استطلاع - فيصل الحزمي - شدد عدد من الاعلاميين على ضرورة تحول الاعلام اليمني من ممارسة دوره السياسي والحزبي الى ممارسة دوره الوطني.
ونوه الاعلاميون الى ان خطاب الاعلام اليمني لا يزال سياسياً تسيره الاحزاب ومرهوناً لسلطتها ويترجم مواقفها.
واكدوا في لقاءات اجرتها «الميثاق» أن الإعلام يجب ان يواكب المرحلة القادمة لترجمة اتفاق السلم والشراكة الوطنية وايجاد شراكة اعلامية ووطنية بين مختلف وسائل الاعلام لتعزيز قيم الاخاء والمحبة والتسامح.. مشددين على أهمية ايجاد ميثاق شرف تلتزم به كافة وسائل الاعلام بمختلف توجهاتها.. الى التفاصيل..
بدايةً تحدث الصحفي عبدالرحمن ابو طالب قائلاً: الخطاب الاعلامي يجب ان يواكب المتغيرات التي حدثت خلال المرحلة الاخيرة فهناك رفض شعبي للفساد والفاسدين وهناك اجماع وطني بضرورة الاتجاه نحو بناء اليمن كلاً في مجال عمله وكلاً من موقعه، والخطاب بكل ما شابه ويشوبه من اثارة للنعرات الطائفية والمناطقية والجهوية والمذهبية لا يخدم توجهات الشعب اليمني.. واضاف: وحيال ذلك انا مع الدعوة لضرورة وضع حد للقنوات والمواقع والصحف المثيرة للخطاب الطائفي والمناطقي المتشنج الذي يعمل الترويج للعنف والكراهية والبغضاء وبالتالي إحداث فرقة وتصادم وسفك للدماء وازهاق للارواح وتعدٍّ على حقوق وممتلكات وحريات الآخرين وحرماتهم وتفكيك للمجتمع وهدم الامن والسلم الاجتماعي.. واشار ابو طالب الى ضرورة اعادة تقييم الخطاب الاعلامي وتوجيهه نحو خدمة قضايا الوطن ورصد القنوات والمواقع والصحف المشبوهة التي تعمل لخدمة اعداء اليمن والزامها بالامتثال للقانون واحترام المهنة والكف عن التحريض وايقاف حملاتها الاعلامية الممنهجة لاستهداف الهامات الوطنية والاجماع في قضايا الوطن المصيرية..
وفي الاخير اقول ان انتهاج خطاب معتدل يعزز قيم الاخاء والتسامح والمحبة بين ابناء الوطن هو الحل لتجاوز خلافاتنا المقيتة فالمواطن اليوم بأمس الحاجة لإعلام يتناول مواضيع تلامس قضاياه المعيشية والاقتصادية والاجتماعية اكثر من اي وقت مضى.
غياب المهنية الإعلامية
من جانبه قال الاعلامي حسن شرف الدين: للأسف لا يوجد ميثاق اخلاقي يحتكم إليه الاعلام اليمني ومنتسبوه.. وما يشهده الاعلام من انفلات اخلاقي ومهني في نفس الوقت خلال هذه المرحلة يعيق اي توجه للاحزاب السياسية من تخفيف حدة التناولات الاعلامية، لأنها في الحقيقة لا تمتلك السيطرة على المنابر الاعلامية، إلا ما ندر منها، والنادر لا حكم له.. واضاف :يمكننا الحديث عن شراكة في العمل السياسي، أما أن نتحدث عن شراكة في العمل الإعلامي فهذا غير ممكن إلا في الوسائل الإعلامية الحكومية.. وإذا رجعنا إلى اتجاهات وتناولات الإعلام اليمني بقنواته وصحفه وإذاعاته للسنوات الأربع الماضية فسنلاحظ طغيان السياسة وكيل الاتهامات وتلفيق الأخبار الكاذبة وتجيير الأخبار بما يخدم توجهات كل وسيلة وأهدافها التي تعمل على تحقيقها.. وما يجري من انتهاك لمقار الوسائل الإعلامية والصحفيين إلا بسبب غياب المهنية الإعلامية عند تناول الاحداث في اليمن.
