الميثاق نت -

الإثنين, 01-ديسمبر-2014
لقاء/فيصل الحزمي -
نائب وزير التربية لـ«الميثاق»:رفع علم «الانفصال» أو ترديد «الصرخة» في المدارس خطر يهدد أجيال اليمن

شدد الدكتور عبدالله الحامدي نائب وزير التربية والتعليم على ضرورة تجنيب العملية التعليمية كل الصراعات السياسية والحزبية والطائفية والمناطقية إذا أردنا لبلادنا اللحاق بركب الحضارات.. واعتبر نائب وزير التربية ما يحدث في مدارس بعض المحافظات الجنوبية من رفع لعلم الانفصال وترديد نشيد غير النشيد الوطني يشكل خطراً كبيراً على ثقافة الأجيال واعتداء على السيادة الوطنية ويجب على الدولة مواجهة هذه التصرفات والانحراف الخطير بشتى الوسائل ومحاسبة من يقف وراء تلك الأعمال.. وتطرق الحامدي إلى عدد من المشاكل التي يعاني منها التعليم في بلادنا في سياق اللقاء التالي:
♢ بداية كيف تقرأون مستقبل العملية التعليمية في ظل المتغيرات السياسية التي تشهدها بلادنا؟
- أنا متفاءل دائماً وخاصة بعد أن أعلن دولة رئيس الوزراء المهندس خالد محفوظ بحاح أن عام 2015م عام للتعليم واعتقد أن البوصلة بدأت تكون أكثر وضوحاً لدى الحكومة وبدأت تعطي الأولوية للتعليم واعتقد أن عام 2015م لن يكون العام الوحيد للتعليم بل ستليه اعوام أخرى الى أن يستقيم التعليم استقامة صحيحة.
عجز في بناء المدارس
♢ توقفت البنية التحتية للتعليم منذ عام 2011م.. كيف ستواجه وزارة التربية تزايد أعداد الطلاب الذين يصل عددهم في الفصل الواحد ببعض المدارس بأمانة العاصمة الى 150 طالباً؟
- المشكلة المالية والسياسية في البلاد كبيرة فرضت على وزارة المالية إيقاف صرف الباب الرابع وهو الباب المعني ببناء المدارس وتجهيزها بالمختبرات والمعامل وكذا نشاطات استثمارية مالية كبيرة، الباب الرابع اتخذت وزارة المالية قراراً بإيقافه على الجميع ما شكل هذه المعضلة.. ومع هذا نحن نقوم ببناء مدارس من خلال المنح والقروض الميسرة التي تأتي من الدول المانحة ومن المنظمات الدولية.
لدينا برنامج الشراكة العالمية ومشروع تطوير التعليم ولدينا اليونسيف وكثير من الجهات تقوم بذلك ولكنها لاتفي بالحاجة لأن الباب الرابع المخصص من الموازنة موقف علانية وليس سراً ولذلك هناك عجز في هذا الجانب.
اعتداء على السيادة الوطنية
♢ لو تحدثنا عما يحدث في مدارس بعض المحافظات الجنوبية من رفع لعلم غير علم الجمهورية اليمنية وترديد نشيد غير النشيد الوطني.. ما دور وزارة التربية والتعليم حيال هذا الأمر؟
- ما تشهده بعض المحافظات الجنوبية يؤدي إلى هذا الانحراف الخطير، أعتقد أنه يشكل خطراً كبيراً جداً على ثقافة الاجيال وعلى الوحدة اليمنية حتى لو كان هناك رؤية مهما كانت سواءً انفصال أو الدولة الفيدرالية فهناك طرق أكثر ديمقراطية وأكثر شفافية ولماذا لا نستفيد من تجارب الآخرين دون أن نمس بالثوابت أعتقد أن الدولة حين تشاهد مثل هذا الاعتداء على السيادة اليمنية يجب أن تتحرك لأن رفع اعلام غير العلم اليمني والدخول الى المدارس وممارسة سلوكيات وترديد الصرخة أو نشيد غير النشيد الوطني كل هذا انحراف خطير جداً وواجب على الدولة مواجهته وليس على وزارة التربية والتعليم.. يجب أن تقوم جهات محددة باتخاذ اجراءات لايقاف تلك الممارسات ومحاسبة من يقف وراءها، لأن ما يحدث هو اعتداء على أمور سيادية حقيقية، فالعلم من سيادة البلاد وكذلك النشيد الوطني وأن تأتي بشعارات أياً كانت خارجة عن سياسة الجمهورية اليمنية فهذه انحرافات خطيرة وبالتالي ما يحصل في بعض المحافظات الجنوبية مع أنها محافظات حصلت على العلم ربما أكثر من غيرها لكن ما يحدث لا يعبر عن جموع ابناء المحافظات الجنوبية ولكنها تعبر عن جماعات محددة لها مصالح ربما مرتبطة بمصالح دولية أو اقليمية.
