى حد كبير من حكومة الوفاق التي جرت معظم التحركات التغييرية مؤخراً نتيجة الضيق بها ورغبة في اجتثاثها وتغييرها..!!
لقد قاموا بعملية تحايل والتواء، غير لائق، على القوى السياسية وبطريقة غير بريئة أبداً، وذلك من أجل التخلص من التحاصص الذي كان موجباً حصوله.. باعتبار أن البلد يعبر عن مرحلة انتقالية ، يجب التشارك فيها والتوافق وحضور جميع المكونات الفاعلة في الساحة الوطنية وليس اقتصار ذلك على لون سياسي واحد .
وبكل أسف نقول : لقد قام الرئيس " هادي " بإقناع الجميع على الاتفاق لتشكيل حكومة كفاءات ونزاهة وتكنوقراط، كي تكون ضمانات نسبة النجاح في أدائها أعلى وأقرب.. ووضع لذلك اشتراطاً مغرياً وهو الكفاءة والنزاهة.. وبالفعل استطاع من خلال هذا الإجراء المؤقت ، انتزاع التفويض من قبل جميع المكونات الموقعة على اتفاقية السلم والشراكة الوطنية.. لكنه سرعان ما انقلب على ذلك الاتفاق والاشتراطات بظهور تشكيلة وزارية كتلك التي سمعناها ، ولو استمرت، فإنها ستكون الأسوأ والأفشل في تاريخ اليمن الحديث، وبشكل مطلق..
واضاف مفرّح : معظم الشخصيات التي اُختيرت فيها تم بمزاجية ومحسوبية ووفق حسابات طرف ، أو اطراف وشخصيات معينة من قبل أناس تربطهم علاقات بالبيت والأسرة الرئاسية، أو عبر الرئيس وشخصين آخرين مقربين منه فقط، وهذا الأمر واضح للقاصي والداني.. وهذا ما جعلها تظهر بكثير من التآلف وشبه النافق والفاسد وغير الكفء، وغير المؤهل وغير المتخصص.. الأمر الذي يتنافى جملة وتفصيلاً مع شرطي الكفاءة والنزاهة ومع بنود اتفاقية السلم والشراكة ومع متطلبات المرحلة بشكل اساسي ..

حكومة ستُعمّق الأزمة وتسير في طريق الفشل
قال الدكتور طه حسين الروحاني- الناشط المعروف ورئيس جامعة آزال للعلوم والتكنولوجيا: بالفمّ المليان نستطيع القول إن هذه الحكومة قد خيبت آمالنا كثيراً ومثلت صدمة للجماهير التواقة لمخرج سليم من الأزمة ولحكومة ، تحترم حقوق الإنسان وتحارب الفساد وتمثل الحد الأدنى من إرادة اليمنيين.. بكل اسف نقول : لم تكن هذه الحكومة هي المطلوبة، ولا التي تتناسب وتضحيات وتوقعات وأحلام السواد الأعظم من شرائح المجتمع المختلفة، فقرار تشكيلها عجيب وغريب، والوضع لا يحتمل كل هذا الابتذال والمقامرة والتآمر والتحدي .
واضاف الدكتور الروحاني : لقد كان الفوج الأول من اللامبالاة والإقصاء والاستهتار في مؤتمر الحوار، ولعل هذا هو الفوج الثاني من نفس تلك المجموعة وبنفس تلك القرارات ..ماذا ينتظر الشعب من حكومة أعضاؤها إما من حملة الجنسيات المزدوجة ، أو مرتبطون بأجانب ، أو متهمون بفساد أو فاشلون، أو شباب لم يشغلوا أي وظيفة حكومية من قبل ولا يعرفون عن الإدارة الحكومية شيئاً، أو شباب يتمتعون بدعم من منظمات أجنبية عملها في اليمن غير واضح وليس له اولوية ولا أهمية او قيمة وطنية..
شباب تلقوا تدريباً ضمن مؤسسات تعرف بتشكيلها لوبيات من عام 2006م في أوسلو وانقرة وتورنتو ونيويورك.. ومن جانب آخر، حكومة لم يتحقق فيها مبدأ العدالة والمواطنة المتساوية ولم تحقق مبدأ الكفاءة كما روجوا لذلك، أعتقد أن الفشل -وهذا ما لانريده- سيكون حليفاً لهذه الحكومة، وللقائمين عليها، وهذا بحد ذاته كارثة من شأنها تعميق الجرح الوطني وإطالة الأزمة وتهديد الأمن والسلم الاجتماعي أكثر مما هو حاصل اليوم.
لَكَم كنا نتمنى أن تأتي حكومة حقيقية تكون بحجم التحديات التي تواجه الوطن ولا تزيد لها تحديات أخرى.