إعلام يرتهن للأحزاب
بدوره تحدث الزميل محمد العلفي قائلاً: يجب الارتقاء بكتاباتنا فوق كل جراحاتنا ومصالحنا الضيقة وتنقية السرائر من الولاءات الحزبية وليكن ولاؤنا لله ثم لوطننا صادقاً قبل فوات الأوان، وليقف الجميع مع انفسهم وقفة تأمل لواقعنا ولنتعظ مما صار اليه حال غيرنا، وما آل إليه حالنا.
واضاف: انا علي يقين اننا سنصل لقناعة ان الوطن فوق الجميع وعلينا جميعاً السمو عن المكايدات وكيل الاتهامات، لكن اعلامنا مرتهن لاحزابنا ويترجم مواقفها واستلابها لمصادر تمويلاتها وهنا الطامة..
لذا اخاطب ضمائر كل الاعلاميين علها تغلب حبها للوطن فوق كل احقادها ومصالحها الضيقة، سائلاً العليم القدير ان يصلح ذات بيننا ويحفظ بلادنا.
الحاجة إلى ميثاق شرف
الى ذلك يقول الصحفي بشير الحزمي: ينبغى على الاعلام الرسمي والحزبي والخاص في هذه المرحلة من تاريخ بلادنا أن يتحلى بالمصداقية والمسئولية في سبيل انجاح اتفاق السلم والشراكة الوطنية للخروج باليمن من المأزق الخطير الذي تعيشه ، كوننا نعيش مرحلة غاية في الخطورة.. وعلى الاعلام أن يمارس دوره الوطني بعيدا عن سلطة وتوجيه السياسيين والقادة الحزبيين حتى وان كان موجهاً وممولاً من قبلهم لان له دوراً وطنياً يجب أن يضطلع به حفاظاً على الأمن والسلم الاجتماعي لأن تأثير الاعلام أخطر من السلاح الناري بمختلف انواعه على أمن واستقرار البلاد.
واضاف: جميعنا يعلم أن الاعلام وخلال المرحلة الماضية لعب أغلبه دوراً سلبياً في تأجيج الصراع وخلق المزيد من التعقيدات للمشهد السياسي وكان عبارة عن اعلام مناكفات وتصفية حسابات بعيداً عن المصداقية والمهنية وكان بمثابة ادوات يحركها الحزبيون كيفما شاءوا.
وأعتقد أنه في ظل عدم التقارب بين مختلف المكونات السياسية بالرغم من توقيع الجميع على اتفاق السلم والشراكة لا يمكن للاعلام اليمني أن يوجد شراكة اعلامية وطنية بين مختلف وسائل الاعلام لتعزيز قيم الاخاء والمحبة والتسامح ورفض كل الخطابات المثيرة للنزعات المذهبية والمناطقية والابتعاد عن التحريض والتأزيم.. وهنا تبرز الحاجة الى ميثاق شرف تلتزم به كافة وسائل الاعلام بمختلف توجهاتها.. خطاب إعلامي راشد وشفاف.
اصطفاف إعلامي
ويرى الزميل أحمد ابراهيم كنفاني ان التعاون بين وسائل الإعلام والجهات ذات العلاقة أمر مهم وضروري وهي علاقة تكاملية وشراكة لابد من تعزيزها من أجل دعم جهود الحفاظ على الأمن والاستقرار وبث روح الطمأنينة والسكينة العامة وتحقيق السلم والشراكة بوصفة الضمانة للانتقال بالوطن إلى تحقيق تطلعاته المنشودة في الأمن والأمان والتقدم والرقي وذلك من خلال عقد اللقاءات وخلق آليات تواصل مع المكونات المجتمعية كافة وتنظيم مبادرات إعلامية توظف فيها كل طاقات الإعلاميين توظيفاً هادفاً واقحام رجال الإعلام في كل الميادين وصولاً الى خلق رأي عام يهيئ الأجواء ويزرع روح الأمل والتفاؤل لدى شرائح المجتمع وتحويل الحوار إلى ثقافة مجتمعية وأن يتبنى الإعلام خطاباً راشداً وشفافاً يدعو إلى السلم والتسامح والشراكة الوطنية والابتعاد عن المكايدات وإثارة البلبلة ونبذ إثارة المشاكل والخلافات والأحقاد التي لا تخدم الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي والتصدي للشائعات ونقل الحقائق من مصدرها والالتزام بالموضوعية والتركيز المستمر على المصلحة الوطنية.
|