الميثاق نت -

الإثنين, 01-ديسمبر-2014
محمد أنعم -
< نحتفل اليوم بالعيد الـ47 للاستقلال الوطني 30 نوفمبر 1967م وشعبنا اليمني يطأطئ رأسه إجلالاً لأبطال الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر الذين بفضل تضحياتهم الجسيمة، أشرقت شمس الحرية والاستقلال وتحررت عدن وبقية أراضي جنوبنا الحبيب من المستعمر الغاصب الذي عاث فساداً في أرض اليمن طوال 128 عاماً.
نعم.. الشعب اليمني يخجل من الشهداء.. أمثال: لبوزة.. مدرم.. عبود.. عبدالفتاح.. علي عنتر.. صالح مصلح.. علي شائع هادي.. وسالمين ..قحطان الشعبي.. محمد صالح يافعي.. من الحبيشي وعشيش.. نخجل من آلاف الشهداء والجرحى.. ومن تلك الهامات الوطنية التي عُذبت في سجون الاستعمار.. نخجل من نساء عدن المناضلات اللاتي فتحن منازلهن لإخفاء فدائيي الجبهة القومية من رصاص فرق الموت البريطانية.. نخجل من كل الأمهات اللاتي دفعن بفلذات أكبادهن وأزواجهن إلى جبهات القتال وخرجن إلى الشوارع يتحدين الرصاص في مسيرات لشحذ الهمم ولتضميد جروح أبطال التحرير بل حملن السلاح إلى جانبهم أسوة بالبطلة دعرة.
ونحن نحتفل بعيد الاستقلال الوطني اليوم.. ونفس أصحاب الطائرات الذين أصلوا بنيران اسلحتهم ثوار ونساء وأطفال اليمن بالأمس.. عادوا من جديد يستبيحون دماء شعبنا ويغتالون اطفالنا ويحرقون كل شيء في البلاد.
نحتفل بعيد الاستقلال الوطني الذي اضعناه.. وقلوبنا تتمزق كمداً وحزناً.. بل تقطر دماً.. وأهلنا في شوارع مدننا وقرانا يغلون غضباً.. فأي عيد هذا الذي يأتي والنيران تشتعل في صدور أبناء شعب عُرِف وطنه تاريخياً بأنه مقبرة للغزاة وقد صار مذلاً ومهاناً.
اعذرونا أيها الذئاب الحمر.. فلقد هزمتم جيش الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.. وسطرتم أروع ملحمة انتصار تاريخي على أقوى جيش استعماري في العالم.. بأجسادكم العارية واسلحتكم التقليدية والبدائية وحررتم شعبنا من الاستعمار الذي قاده القبطان هينس في 19يناير 1839م عندما دنس عدن وأباد دون رحمة أجدادنا الذين احترقت اجسادهم في متاريس قلعة صيرة وفي شوارع عدن وهم يقاومون هذا الغاصب.. لكننا اليوم وبعد قرابة نصف قرن من انتصار 30 نوفمبر نجد أنفسنا نواجه «القبطان بنعمر» فلا فرق بين حادثة سفينة «دريا دولت» ولا بين مؤامرة 2011م.. وها هو التاريخ يعيد نفسه وتتكرر مأساة عدن في صنعاء.. وتتشابه جريمة شنق حاكم عدن من قبل القائد العسكري التركي بنفس المسدسات كاتمة الصوت أو على أيادي البريطانيين بعد ذلك مع قرار العقوبات الدولية الذي أصدره بالأمس مجلس الأمن الدولي بحق الزعيم علي عبدالله صالح وشخصين من أنصار الله..
أيها الشهداء.. أيها الذئاب الحمر عذراً.. كنتم تواجهون جيشاً لدولة استمعارية.. ونحن نواجه اليوم بريطانيا وأمريكا وكل أصحاب الأقنعة السوداء الذين كانوا يزودون المندوب السامي بتحركات وأسماء الفدائيين بعد أن اندسوا في صفوفكم وصفوفنا.
وإذا كان القبطان «هينس» قد مزق جنوبنا الحبيب بسياسة «فرّق تسد» الى فسيفسات، فقد مزق المبعوث «بنعمر» اليمن أسداساً.. أكيد أنكم تتذكرون مشروع حكومة «الليوي» والدولة الاتحادية فقد استنسخ مثلها في حكومة باسندوة وصارت الدولة الاتحادية هي الحل..
قاتلتم مندوباً سامياً واحداً.. فيما نواجه اليوم أحد عشر مندوباً سامياً.. كنتم تواجهون طائرة وبارجة.. وتخنقنا اليوم جيوش من مختلف دول العالم تحت راية الدول العشر..
الأصنج.. باسندوة.. مكاوي.. الليوي.. باشراحيل ومن لف لفهم.. لاتزال نماذجهم تصول وتجول اليوم في البلاد.. ولا نملك أمثال عبدالله باذيب.. ولا الفضول.. ولا صاحب جريدة «فتاة الجزيرة».. ومازلنا نبحث عن لبوزة أو سيسي أو دعرة بعد تهديدات السفير الأمريكي وكلنا ثقة بأن اليمن ولاّدة!!..
الشعب يحيي مناسبة عيد الاستقلال بحزن شديد بعد أن فقدنا كل شيء.. وصرنا نعيش في يمن سلبت سيادته واستقلاله وقراره.. ووطن حولوه إلى مقبرة لشعب أصبح يعد في التقارير العالمية من ضمن الأموات.
أكثر من 26 مليون يمني ويمنية يبكون ويندبون حظهم وهم يعيشون ذكرى الاستقلال الوطني.. وقد فقدوا وطنهم وقرارهم وجيشهم وسيادتهم وأمنهم واستقرارهم وثرواتهم وحتى لقمة عيشهم..
نتألم على شعب عظيم صار يُذل ويُهان ليل نهار.. ويتعامل معه «الانذال» تعاملهم مع العبيد..
لا تغرنكم بهرجة «أبي رغال» و«أولاد العلقمي».. في وطن يلبس ثوب الحداد على شعب صارت تحكمه السفارات.. تنهبه السفارات.. تسرق ثروته السفارات.. تمزقه السفارات.. ووحدها السفارات من سيحدد له موعداً للانتخابات بعد أن تصيغ له دستوراً جديداً..
عذراً أيها الذئاب الحمر.. إن خاطب المندوب السامي «بنعمر» أرواحكم وأبناءكم بما أنجزه لحل القضية الجنوبية مع أحفاد «هنس»!!
أيها الشهداء.. أيها المناضلون.. أيها الأحرار.. من منكم لاتزال في جيبه رصاصة.. لعل شعبنا يحلم بعودة استقلاله الوطني المفقود!!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41232.htm