يجب أن يواجه هذا الأمر
♢ أنتم في وزارة التربية والتعليم.. هل تواصلتم مع السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية بهذا الشأن؟
- نعم تواصلنا واذا كان مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة عدن على سبيل المثال يرد على هذا الموضوع أن ما يحدث هو ظواهر قائمة من قبل أو يقول لا نستطيع أن نعمل شيئاً وليس لدينا القوة لإصلاح هذا الأمر.. وأنا أعتقد أن مسئولية السلطة المحلية هي من يجب أن يواجه هذ الأمر لأن لديها أمن وكل الامكانات لضبط هذه التصرفات والممارسات واعتقد أن الغالبية من ابناء المحافظات الجنوبية ليسوا مع هذا التوجه لكن الاعلام أصبح له سطوة ومن لديه قناة اعلامية أو موقع الكتروني أو صحيفة يشوش أفكار الناس وفي كل الاحوال إذا كان هناك آلاف تخرج الى الشوارع وتطالب بالانفصال فإن هناك ملايين لم تخرج وترفض تلك الدعوات.
♢ ما خطورة انشاء جيل مفكك؟
- ما يحدث الآن هو بداية الطريق نحو جيل ممزق ومفكك سيتحارب بثقافات متعددة ويفترض أن يكون التعليم بعيداً عن هذه الصراعات كلها المفترض أن دستور الجمهورية اليمنية يجرم تجريماً كاملاً اقحام التعليم العام بأي نوع من النزعات المذهبية والطائفية والقبلية والمناطقية يجب أن يبقى التعليم بعيداً عن كل الصراعات ليؤسس ثقافة واحدة بين أبناء اليمن الواحد اذا أردنا أن نلحق بركب الحضارات.
لا أساس له من الصحة
♢ ماذا عن مدارس محافظة صعدة.. تتحدث بعض وسائل الاعلام أن مدارس صعدة تردد الصرخة.. ما حقيقة ذلك؟
- دعني أقول لك إن كل ما يقال هو اعلام في إعلام وليس لدينا معلومات موثقة بذلك وحقيقة إن كانت الصرخة تردد في المدارس فهذا أيضاً أمر غير صحيح ويجب أن يكون التعليم بعيداً عن هذه الأمور.. وأنا سألت مدير مكتب التربية بمحافظة صعدة عن هذا الأمر وقال إن مثل هذا الكلام لا أساس له من الصحة والتعليم في محافظة صعدة يسير بشكل ممتاز وجيد وبالتالي لا نأخذ اليوم بما تتناقله بعض المواقع الالكترونية أو حتى على مستوى بعض القنوات الفضائية التي أفقدت كثيراً من الناس وأنا واحد منهم الثقة بما تنقله أو تلك المواقع الاعلامية لأنها عبارة عن مكايدات حزبية.
أوقفنا كثيراً من النشاطات
♢ هل اطلعتم على مخرجات الحوار الوطني الشامل المتعلقة بالتعليم؟ وما الذي أعدته الوزارة لترجمتها؟
- نحن كنا نطالب بأن يكون في مؤتمر الحوار الوطني محور خاص بالتعليم ولكن عملوا محور بالتنمية وكان التعليم ضمن هذا المحور وكان هناك عدد من اللجان تشتغل وكل ما خرج من مؤتمر الحوار في مجال التعليم أخذته الوزارة وشكلت لجنة للوقوف أمامه واللجنة مستمرة في عملها وقد أوقفنا كثيراً من النشاطات المتعلقة بتطوير المناهج حتى تتوافق مناهجنا مع مخرجات الحوار الوطني.
فساد كبير
♢ يشكو كثير من أولياء أمور الطلاب وخاصة في أطراف العاصمة من قلة عدد المعلمين ومن نقص الكتاب المدرسي ومن عدم انضباط العملية التعليمية بشكل عام.. ما تعليقكم على ذلك؟
- لا يوجد هناك نقص في المعلمين ولكن هناك سوء توزيع وفساد يمارس بتوزيع المعلمين أو بانقطاعهم أو بإيجاد بديل عنهم طبعاً نتحمل جميعاً هذه المسئولية واليوم هناك توجه كبير لأن يعاد النظر في عملية توزيع المعلمين والوقوف أمام المنقطعين واتخاذ اجراءات يمكن أن تؤدي الى اصلاح هذا المحور ومعالجة مشكلة سوء التوزيع لأن المعلم هو أساس العملية التعليمية نستطيع القول إن نسبة كبيرة من مدارسنا ومكاتبنا في المحافظات تقوم بالتستر على هذه الظاهرة وهذا يعد فساداً كبيراً وخيانة للعملية التعليمية لأنه مرتبط ببناء أجيال ولكن اليوم مع اعلان عام 2015م عام للتعليم فهذا يعني أن التعليم ستعطو له الأولوية وستحشد لذلك موارد مالية كبيرة بما يؤدي الى اصلاح العملية التعليمية ونحن في وزارة التربية والتعليم نرحب بهذا الاعلان ونرى بأنه الخطوة الأولى الصحيحة في طريق هذه الحكومة.