الناس يحكمون على حكومة بحاح بالفشل

قال الكاتب والروائي كمال البرتاني : لا شيء في البلاد يدعو للتفاؤل أبداً.. كل الاتفاقات تظل حبراً على ورق، وكلما انتهينا من أزمة دخلنا في أخرى.. لاأظن أن مسألة اختيار الأشخاص للمناصب الوزارية جوهرية حتى نعلق عليها آمالاً مستقبلية.. المشكلة أكبر وأكثر تعقيداً.. ومالم نمتلك قرارنا السيادي فلن نخرج من متوالية الأزمات هذه.. لا أحد يريد أن يعمل للوطن وإنما كل حزب وكل فئة لها أجندتها وأهدافها الخاصة وارتباطاتها الخارجية، ودوافعها الانتقامية.. ومن المؤسف أنه بعد كل هذا الانتظار، أُوهمنا أن تشكيل الحكومة بحد ذاته يعد إنجازاً خارقاً، فإن الكثير من المراقبين والمواطنين بدأوا يحكمون على بحاح وحكومته بالفشل. هذه الحكومة اشتملت على كم كبير من المخالفات الدستورية ، أولها أن بعض أعضائها متهمون بفساد ولديهم ملفات أمام الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وجزء آخر منهم متورطون بعلاقات مع اطراف أجنبية مشبوهة ، وبالتالي ، لا يُعوّل عليهم الكثير بقدرما أن الناس اليوم يندبون حظهم العاثر.. كل ذلك ولم نتطرق بعد لمسألة محاباة أطراف سياسية على حساب أخرى ، مع أن اسم الحكومة هو حكومة سلم وشراكة وطنية وكفاءة ونزاهة ومعايير تضمنتها الاتفاقية الموقعة بين مختلف الأطراف في 21 سبتمبر 2014م.
تشكيل الحكومة خرق لاتفاق الشراكة والبداية غير مشجعة
أكد النقابي الأستاذ / محمد عوض سعيد - نائب رئيس الاتحاد التعاوني السمكي- أن الحديث عن هذه الحكومة كالحديث عن جنين وُلد ميتاً وكان أصلاً مصاباً بتشوهات خلقية لا حصر لها .
وقال : لقد خالف قرار تشكيل وتعيين هذه الحكومة كل التوقعات والمعايير التي كانت موضوعة لها من قبل ، وخالف الاتفاقات وشروط الواقع وقواعد المرحلة التي تتطلب قدراً كبيراً من الموضوعية والشفافية والإخلاص والمصداقية وعدم التهور أو إغفال أية ثغرة ، حتى لو كانت بسيطة ، فما بالنا إذا كانت هذه الحكومة من رأسها وحتّى أخمص قدميها.. كان يفترض بمتّخذي القرار في تشكيل وإعلان الحكومة الدقة والإنصاف واحترام وعي وأذهان الناس وليس التعاطي بمزاجية وبطريقة ، عليّ وعلى اعدائي.. البلد تمر بوضع صعب ، وما كان ينبغي أن يتم اختيار وزراء حول بعضهم شبهات، وكان المؤمل أن تكون هذه الحكومة متمتعة بشروط النزاهة والحياد والمصداقية والانتماء لهذا الوطن وحمل هموم الشباب والقوى الحية والفقراء والغلابى وكل التواقين للدولة التي تحقق للناس أحلامهم وطموحاتهم وتبني اليمن الجديد.
واضاف : لا أدري ماذا أقول أكثر من هذا ولا ادري ماذا أقول عن حكومة تبدأ بداية غير مشجعة ، رغم أنني متفائل بطبعي ، رغم ظلامية أي واقع وصعوبة أي أحداث ، لكن في قضية هذه الحكومة ، أحس أنني أعتسف مشاعري اعتسافاً إذا قلت إنني متفائل بها ، ومع هذا نتمنى لها التوفيق وللبلد الخير والسلام والنهوض ومزيداً من التماسك .
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40963.htm