الثلاثاء, 25-نوفمبر-2014
الميثاق نت -   نبيهة‮ ‬محضور -
< شهدت اليمن على مر العصور العديد من الأزمات السياسية والانقسامات التي أثقلت كاهلها وعرقلت مسيرة التنمية فيها ولكن ما شهده الوطن في الاعوام الاخيرة وتحديداً منذ العام 2011م إبان فوضى الربيع العربي التي خُطط لها لتدمير الشعوب العربية كان شيئاً آخر ليعتبر نكبة سياسية أحدثت شرخاً وتصدعاً في النسيج المجتمعي جراء زرع الفتن وإشعال فتيل الحقد بين أبناء الوطن ليطال الخراب كل مؤسسات الدولة بفوضى عارمة لم يسبق لها مثيل تحت ذريعة ثورة شبابية تسلق على أكتافها آخرون كان جل اهتمامهم الوصول الى السلطة ولو على جماجم البشر، ليقتسم الشارع الى شارعين وتصبح الخطبة اثنتين.. هذه الفوضى المدعومة بقوى خارجية بذلت بسخاء من أجل زعزعة أمن واستقرار الوطن وجره الى أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ويسجل على صفحات التاريخ الحديث أقبح صور المؤامرات بل أقذرها على الاطلاق، وها نحن اليوم نقف أمام كتاب له خصوصيته وله أهميته بما يحمله من حقائق تمس قضية مهمة ذات أبعاد تآمرية نفذت أفدح جريمة في تاريخ السياسة المحلية والعالمية بشكل فاضح خالٍ من القيم والإنسانية.. قضية جامع النهدين ذلك اليوم الدامي في حياة اليمن والذي هز مشاعر الآلاف بل ملايين اليمنيين الذين لم يعتادوا مثل هكذا جرائم تقشعر منها الأبدان هذه الجريمة التي استهدفت دار الرئاسة في محاولة لاغتيال الرئيس اليمني السابق الزعيم علي عبدالله صالح مع نخبة من قياديي الدولة لتسجل أسوأ الجرائم السياسية على الاطلاق من حيث المكان والزمان الذي انتهكت فيه حرمة الله مرتين مرة بالاعتداء ومرة بالسقوط الاخلاقي في إعلان الفرح وذبح الذبائح والابتهاج بارتكاب الحرمات لتكشف عن بشاعة ذلك الفكر البربري الذي يسكن عقولهم الملغمة بالحقد، هذا العمل الاجرامي الشنيع الذي يتنافى مع مبادئ الدين الاسلامي والقيم الانسانية ليفصح عن ثقافة المؤامرة المتمركزة والحاضرة في أطرافها الذين فشلوا في اجتذاب الشعب وخلع الرئيس صالح الذي التف حوله الملايين من أبناء الوطن، فيسلط الكاتب الضوء من خلال هذا الكتاب على ملابسات هذه القضية وعلى زوايا أخرى ذات علاقة بها ليصبح إحدى أهم الوثائق التي تدين هذا الفكر الاجرامي ومنفذيه من خلال استناده على العديد من التقارير لجهات متعددة حول مجريات ونتاج التحقيقات في هذه القضية ومن خلال استناده على العديد من الوثائق من صور لمواقع الجريمة واحتوائه على شهادات تاريخية لشخصيات وقيادات فعالة في المجتمع منها شهادة سفير المملكة العربية السعودية في صنعاء أضافت قوة كبيرة لمضمون هذا الكتاب وحتماً ستؤثر على سير الملف الجنائي لجريمة تفجير مسجد دار الرئاسة في الـ3 من يونيو 2011، بما يكشفه من أسرار ووقائع لم يسبق تناولها إعلامياً، الكاتب استطاع الالمام بكل أبعاد الجريمة والربط بين ما حدث في الوطن وما يحدث في تونس ومصر وليبيا والتطابق التنظيمي والفكري لتنظيم الاخوان وجذورها وامتدادها بشكل يؤكد ان الاستاذ أحمد الصوفي رجل ملم بالتاريخ وأحداثه، أيضاً الكاتب في هذا الكتاب أظهر القدرة والتميز في التحليل وربط الوقائع والأحداث بشكل منهجي علمي يشكل بداية في التأليف الحديث واستخدامه للتصوير الابداعي المتكامل القائم على الوصف الدقيق للمشاهد بشكل يجعل القارئ يتعايش معها وتثير انفعالاته ووجدانه، وهذا قمة الابداع ايضاً قدرة الكاتب على التنقل بين الأزمنة اثناء سرد الوقائع بطريقة احترافية وبشكل روائي يجذب القارئ ولا يشعره بالملل ويجبره على متابعة الاحداث بطريقة مشوقة، وهذا ليس بغريب على أديب متميز له تجربته في العمل الأدبي، اسلوب سردي متميز لواقع كانت الحقيقة فيه أفجع وأكبر من مستوى الخيال.. واقع رسمت ملامحه بريشة الغدر والخيانة ولون بفكر اجرامي خلا من كل صور الانسانية نقله الينا الكاتب والسياسي والأديب أحمد الصوفي بحس السياسي المعاصر والمعايش لواقع الوطن والقارئ للتاريخ بكل أبعاده والأديب الذي أخضع قاموس اللغة ليصيغ مفردات هذا الكتاب بلغة بليغة واسلوب ينم عن إبداع ورقي الكاتب.
قبل أن أشكره أشكر مؤسسة جمعان للنشر لتبنيها هذا الكتاب القيم وعلى آليتها الراقية في نشره وأدعو دور النشر الى الاحتذاء به في نشر النتاج الفكري بكل صوره وأشكاله ليساهموا في نشر المعرفة التي هي حق للجميع وبوابة التحضر الانساني.
أخيراً كل الشكر والتقدير للكاتب والمفكر الاستاذ أحمد عبدالله الصوفي على هذا الكتاب القيم الذي هو بمثابة مرشد للباحثين عن الحقيقة في دهاليز الظلمة ومرجع للقضاء وللتاريخ وشاهد على جريمة استهدفت إنساناً بحجم علي عبدالله صالح كان له بصمته خلال 33 عاماً من مسيرة العطاء كان فيها داعياً للسلام حتى في أحلك الظروف وأصعبها، واننا لندين مثل هكذا جرائم تستهدف الانسانية وندعو الجميع الى الجنوح نحو السلام وزرع بذور المحبة وقبول الآخر من أجل حياة آمنة ومستقرة تمهد لإيجاد تنمية حقيقية للوطن.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41160.htm