♢ تشكو بعض المدارس من تأخر بعض عناوين الكتاب المدرسي.. ما سبب ذلك التأخير؟
- أتمنى أن تأخذ الاحصائية من مطابع الكتاب المدرسي من أجل أن يعرف الجميع الحقيقة.. هذا العام طبعت مؤسسة الكتاب المدرسي 91% من احتياج الجزء الأول لهذا العام 2014-2015م ولم نتمكن من انجاز باقي الكمية بسبب الظروف المالية خاصة وأن البنك المركزي اليمني بسبب الصعوبات المالية للبلاد لم يطلق المستحقات المالية الخاصة بطباعة الكتاب المدرسي، ويفترض ألا يحجز أي مبالغ مالية مرصودة للتعليم، يمكن أن تحتجز أي مبالغ مخصصة لأشياء أخرى غير التعليم لأن عدم صرف المبالغ المخصصة لطباعة الكتاب المدرسي يعني تعطيل طباعة الكتاب المدرسي وهذا يؤثر بالتأكيد على العملية التعليمية، مع ذلك أنا متفائل أن عام 2015م عام التعليم.. ربما تنتهي هذه المشاكل بشكل أو بآخر.
زوال المشاكل
♢ ما هو حال العملية التعليمية في المناطق التي شهدت صراعات وحروباً مثل الجوف والبيضاء ورداع وأبين وغيرها؟
- هذا الكلام ليس جديد من اليوم ولا نتحدث عن الصراعات التي حدثت مؤخراً.. التعليم في بعض المديريات وبعض القرى التي شهدت صراعات ونزوح يسير بأفضل ما يمكن وهناك معوقات في بعض المدارس لأسباب أمنية أو نتيجة الصراعات القائمة ونتمنى أن تزول هذه المشاكل بعد أن تشكلت الحكومة كما نتمنى أن يجد كل ما اتفق عليه الساسة- سواءً اتفاق السلم والشراكة أو المبادرة الخليجية- طريقه للتنفيذ لأن اليمن اليوم بحاجة الى أمن واستقرار نحن نعيش في حالة من المكايدات والصراعات والتمزق وأن استمرت ستؤثر على الوطن بشكل كبير ولذلك أدعو كل حكماء وعقلاء اليمن أن يجلسوا على طاولة واحدة وألا يلغي أحد الآخر.
مدارس بدون معامل!!
♢ ماذا عن تعليم الفتاة.. هل استطاعت اليمن ردم فجوة التعليم بين الذكور والإناث؟
- واقع تعليم الفتاة ممتاز وقد وصل الرقم في التحاق الفتيات بالتعليم إلى (2.900.000) طالبة من أصل ستة ملايين طالب والفجوة بدأت تردم بشكل كبير.
♢ ما الذي حققته بلادنا بشأن التزاماتها للمانحين بتحقيق التعليم للجميع بحلول عام 2015م؟
- نعم ملتزمة ولكن هذا الشعار لا يتحقق لأسباب كثيرة جداً أولاً الامكانات المالية، ثانياً الدعم الدولي للعملية التعليمية مازال محدوداً وغير كافٍ وعلى سبيل المثال من أهم المشاريع القائمة هو مشروع الشراكة العالمية الذي رصد فيه مبلغ اثنين وسبعين مليون دولار لفترة ثلاث سنوات.. وهذا يعد أكبر مشروع مع أن الدعم للتعليم يحتاج الى ضخ مبالغ كبيرة إن أردنا أن نحول مدارسنا من مدارس طاردة الى مدارس جاذبة وإن أردنا أن يرتقي شأن المعلم.. يجب أن تكون موارد التعليم كبيرة وهذا يتطلب البحث عن موارد ومكافحة الفساد لأن التعليم قضية مقدسة.. اليوم عدد الطلاب حوالي ستة ملايين طالب (أي ما يقارب من ربع السكان) 25% من سكان الجمهورية هم في المدارس، هذا جيل يجب أن يعول عليه في بناء الوطن وبالتالي يجب أن توفر له كافة التسهيلات والامكانات لكي تكون هناك فترة دراسية واحدة ولكي يكون الفصل الدراسي قابلاً للتعليم وليس فصلاً فيه مائة وخمسين طالباً وطالبة اذا لم يكن هناك توسع في بناء المدارس أين نذهب بهذا العدد الكبير من الطلاب وخاصة في ظل الزيادة المستمرة في عدد السكان اذا كان من عام 2006م لم تتوافر لدينا مبالغ لشراء معامل ومختبرات حيث توجد ثلاثة عشر ألف مدرسة بدون مختبرات أو معامل.
♢ كلمة أخيرة؟
- أدعو رأس المال الوطني القطاع الخاص أن يشكل معنا شركاء تنمية لدعم التعليم لأنه سيكون أفضل وأقوى من شركاء التنمية الدوليين والاقليميين.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41241.htm