علي عمر الصيعري - كما سلف أن قلت في مقال سابق في هذا الحيز أن المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد اعترضت عليه في بادئ الأمر الإدارة البريطانية، لأنه استثنى اليمن من التقسيم الذي جاء من أجله هذا المشروع ،فإن مستجدات ما بعد "الربيع العبري" الذي فشل نوعاً ما في اليمن بسبب صمود المؤتمر الشعبي العام في وجه موجته العاتية بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر، أكدت أن بريطانيا لم تستسلم للاعتراض الأمريكي على التقسيم في بادئ الأمر..
فهاهي تسعى جادة إلى وضع مشروعها القديم الجديد والمتمثل في تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم في بادئ الأمر عبر الموالين لها في "مؤتمر الحوار الوطني"، ثم عدولها إلى تقسيمه اقليمين »شمالي وجنوبي« يكون غطاؤها السياسي وحدة فدرالية للتمويه ليس إلا.. وبعدها عدلت عنه لتضع على حليفتها الكبرى امريكا مشروعها الأساسي الرامي إلى تقسيم اليمن إلى ثلاثة أقاليم شمالي، وجنوبي، وحضرموت والمهرة، بحسب ما كشفه المفكر والمحلل السياسي الأستاذ / أحمد الحبيشي مؤخراً بالقول : (إن المطبخ الاستعماري الذي صاغ مشروع تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، ينهمك اليوم في العاصمة البريطانية لندن، لإعادة تقسيم اليمن إلى إقليم شمالي، وإقليم الجنوب العربي، وإقليم حضرموت في إطار دولة كونفيدرالية).. (وكالة خبر للأنباء السبت 22 نوفمبر 2014).
ما تقدم يثبت صحة ما أشرت إليه في مقالي السابق عن مشروع الشرق الأوسط الجديد وبخاصة ما يتعلق بنوايا الإدارة البريطانية الخبيثة في اليمن والتي تتمثل في اطماعها من وراء ذلك التقسيم في الاستحواذ على " عدن " وفصلها عن الجنوب العربي عندما ينضم للشمال في وحدة فيدرالية تبرز بامر رجعي عن تلك الوحدة الكونفدرالية في غضون سنتين كحد أقصى، وجعل " عدن " منطقة حرة محايدة تحت اشراف بريطانيا نفسها.. بمعنى آخر عودة الاستعمار البريطاني من النافذة هذه المرة وبمساعدة ثلة من مناضلي الجبهة القومية التي ضحى مناضلوها بدمائهم وأرواحهم لينتصر رفاقهم ويحققوا الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر، ولكن هذه المرة يساعدون المستعمر البريطاني على العودة إلى عدن ، فيا للمفارقة التعيسة !! . مناضلون بالأمس يسلمون اليوم " عدن " التي حرروها بدماء رفاقهم وأرواحهم من المستعمر البريطاني على طبق من ذهب و بمعية بعض الأمراء والسلاطين من دون احم، يا لهم من مناضلين مفترين على شعبهم و على أبناء شهداء ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة!!
|